(10-25-2011, 09:00 PM)نيو فريند كتب: مرحبا طريف سردست
هذا مع ملاحظة انه لايوجد انسان فاسد علي استعداد للتضحية بنفسه
في سبيل الانتصار للاخلاق --
الثائر الفاسد يموت اثناء ممارسته للفساد
اليس كذلك ؟؟
يبدو ان مفهوم الفساد في ذهنك غير واضح
الانسان كائن معقد، حيث لايوجد انسان فاسد على الاطلاق وانسان صالح على الاطلاق. نحن جميعا فينا نسبة من الفساد والصلاح بمقادير ومعايير مختلفة، بما فيه الانبياء.
لذلك يمكن للمرء ان يكون فاسدا في قضية وصالح في قضية اخرى الى درجة التضحية بالنفس.
مثلا نجد البعض ليس لديه مانع من استخدام نفوذه لتعيين ابنته في وظيف حكومية مع انه يرفض الرشوة او السرقة . كما نجد ان الواسطة شائعة الانتشار والانحياز الى الاهل والقبيلة او الطائفة او الحزب، على الرغم من انها سلوكيات ، من حيث المبدأ، فاسدة إذا جرت على حساب الكفائة والافضليات المفوضة.
بل ونرى كيف ان استاذ الجغرافيا ( مثلا) يحول الدرس الى درس دين على الرغم من ان وزارة التربية والتعليم اشترت منه حصة جغرافيا.. وعلى الرغم من ان الدين يرفض الفساد شكليا.
والفساد والصلاح مسائل نسبية، فما تراه انت صالح قد اراه فاسد، وهذا بالذات الذي يسمح للاشخاص ان تتحول من حالة الى اخرى بسهولة.
شخصيا انا متأكد ان القذافي كان يفيض بالمثالية عندما استولى على السلطة، ولكن مع الوقت تحول الى سلوكيات سمحت بها السلطة وبررها لنفسه بحسن النية، فهو لايرى نفسه فاسدا بل وصارع حتى النفس الاخير. على العكس فإن بشار الاسد جاء الى السلطة فاسدا لانه تربى على ان السلطة ملكا طبيعيا له. ولكن هو نفسه لايرى في ذلك فساد..
لذلك طرح الفساد والاخلاق يجب ان يكون بالارتباط مع نقطة محددة وفي ظروفها المحددة وضمن معاييرها الزمنية.
مثلا هناك من يرى ان سلوك النبي محمد كان فاسدا ولا أخلاقيا بالمعاير الحالية، في حين ان كما كبيرا يرى انها اخلاقية وان المعايير الحالية هي التي غير اخلاقية..
لذلك فالفاسد من وجهة نظرك، يمكن ان يضحي بنفسه من اجل قضية عادلة من وجهة نظره