(09-16-2011, 11:44 AM)الجواهري كتب: اذا كان العلم يقود الى الدين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا معظم اعضاء الجمعيات العلمية في العالم هم لا دينيين وعلى رأسهم الجمعية الملكية البريطانية وكذلك الامريكية
اولا ليس هذا هو الموضوع .
ثانيا انا لم اقل ولا يمكن ان اقول ان العلم سيقود حتميا للايمان ؛ بدليل انه لم يؤمن الكفرة بالانبياء السابقين من خلال المعجزات ، وهي اقوى تاثيرا من العلم بلا شك . وتبقى المسألة مسألة اختيار شخصي حر ، ومع ذلك كثير من العلماء ايضا الذين بسبب العلم رجعوا الى الايمان ، والكتب التي تتحدث عنهم كثيرة ، وكتبوا سيرتهم باقلامهم في ان العلم هو الذي قادهم الى اعتناق الاسلام وغير الاسلام .
لا تنس ايها الزميل ان الحقيقة اذا لم تكن متعلقة تعلق مباشر بمصالح الانسان فهي ليست ملزمة . فحقيقة اصطدام السيارة بالجدار اذا لم تدر المقود ، هذه حقيقة ملزمة . لكن حقيقة اضرار التلوث مثلا ، ليست حقيقة ملزمة ، بدليل انه لا يتجنبها الجميع ، وحقيقة وجود اله ليست ملزمة ، لهذا لا يتبناها الجميع . واللادينيون والملاحدة يقدمون الحقائق على انها ملزمة ! ويرون ان العلماء هم الاقرب للحقائق ، فإذا امن العلماء بشيء ، وجب الجميع ان يؤمنوا به ، واذا لم يفعلوا فعلى الجميع الا يفعلوا . اي جعل رجال الفيزياء والعلم بمنزلة رجال الدين ، وكأن الناس ينتظرون اي حقيقة منهم حتى يلتزموا بها ، وكأن رجال العلم الات تعرف وتتبنى الحقائق اوتوماتيكيا ، سواء كانت مباشرة او غير مباشرة ، مفرغين من الاهواء والضعف البشري .
في هذه الحالة ، سنكون مضطرين لتبني فكرة خاطئة عن الانسان ، وهي انه مجبر بالالتزام باي حقيقة ، سواء كانت مفيدة له او ضارة له ، وهذا مخالف للواقع ؛ فكل انسان هو عالم بحد ذاته ، وكل انسان مسؤول عن نفسه ، يعني : لو ان العلماء يؤمنون بشكل كامل بدين معين ، هل يعني هذا انك سوف تؤمن بهذا الدين المعين بناء على ايمانهم ؟ اذا انت مجرد تابع ، وهل اذا العلماء لم يؤمنوا او تخلوا عن الايمان ، فهل نمشي وراءهم ونتخلى عن الايمان ؟ هذا لا يكون ابدا ، فالعلماء كبقية البشر ، منهم المؤمن وغير المؤمن ومنهم المنصف ومنهم من دون ذلك ، ومنهم الرشيد و الأحمق ، وهم من ديانات ودول مختلفة اصلا .
هؤلاء علماء متخصصون في جزئيات معينة ، فكيف صاروا قدوات لنا في العموميات التي لا يمكن ان يتخصص بها احد ؟ دائما تُـقدّم هذه المعلومة والمشكوك فيها ايضا من قبل الملحدين : أكثر العلماء غير مؤمنين ، اذا الايمان باطل !! مع أن كلمة علماء واسعة جدا ، فهو ينقي من يشاء من العلماء الملحدين ويحذف غير الملحدين من القائمة ، ويقول : هؤلاء هم العلماء !
وكيف يفتي متخصص بالاجنة او بالفلك في قضايا تتعلق بالدين والاخلاق والاحاسيس الانسانية ؟ هذه امور يجب الا يقتحمها العالم اصلا اذا كان علميا ، ويقول : لا ادري ، فكل ما اعلمه هو ان هذا المرض الفلاني يسبب تلك الامور ، وأن عدد التوابع لكوكب المشتري هي بهذا العدد ، وهذه هي اسماؤها . هكذا يإحترم العالم ، تحوّل عالم المادة الى عالم مادة والى عالم دين و فيلسوف !! هذه هي مشكلات التعميم .
وإذا اراد العالم ان يتكلم عن هذه الامور العامة ، فعليه ان يبعد صبغته العلمية ويتكلم كأنسان . فبأي حق علمي يجوز لداوكينز مثلا ان يتكلم عن تربية الاطفال ويفتي ويستفتى في قضايا المجتمع والمرأة والأخلاق والنفس البشرية ، ولم يبق الا ان يستفتى في الطبخ والاشغال اليدوية وما يتعلق بها من أحكام !! بينما هو متخصص في علم الحيوان ؟ والامثلة كثيرة .
نعم يحق له ان يتكلم عن تربية الاطفال ، ولكن يجب ان يبعد الصبغة العلمية في الموضوع ولا يخلطها ، كذلك رجل الدين يحق له ان يتلكم عن قضايا عدة ، ولكن عليه ان يبعد صيغته الدينية . يجب التخلص من عقلية القطيع والراعي الذي لا يفهم قطيعه ولا قطيعه يفهمه . فقط لانه يحمل عصا على كتفه ! اما عصا الدين او عصا العلم او عصا الفن او عصا الشهرة إلخ ..
علينا ألا نتّبع الا من صدقته عقولنا واحاسيسنا معا ، وليس لشهرته فقط .
كان رجل الدين او الفقه يقحم في كل شيء من شؤون الحياة ، والان انقلب الوضع فصار صاحب المجهر والتلسكوب والجينات يُسأل عن كل شيء ، ما هي هذه الحاجة البشرية لسؤال شخص واحد عن كل شيء ؟ هذه الحاجة لا يرويها الا وجود نبي ، وليس خبير حشرات او مضادات حيوية . وهذه من الخيوط الدالة على وجود الهُ .
واذا نظرت العلماء : فعالم ذرة ، وعالم حشرات ، وعالم فيزياء ، وعالم احياء دقيقة .. نعم نتبعه بعد ان نتأكد من التجارب في تخصصه فقط ، ولكن هل نستفتي المهندس وعالم النبات والصيدلي في امور تربية الاطفال مثلا ؟ حتى لو كان استاذا كبيرا ؟ ونقول ان العلماء قالوا هذا ؟
كل متخصص يُسال عن تخصصه ، وهؤلاء العلماء المذكورين كلهم متخصصون ، بل تخصصات دقيقة .
الدين ليس له متخصص ، لانه شعور انساني موجود عند الجميع . علماء الدين هم الذين يتعاملون مع الدين بطريقة عقلية من خلال التثبت العلمي والاستنباط كدراسة علمية ، ولا يعني هذا ان الدين متجسد فيهم ؛ فالدين صفة بشرية عامة . الايمان ليس مركّبا تراكميا حتى يتخصص به احد ، لكن العلم الشرعي واللاهوتي قد يكون كذلك ، فيؤمن العالم ويؤمن غير العالم ، ولكن يعرف العالم اكثر مما يعرف غير العالم ، بغض النظر عن صحة و دقة المعلومات ، فهذا شان آخر .
لا تخصص لشيء موجود عند الجميع ويعرفه الجميع من خلال احساسهم . لا يوجد عالم متخصص بادراك الذات ، لان كل شخص يدرك ذاته بنفسه .
المنطق يقتضي ان نفصل بين العلم والعلماء . اذا من اراد ان يحتج فليحتج بالعلم ولا يحتج بالعلماء ، ومن اراد ان يحتج فليحتج بالدين وليس بالمتدينين ، ومن اراد ان ينتقد فلينتقد الدين وليس المتدينين . ومن اراد ان ينتقد فلينتقد العلم وليس العلماء . و كل شخص يستشهد بعلماء الطبيعة فهو شخص غير علمي ، المفروض ان يقول : علم الطبيعة . فالدليل هو العلم وليس الاشخاص . لكن الملاحدة يتخذون من العلماء دليلا ويعتقدون انه كافي .
لا بد من ازالة الخلط الذي يشوش على استقبال الحقائق بوضوح . لا بد من ازالة القدسيات ، ليس فقط عن رجال الدين ، بل حتى عن رجال العلم والمنتسبين اليه . الحقيقة لا تحتاج ان تمشي معها هالة من الفخامة والحرّاس ، فالحقيقة واثقة من نفسها دائما وتعرف طريقها .
(09-17-2011, 03:54 AM)نظام الملك كتب: الدين هو ما يديننا به الله من اعمال
والمسلم المؤمن بالله حقا لا يرفض العلم ولكن يقننه لمصلحة البشر.
فحينما يقول الله (اضربوا فى الارض) فلا تكفى عندها النوايا الطيبة بل يعد عدم العمل والعلم خللا فى الايمان الصادق.
ولا اعرف هل هى مقصودة أم لا ان يكون الحروف واحدة (عمل) (علم)
اضافة جميلة ، اقل من حقها الشكر .