بصراحة يا حكيم بكيت بصمت

وما عرفت بكيت على حجازي ومن هو في مثل حاله، وما أكثرهم، وأعرف منهم أناس شخصيا، مستورين لا يسألون أحد مهما ألحفوا.

والا أبكي على حال هالأمة يللي نازلة تنتش بلحم نفسها، كما قال علي بن أبي طالب "أنتم كطاعن ردفه ليقتل نفسه"، يعني كل أديانها ومذاهبها ومللها ونحلها المفروض أنها تحض على طعام المسكين والإحسان إلى اليتيم والعطف على صاحب الحاجة والفقير، بس شو بدك تعمل شايفين الجهاد ورضا الرب في أن يأكلوا لحوم بعضهم بعضا.

لن نفلح ما لم ننظر إلى حجازي ومن هو من مثله، ونرفع بيدهم هؤلاء المساكين، ولن نفلح حتى تصير بطة تحلم بأكثر بكثير من علبة الكشري، حين تصير بطة آمنة على قوت يومها ومكان نومها، وتدرس مثل الباقين، وتتعالج مثل غيرها، وتمارس هواياتها وتذهب النادي وتدرس وتتوظف، حينئد نكون بخير.

يعني ما بقدر أعتب عليك يا حكيم، انفعالنا بهذه القصة ومثلها هو ما يجعلنا بشرا، ومع كل الأسى أن هذه القصة حقيقية.

جزء من دراستي كان في التطوير الريفي في البلاد الجافة وشبه الجافة في الدول النامية، وعلمك شو شفت وجها لوجه من مسائل ومصائب، وكيف تستقبلنا العالم وهم مفكرين نحنا شؤون اجتماعية وجايين نعطيهم مساعدات، وكيف خيبة الأمل بعد ما يكشتفوا انه عم نعمل بحث، وبعدين كيف يصيروا يشفقوا علينا ويساعدونا حتى نجمع المعلومات حتى ننجح، هيك منهم لحالهم.. ويصيروا هم يعلمونا بدل ما يتعلموا منا.