احمد ابراهيم :
اقتباس:كل شئ له أضرار بما فيه الدين الذى تدعيه
لا ، الدين الصحيح ليس فيه اضرار . وتعميم مقولة كل شيء له اضرار تعميم خاطئ وغير منطقي ، و فكرة عدم وجود خير مطلق ولا شر مطلق غير دقيقة ولا صحيحة . فالخير المطلق ليس له اضرار ، والشر المطلق ليس له منافع . وغير المطلق يدل على وجود المطلق منطقيا . وتفاوت مستويات الطلاب في الامتحان يدل على وجود درجة نهائية مثالية ، والا لما حصل تفاوت . وجود التفاوت يدل على المطلق ، لكي تنفي المطلق عليك ان تنفي وجود اي تفاوت .
وجود النسبي يدل على وجود اللانسبي . وهو فرع منه ، و ساعي اليه . والشيء الغير موجود لا يكون له وجود في الذهن . اذا لماذا نستخدم كلمة مطلق سواء كنا نؤمن او لا نؤمن بها ؟ انها مثل كلمة الله ، هناك من يؤمن ومن لا يؤمن بها ، والجميع يعرفها . وهنا تهتز نظرية اينشتاين النسبية في غايتها – وليس في تفصيلاتها - التي تنص على انه لا يوجد مطلق . و التفاوتات هي قياسات ترجع إلى ثابت ، اي مطلق . ومن ينفي المطلق هو ينفي المرجع في اي شيء ، والعلم يعتمد على المراجع ، اذا كيف يكون المرجع بلا مرجع ؟ واذا نفينا المطلق كأصل يجب ان ننفي الفرع كتفاوت .
و اذا كان كل شيء مختلط وغير صافي ، فلماذا نبحث اذا عن الوضع المثالي في كل شيء ؟ هذا احباط لدوافع الانسان المطلقة التي تبحث عن المطلق يقوم به الفكر المادي المعادي لانسانية الانسان . وهذا يشبه المعلم الذي يقول للطالب النشيط : لا يمكن ان تحصل على الدرجة الكاملة ، سوف يحبط ويتضرر مستواه اسوأ مما هو عليه .
هؤلاء غير المؤمنين بالمطلق في الاخلاق والايمان والاله ، هم يؤمنون به في عالم المادة ويؤمنون باغنى رجل في العالم من خلال ايمانهم بالراسمالية التي هدفها جمع كل المال المطلق لديها . بل و يؤمنون بنهاية التاريخ ، اي الوصول الى المطلق ، من خلال الديموقراطية والراسمالية كاعلى مستوى ليس بعده مستوى اخر . اي ايمان بمطلق . و أما من يحب الخير ، فيحبطونه بقولهم لا يوجد مطلق .
ستقول كالعادة كلام انشائي ، لانها كلمة سهلة تساعد على التخلص من اثبات العكس ، لكنها بحد ذاتها بحاجة الى التخلص منها ، خصوصا عندما يطلب التفريق بين كلمتي منطقية و انشائية .
اقتباس:أنظر إلى أى دول تحكمها سياسة دينية
أنظر إلى الصومال وأفغانستان وغزة
أليس ما فيهم من تخلف فى جميع المجالات يمكن إدراجه بسبب الدين إذا ما قارناها بدولة علمانية أخرى
انا لست اتكلم ولست محاميا عن انظمة سياسية على اي فكرة قامت ، دينية او غير دينية ، لكن لا تنس ان هذه الثلاث ليست دولا حرة بذاتها ، بل هي محتلة او شبه محتلة من قبل الغرب . اي انظر ماذا يفعل الغرب الديمقراطي اذا تولى على ارض ، كنتيجة ومعطى من معطيات الفكر الغربي المادي الذي تتبناه وتعجب به . انظر ماذا فعل بأهلك . اي ان المثال يصلح لضدك ايضا ؛ فالاضرار في هذه الدول للغرب نصيب الاسد من واقعها ، و لم تمثل بماليزيا وتناسيتها ولا بإيران ، وربما نسيت وجودهما على الخريطة .
ولا يعني هذا اي اعجاب او تحيز كما تفعل انت مع الغرب المادي ، ولكن بناء على طريقة تفكيرك ، لان النهضة المادية تعني الرقي من وجهة نظرك ، وبالتالي ومن خلال هذا المنطق ، يكون اغنى اللصوص هو الارقى اذا استطاع ان يستولي على اموال الناس ومقدراتها .
ماليزيا وايران ليستا من الناحية المادية والتقنية كالصومال او بنجلادش ولا غزة المحتلة فعلا من قبل يهود غربيين يضربون بعصا الفيتو الامريكي والدولار الامريكي والسلاح الامريكي المنصف جدا بسبب ديمقراطيته الراقية جدا ، والواهب للحريات للشعوب التي يطأ على أعناقها بجزمته الكبيرة .
التمثيل بالواقع ليس في صالح العقل ، ويجعل الحوار يبتعد عن المنطق الى اللامنطق ، وانت في نادي فكر ، من المفترض ان تلتزم حواريا بالفكر وتسقط الفكر بالفكر ، لا بواقع مليء بالمؤثرات . فأمثلتك غير علمية ، وحتى تكون علميا لن تجد مثالا مناسبا تثبت به فشل الاسلام في سعادة البشر ، فردا او جماعة ، لهذا نصحتك بان تبتعد عن الواقع السياسي فهو لا يصلح مثالا لاي شيء .
اقتباس:أى حلاوة إيمان تلك التى تتحدثون عنها
هل يمكن ان أركبها محل سيارة للذهاب إلى الجامعة مثلا ؟؟؟
هل يمكن أن أستخدمها للإطمئنان على أحوال أقاربى فى الخارج ؟؟؟
هل إستطاعت حلاوة الإيمان تلك أن تطعم طفلا صغيرا يموت من الجوع فى مجاعات الصومال ؟؟؟
هل إستطاعت حلاوة الإيمان تلك أن تمنع رصاص الجيش الإسرائيلى وهو يمزق أحشاء طفل صغير ؟؟
كفاكم تغيبا وانظروا للواقع
الجامعة – الاطمئنان على الاقارب – رحمة الاطفال .. ايهم اهم عندك : هي ام وسائلها ؟ و هي السيارة والتلفون ومصنع الغذاء ؟
هذا الفرق بين ان تكون انسانا او مادة . وأنت اثبت اهمية هذه الاشياء اكثر من وسائلها دون ان تقصد . هذا ما اردت أن اقوله ، ان المادة لا تحل محل الانسان . والعلم الذي تنفخه اكثر من حجمه حتى ليكاد ينفجر هو لخدمة هذه الحاجات التي اثبتّ انها عند المشاعر الانسانية من وسائلها ، بدليل استعمالها لاجلها ، ولو كانت المادة هي الاهم لاستخدمنا المعرفة والرحمة والمحبة لاجل المادة وليس العكس . اذا انا وانت اثبتنا ان اللانسان بقيمه ومثالياته ارقى من المادة التي يتخذها وسيلة لا غاية ، ولو كان الانسان ناشئ ومتطور من مادة ، لكانت المادة هي الغاية وليست الوسيلة .
الدين ليس وسيلة لخدمة المادة ، اذا هو وسيلة لخدمة هذه الاشياء الراقية ، اي الغايات ـ اذا حاجة الانسان للدين والاخلاق اكبر من حاجته الى العلم المادي ، وما جاء العلم المادي الا لخدمة الانسان بكل حاجاته ، مثلما استخدمت التلفون للاطمئنان على اقاربك ، و السيارة والجامعة لاجل المعرفة . وما أخذت هذه الماديات قيمتها الا لما تقدمه من خدمات لمشاعرنا الانسانية ، فليس الامر مادة تخدم مادة كما يقول فكركم المادي .
اقتباس:يمكننا أن نقارن بين الحياة عند البدو فى عهد رسولكم والحياة فى أوروبا مثلا
كل هذا مواضيع إنشائية واذكر لى فائدة واحدة للأديان إستطاعت أن تعمل على تحسين معيشة الفرد
وزادت من رفاهيته وجعلته فى حياة كريمة
لن تجد أى شئ سوى كهيعص وألم وغيرها من الهرطقات
السعادة عندك تساوي الرفاهية المادية فقط ليس الا . اذا اي شيء سيزيد من الرفاهية سوف يعجبك ، لنفترض ان العلم لم يحقق هذا الشيء ، فهل ستحبه ؟ طبعا لا ، اذا انت لا تحب العلم بل تحب الرفاهية .
اذا يجب ان يدور كلامك حول الرفاهية والاكل والشرب فقط ووسائل الاتصالات . لا شك ان هذه النظرة قاصرة وحاصرة للانسان في مطعم وملبس ومشرب ومركب وانتهى الامر . وهذا يذكرنا بوضع الحيوان وسعادته الغير مرتبطة بكينونته بل بمعلفه ومشربه ومنامه ، وعلى فكرة فالفكر المادي يدعو للحيوانية علانية . والحياة الكريمة من وجهة نظره هي حياة الوفرة والتشبع المادي ، هذا ما سيقوله الحيوان لو نطق تماما او استطاع التحدث ، بدون اي زيادة .
اقتباس:كيف تذهب إلى عملك ؟؟؟
هل تأخذ سورة المسد كوسيلة للذهاب بدلا من السيارة
نعم ، سورة المسد تمنعني عن التكبر والكذب و بطر الحق ، والحق شامل في الامور المعنوية والمادية ، واذا كنت صادقا ومحبا للحقيقة فسوف اخلص في عملي ، وهو اهم من الوصول الى العمل ، فالغايات اهم من الوسائل ، وهذا امر يعرفه الجميع بكل مستوياتهم ، لكنك متميز عن الجميع بعدم معرفة هذا الشيء . وتصر على تفضيل الوسائل على الغايات . والوسائل يا عزيزي كثيرة ومتنوعة ، ولم يخلو زمن من وسائل النقل .
ومن قال لك ان من يحترم سورة المسد حرام عليه ركوب السيارة او صنعها ؟ الا اذا كانت سورة المسد تحرم العلم والصناعة ، سيكون كلامك صحيحا ، وما دام هذا غير موجود ، اذا انت تختلق كلاما وهميا وتنطلق منه و تقيم حربا مع طواحين الهواء كما فعل دون كيشوت الذي يختلق خياله اعداء وهميين ويبدأ بنزالهم .
هذا افتراض لا اساس له . انسيت ان الحضارة العلمية والمادية قامت بسبب الدين ، ام انك لا تعلم هذا ؟ فتاريخ الحضارة يخبرك بهذا ، والاسلام يأمر بالعلم والمعرفة بكل انواعها : (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) .
هل قبل السيارة الملوثة للهواء لم يكن الناس يصلون لاعمالهم ؟ بل انها تعيق الناس عن الوصول الى اعمالهم اكثر من انها توصلهم اليها في المدن المكتظة بعد ان تملا رؤوسهم بعوادم الرصاص ، واحيانا كثيرة يصل الماشي قبل الراكب .
هذا التطرف المادي الذي تنطلق منه يستطيع ان يقلب العقل راسا على عقب . فاذا جاز في عقل ما ان تكون الوسائل اهم من الغايات ، فعليه اذا ان يجوز فيه ان النتائج اهم من الاسباب . وهذا ما يحصل . وان الآخر اهم من الاول . وان الثمرة اهم من الشجرة . وان ما يملكه الانسان اهم من الانسان ، هذا هو الفكر اليهودي المادي الذي يقلب العقل رأسا على عقب . وكل هذه الامور انت تؤمن بها بناء على كلامك وليس من عندي .
اقتباس:المادة مهمة فى حياة أى إنسان
ولولاها لعاش كما عاش رسولكم وأصحابه فى حياة البدو
هم عاشوا ام ماتوا ؟ ام عاشوا ما شاء الله لهم ان يعيشوا ؟ كما شاء الله لك و لي ؟ اذا سوف اتخيل اني افكر مثلك ، سوف اقرا شعر الاقدمين وانا ابكي رحمة بهم وبادعائهم السعادة والمتعة : يوووووووه ! مساكين ! لم يكن عندهم آيفون ! مسكين هارون الرشيد لم يكن عنده قيم بوي ليتسلى به وقت الفراغ ! ونابليون لم يملك قطارا ولم يركب طائرة واحدة مرة في حياته !! ما أتعس قصر يوليوس قيصر حيث لا ابواب اليكترونية ولا تلفزيون بلازما ، و جدرانه خالية من الاسلاك ! وليس في كراجه ولا سيارة واحدة وهو الامبراطور العظيم ، بل ليس لديه كراج ! كم هو مسكين قيصر ، فليس ليه سيارة ! ولسان حاله يقول : حتى انتي ايتها السيارة ، بدلا من : حتى أنت يا بروتوس .
كويس اننا نعيش معك في نفس الزمان وشايفين البلاوي كلها ! و شايفين الجنايز التي تنقل يوميا بسبب السيارات ، عوائل بأكملها ، مئة الف يموتون في اوروبا بسبب حوادث السيارات ، وما جين للباقي ! وشايفين الازعاج والضجيج والزحام والقرف الذي تسببه السيارات ومشاكل الاصلاح وقطع الغيار الغير متوفرة دائما ، واذا كانت الزوجة النكدة همّا فالسيارة زوجة نكدة اخرى . هذا غير التلوث والنفايات .
هل تتكلم من الجنة ام من اين ؟ نحن في زمن الكآبة يا عزيزي والقلق النفسي يا عزيزي ، وفي زمن الانتحار ، بعيد عني وعنك ، ورغم وجود السيارة والمكنسة الكهربائية وآلة تسخين التوست ومفتاح الكي ماستر .
العالم يتألم ويبكي في التلفزيون وعلى سماعة التلفون وعبر الانترنت واليوتيوب ، تستطيع ان تسمع بكاء العالم ، لماذا هذه الوسائل السريعة والتطور لم تجعلهم سعداء ، ويفرفشون من الضحك مثلك ؟ ان كان هذا واقعك ولا اصدق ذلك ، فالمكابرة ليس لها حد .
ستقول : هل رايت اوروبيا يبكي ؟ اقول لك ، لا ، بل رايت اوروبيا يشنق نفسه ، او يبحث عن شركات الانتحار المريح . البشر هم البشر ، والوسائل مثلما تحمل نفعا تحمل ضررا . الوسائل هي الوسائل في كل زمان ، وان كانت وسائلنا في هذا الزمن هي الاسوأ ، اذا ابتعدنا عن النظر الى ارنبة انوفنا وفكرنا في غيرنا والبيئة .
نحن الآن في زمن الرعب العلمي ، فهذه التقنيات لا نعلم ما هي اضرارها : الجوال ، المودم ، الميكرويف ، المجالات الكهرومغناطيسية، الاطعمة المحفوظة ، الخ .. كل تلك لا نعرف اضرارها ، وانت مثلك مثل غيرك لا تعرف اضرارها وتخاف من اضرارها . ولكن سورة المسد والقران يخبروك بان الدنيا زائلة وانها ليست هي نهاية المطاف . اذا التقنية المادية تجلب المخاوف والقلق ، ولهذا سمي عصرها بعصر القلق، والقرآن يجلب الطمأنينة لنا : (ان عبادي لا خوف عليهم لا هم يحزنون ) ، وهذا واقع ، فمن كان عبدا حقيقيا لله فلا يعرف الكآبة والحزن .
لا استطيع هنا اكمال الرد ، فمعذرة . فتوضيح الواضح امر متعب .
عبدالله محمد ابراهيم :
اقتباس:1- كيف يكون العلم وسيلة و الدين غاية؟ و لماذا لا يكون العكس؟ و من قال ان الغاية اهم من الوسيلة؟ ما معنى كلمة اهم هنا؟
انت مثلاً ، ايهما اهم عندك : جهازك الذي تكتب به ام افكارك التي تكتبها وتعتبرها جزءا منك ؟ لكن الجهاز ليس جزءا منك ولا يمثل شخصيتك . انت تعيش بافكارك وليس بجهازك ، وجهازك مسخر لخدمة افكارك . اليس هذا مثالا واضحا ؟ هو أنت . وليس بعد هذا توضيح . ومن لا يفهم بنفسه لا يفهم بغيره .
اقتباس:اعطي مثلا: الغاية سرقة مصرف, الوسيلة قتل الحارس!! ايهما اهم؟ عقوبة السرقة بضعة سنوات في السجن, اما عقوبة قتل الحارس فهي الاعدام!!!! ما معنى اهم هنا!!!
ما هذا الخلط العقلي ؟ انت خلطت بين غايات السارق و غايات المجتمع !! سرقة البنك اهم عند السارق من قتل الحارس ، بدليل انه يستطيع ان يغير هذه الوسيلة بوسيلة اخرى ، بينما الغاية لا تتغير ، وما لا يتغير هو الاهم . المجتمع غايته الاهم والاولى حفظ الحياة ، والوسيلة هي عقوبة الاعدام ! الغاية الثانية : حفظ المال ، وسيلته بضع سنوات في السجن . اي وسيلة تحقق حفظ المال والنفس سيتبناها المجتمع ولكن لن يتغير المجتمع عن هاتين الغايتين . ولو وُجدت وسيلة افضل من الاعدام والسجن ، لفعلها المجتمع , فالثابت هو الاهم .
وهكذا مثالك عاجز عن ان يمثل فكرتك ، لانها ببساطة ليس لها مثال ، افكاركم المادية ليس لها مثال من الواقع واتحدى على هذا ، كلها مبنية مثل ما بُني مثالك تماما ، معاضلة واعتساف وتركيب . اي انه تركيب واقع و ليس بواقع . وعلى هذا لم ترد على كلامي بأن الغاية اهم من الوسيلة . و كلامك بان الوسيلة اهم من الغاية هو الخطأ حتى تستطيع ان تقيم دليلك ؛ لأن دليلك السابق سقط منطقيا ، ولم تستطع ان تسقط امثلتي . حاول مرة اخرى ان تثبت ان الوسيلة اهم من الغاية ، واتحدى كل العالم ان يقوم بذلك .
اقتباس:2-لمن لا يفهم معنى الكلام, و لمن كان فهمه للامور غليظا اكرر: اذا كان الدين اهم فهو بغنى عن العلم لاثبات صحته و يجب ان يكون هو الداعم لصحة العلم, يعني يجب على العالم الذي يكتشف جديدا ان يقول ان جديده هذا مؤيد بالدين لذلك هو صحيح, اما اذا كان يتناقض مع الدين فيجب عليه ان يقول ان اكتشافه خطأ لانه يناقض الدين!!!
هذا خلط آخر ، لقد خلطت بين مجال الدين ومجال العلم ، الدين ليس مرجعية علمية حتى يؤيد كل مبتكر علمي او لا يؤيده . ولو كان كلامك صحيحا لما احتيج الى العلم . انا اتكلم عن ايهما اهم عند البشر عموما : ان يجدوا الدين الصحيح ام ان يتعرفوا على عالم المادة من خلال العلم .
التاريخ يشهد على صحة كلامي ، فبحث البشر عن الدين اكثر من بحثهم عن العلم ، حتى عند الشعوب ذات الحياة البسيطة والاقل حضاريا وعلميا وقبائل الغابات والصحراء ، نجد الاهتمام بالبحث عن الحقيقة الدينية موجود اكبر من اهتمامهم بالمعرفة المادية ، واقدم اثار الانسان هي اثار دينية بنيت باساليب علمية ، مما يدل على تاثير الدين في تكون العلم وارتقائه عبر الديانات . وبسبب الدين قامت العلوم والحضارات القديمة . اذا الدين عند الشعوب اهم من العلم ، قديما وحديثا . هذه نقطة ، والنقطة الأخرى : ان الدين يدفع الى العلم ، وهذا ليس كلامي بل كلام التاريخ ، و يؤيده علم الاثار .
اقتباس:لقد حصل هذا الامر مرة مع العالم الكبير غاليليو عندما حاكمته الكنيسة و اضطر للتراجع عن اكتشافه ان الارض تدور لان ذلك ينافي تعاليم الكنيسة!!! هل تعلم ما حصل بعد ذلك؟ اتضح ان الدين كان على خطأ وليس غاليليو!!
ماذا يعني هذا ؟ هل انا قلت لك ان كل شيء على الارض اسمه دين كل ما يقوله صحيح ؟ لم يقل هذا احد ، انتم تردّون على اشياء لم يقلها احد . وهو ما يسمى التقويل ، وهو وضع الكلام في فم الخصم ثم الرد عليه . المسيحية مليئة بالاخطاء التي اكبر من هذا ، وليست هي فقط ، بل كل الديانات ، تسلل اليها الفهم البشري الزماني ، لكن من يبحث عن الدين الصحيح الصافي فسوف يجده باذن الله ، بشرط النية الصادقة . تذكر ان هذا حدث مع الكنيسة وليس مع الاسلام ، انت تناقش مسلما وليس مسيحيا .
ثم الكنيسة نفسها تبنت افكار يونانية بالاساس ، و بلورها و أكدها بطليموس الذي اعتمدته الكنيسة كمرجعية علمية ، وقد كانت سائدة قديما قبل المسيحية ، اي انها تبنّت "العلم" في ذلك الزمان مثل تبنّيك للعلم تماما . وكأن العلم الحديث رد على العلم القديم . وقد فرح الملاحدة وصفقوا وصفروا بأن جاليليو تصادم مع الكنيسة ، حتى يقولوا ان الدين ، كل الدين ، في وجه العلم ، كل العلم ، في كل العالم . وعدم الموضوعية واضح في هذا التهويل . كأنهم ديانة الحادية تحارب ديانة ايمانية وبكل التعصب الطائفي المعروف .
يفترض في اهل العلم والحقيقة والموضوعية ان يبتعدوا عن التعميمات والدعايات وينشغلوا بما هو أهم ، وهو العلم ، اذا كان هو الاهم كما يدعون . لكن هذا التعصب يثبت ان الدين اهم من العلم ، حتى عند من ينتسبون للعلم .
اقتباس:3- اما خبريتك عن ان الملحد يتسلح بالعلم لينقض الدين فهي نظرية لم اسمعها من احد غيرك!! من المؤكد ايها الضال ان الملحد يتسلح بالعلم و لكن ليس لينقض الدين او غيره من الخرافات, لا, فتلك مرحلة يمر بها في طور الوصول الى الحرية,يعني قبل ان يصبح ملحدا, و بعد ان يصل يتسلح بالعلم و العقل لتحسين اسلوب عيشه و الارتقاء بمجتمعه لمستوى اعلى من العلاقات البشرية, و اتمام واجبه في تطوير المجتمع لنقل الناس الى حضارة افضل, و لا يهمنا الدين هنا لا من قريب و لا من بعيد.
اذا انت لم تصل الى مرحلة النيرفانا الالحادية ، لانك لا زلت تصارع الدين . ارني ملحدا وصل الى هذه الحالة !!؟؟ اذا قلت اننا في عالم عربي لم يتطور بعد ، فما شأن الملاحدة في اوروبا وامريكا يحاربون الدين كما تحاربونه بنفس الحماس ؟ رغم الفرق الكبير بين مجتمعاتهم ومجتمعاتنا !! متى يكف الملحد عن حرب الدين ؟ هذا هو السؤال ..
الحقيقة انه لا يستطيع ، لان هاجس الدين يدور حول راسه مثلما يدور حول راس سام هاريس في امريكا وهيتشنز في انجلترا ، الدول ذات المجتمعات التي تسميها راقية ومتحررة ! الم يتحرر الانسان هناك ؟ انت تقول انكم ستتوقفون عند تحرر المجتمع ، فلماذا لم يتوقف الملاحدة هناك عن الصراع مع الدين كألذ موضوع عند الملحد ؟ لدرجة انه اذا لم يضع المدرسين سؤالا للطلبة عن نظرية التطور الداعمة للالحاد في التعليم ، تعرّض المدرسون للمسائلة من اللوبي الملحد ! متعة الملحد في نقاش الدين اذا هي المتعة الوحيدة الحقيقية لديه التي لا يمل منها ، لانها تجعله يدور حول الدين الذي يحبه في اعماقه ، ومن سبك حبك .
كلامك شيء و واقع الملاحدة شيء اخر .
اقتباس:4- الملحد يطلب العلم طلبا و الديني يحمل الدين عبئا, فطلب العلم هو احدى وسائل التحرر اما عبء الدين فهو العبودية بعينها!! ليس باستطاعتك ان تقنعني بما هو خرافة اما انت فانظر الى دينك!! رجل يسكن جوف الحوت!! انه افضل حل لازمة السكن المستشرية في العالم اليوم!! ناس ينامون ثلاثماية سنة!! افضل حل لازمة الغذاء في العالم, فيكفي ان ينام نصف عدد سكان الصومال مثل هذه المدة ليكفي المخزون التمويني الباقين و بعد ثلاثماية سنة يستفيق النائمون و ينام المستفيقون!!! اسراء و معراج!!!!!!!! حل علمي لمن يريد ان يرفع مظلمة مباشرة الى الله! خاصة في الفترة الاخيرة بعد ان سد اذنيه عن سماع الادعية!! اما احياء الميت تلك فلم تعجبني ابدا, فنحن نعاني من زحمة الموتى بيننا من اصحاب اليوافيخ الفارغة فلماذا اذن احياء الميتين؟
اخلاق انسانية عالية !! تتمنى فيها موت الاخرين وبقائك لان يوافيخهم لا تعجبك ويافوخك متطور !! وانت صاحب فكرة احترام الراي الاخر المزعومة !! و قفز الاسماك الى البر بعد تطويرها للرئات البدائية والاجنحة والمخالب حل لازمة الزحام في البحر !! ومن يدري ! ربما يطور الانسان اجنحة ليسكن في اعالي الاشجار التي نزل منها عندما كان قردا ! خرافات في خرافات ، مقحمة على العلم المسكين لاجل ايديولوجية تحارب الدين . كل ما في الامر دين في دين ، والعلم شاهد ما شفش حاجة !!
هذه الامور التي ذكرتها والتي لا تحدث في العادة ولم يثبت العلم حالات مثلها ، كقصة اصحاب الكهف ويونس والحوت ، الفرق بينها وبين خرافات التطور وكسر المنطق عند الملحدين كالنشوء من فراغ ، وكسر العلاقة بين السبب والمسبب و التي تقبل بالايمان ، فرق كبير جداً ؛ لان الاولى منسوبة الى خالق القوانين ، والثانية منسوبة زورا الى قوانين الطبيعة ! هل لاحظت الفرق كم هو كبير ؟ فايهما الذي لا يدخل العقل ؟ لتعرف مدى بعد الفكر المادي الالحادي عن المنطقية ، وتستره بالعلم لن يحميه من العقل الفاحص عندما يكون عقلا حرا ، لأن العلم وسيلة للعقل ، ولا قيمة للعلم بلا عقل ، اذا كان عقلا حرا خارج مغناطيسية الالة الاعلامية الالحادية المسممة بالاكاذيب باسم العلم طبعا . كل شيء باسم العلم !! كل الخرافات باسم العلم !! كل الاكاذيب باسم العلم !! كل الاهواء باسم العلم !! مثلما كانت من قبل باسم الدين .. لا جديد تحت الشمس ، فالبشر هم البشر .
اقتباس:5- اما كيف يكون الطالب اقوى من المطلوب فهذا ما لم افهمه ايضا!! الطالب انسان اما المطلوب فهو العلم, ما معنى اقوى هنا؟ جسديا؟ ليس للعلم جسد! اذن فكريا؟ ليس للعلم دماغ( يشبه في ذلك بعض بني البشر, يحملون يوافيخ لا ادمغة فيها). كيف نقارن قوة جسم مادي بقوة مفهوم مجرد؟
كنت اقصد بالعبارة ان الدين هو الذي يطلب الملحد ، وبشكل عام فالعبارة جائزة التعميم : كل طالب اقوى من المطلوب ، فإذا كانت الشرطة تطلب متهما ، فالشرطة اقوى من المتهم . والإنسان يطلب العلم ويتصرف بالاشياء ، اذا هو الاقوى ، ويكون صحيحا ان الانسان اقوى من العلم ،لانه هو الطالب . وعسكريا يقولون : الهجوم خير وسيلة للدفاع ، اي ان يتحول الجيش الى طالب وليس الى مطلوب ، لأن الطالب عنده خيارات اكثر من المطلوب ، والمدن المحاصرة في موقف ضعف وليست في موقف قوة ، لانها مطلوبة . واذا كان الدين يطلب الملحد ، فالدين اذا اقوى من الالحاد .
هل استطاع يافوخي الفارغ ان يفهّم يافوخك الممتلئ علما و ذوقا و أدبا شيئا ؟ لست ادري .
---------------------------------------------------------------------------------------
ربما لي عودة بإذن الله على بقية ردود الاعضاء ..