(10-02-2011, 09:29 PM)أسير الماضي كتب: حـالة مـزرية و مـثيرة للأحـباط بـأن تـرى أحـدا يـرمـي ظـاهرة عـالمية مـهمة كـتجارب الأقـتراب مـن المـوت بـ: التـوهمات و التـهيؤات النـفسية.. أحـدى المـصحات العـقلية فـي بـريطانيا تـفتح البـاب للـمرضى الـذين لا يـبدون أي تـفاعل أو تـغير مـع الأدويـة النـفسية للـتواصل مـع الـروحانيين.. المـس ظـاهرة عـالمية لا يـمكن لأحـد أنـكارها أو دزهـا الـى فـئة الأمـراض النـفسية.
أنـه الـه الفـجوات الـملحد.. كـلنا لا نـقتنع بـسهولة و نـحتاج الوقـت للـتحقق مـن مـسألة مـعينة لـكن أن نـصل الـى أن نـرمي تـجارب أقـتراب المـوت بالـهلوسات و بـكل هـذه البـساطة فـهذه قـمة السـخافة.. نـعم أنـا لا أؤمـن تـماما بـما يـقوله العـائدون مـن المـوت.. لـكن حـتما ثـما شـيئ مـريب يـحدث.
كان "أسير الماضي" نائماً، فحلم أنه فراشة، يرفرف بأجنحته الرقيقة فيطوف ويحلق في الهواء، خفيفاً، سعيداً، كان يفعل ما يحلو له، ولم يشعر ويعرف أنه "أسير الماضي". ثمّ فجأة، إستيقظ من نومه، فتلمس جسده، فوجد أنه "أسير الماضي" بلحمه ودمه. قام عن فراشه ومضى إلى حديقته، وفجأة صعقته فكرة: "هل أنا ’أسير الماضي’ وكنت أحلم أني فراشة، ام أنني فراشة تحلم أنها ’أسير الماضي’؟!".
مضت السنون، وهرم ’أسير الماضي’ وصار قاب قوسين او أدنى من مثواه، فعلم أنه ليس هنالك أية فراشة، وليس هنالك أي عالم هو فيه فراشة، وأيقن أنّ الفراشة مجرد حلم، وأنه مادام يتسائل عن كونه فراشة أم ’أسير الماضي’ فهو موجود؛ وإن لم يتمكن من أنْ يسأل مثل هذا السؤال فهو ليس موجود. وعلم في كهولته أنه قضى وقتاً طويلاً يبحث ويعمل وينتظر شيئاً ليس موجوداً، فعلم أنّ حياته ذُريَت ذرواً على أجنحة فراشة في خياله... وعلم أنه لو ألحَد لكان رأى الحقيقة الناصعة بعيونٍ ثاقبة، ولكان عَرَفَ قيمة حياته وقيمة جسده، ولكان علم أنّ قيمة أصغر خلية شحم في جسده أغلى من كل البشر وأغلى من كل الفراشات الخيالية وكل العوالم الخيالية، ولما أضاعَ حياته بحثاً عن فراشة في خياله، ولما كان أبداً أسيراً للماضي، بل إبن اللحظة، إبن الأن...