أبانوب هو أكثر الناس تصديقا للخرافة والترويج لها على أنها معجزة، فمرة يدعي أن الكفن الذي كفن فيه المسيح ما زال موجودا، ومرة أخرى يدعي أن مريم تظهر على جدار الكنيسة الفلانية.
أقول في هذه المسألة:
المعجزة حجة الله، وإلزام الحجة ينبغي أن يتم بشيء موثق وهو الكتاب، فلست ملزما أن أصدق معجزة من مصدر آخر غير القرءان ، فالمعجزة هي الشيء الخارق الذي لا يحدث في الواقع، فمثلا لو جاء رجل وأقسم لي بالله أن بغلة ولدت فإني لن أصدقه حتى لو كان ذلك الرجل الذي أخبرني هو الشيخ القرضاوي، وحتى لو كان الخبر صادقا فإن الله لا يؤاخذني على عدم تصديق الشيخ الجليل القرضاوي، لأن الله وضع شرطا لتصديق الأخبار الغريبة التي يتعجب منها ويصعب تصديقها، هذا الشرط هو أربعة شهداء يقسمون بالله على شهادتهم، فجريمة الزنا يصعب تصديق رجل ادعى أنه شاهد مرود فلان يدخل في مكحلة فلانة لأن الإنسان فطر على الخجل من إبداء عورته، فحتى الرجل البدائي يستر عورته ، وإذا أراد أن يمارس العملية الجنسية فإنه يدخل كوخه ويغلق عليه الباب لكي لا يراه أحد، فما بالك بالزاني الذي يرتكب جريمة يعاقب عليها القانون!!
إذن فالقاضي لا يجرم المتهم بالزنا بناء على 3 شهود حتى لو أقسموا بالله، والله لا يؤاخذ القاضي على عدم تصديق 3 شهود ولو كانوا صادقين وحتى لو كان هؤلاء الشهود صحابة.
المسيح عليه السلام جاء بآيات خارقة لم تحدث من قبل في تاريخ البشر، وثلاثة شهود لا تكفي شهادتهم لأصدق أن إنسانا أوتي آيات خارقة بل لا بد أن يكون عدد الشهداء على الأقل أربعة، لذلك كانت أربع شهادات على الإنجيل (لوقا ومتى ويوحنا ومرقس).
أصدق أن القمر سينشق عند قيام الساعة وسيسبب ذلك كوارث على الأرض تقضي على الحياة في الأرض، وهذه أربع شهادات لله على ذلك : ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر، هذه الشهادة تكررت في سورة القمر 4 مرات.