المصدر :
أيها العقل... مَن رآك؟*
عبد الله القصيمي
اقتباس:*
إن الذي لا يعلم بوجودي لا يُعَدُّ مسيئًا إليَّ. ولكن المسيء هو الذي يعلم بوجودي ويعلن اعترافه بي، ثم ينسب إليَّ الشرور والنقائص.
هذا مافعله هو مع الله ..كيف يرضى لله ما لا يرضى لنفسه ؟ بهذه الصورة صار هو أكبر من الله ..
اقتباس:*
إن الشيخ الذي يملأ لسانه بالله وتسبيحاته، ويملأ تصوراته بالخوف منه ومن جحيمه، ثم يملأ أعضائه وشهواته بالكذب والخيانة والصغائر وعبادة الأقوياء، لهو أكفر من أيِّ زنديق في هذا العالم.
هذا كلام صحيح إذا لم يكن منطلقا للتعميم ..، إذا كان يخاف الله كيف يفعل الموبقات التي لا ترضي الله ؟ هذا تصوير متناقض
اقتباس:* إن الإله، في كلِّ افتراضاته، هو سلوك، لا ذات فقط. فإذا لم يوجد سلوكُ إله فلن توجد ذات إله.
من يستطيع أن ينكر الذات يستطيع أن ينكر السلوك أيضا والعكس صحيح . ليس هناك أسوأ من الإنكار والجحود الكامل بل حتى الإنسان لا يواجه في حياته أسوا من هذا الموقف من قبل الآخرين فما بالك بالخالق ؟
الإنسان لديه قدرة خارقة على الإنكار والتكذيب , أكثر من قدرته على الإثبات في كل شيء , يعني القدرة على الكفر أسهل من القدرة على الإيمان .لذلك نجد أنه من السهل على المرأة التي عاشت عمرا مع زوجها وأكلت خيره وشبابه أن تقول في لحظة ما رايت منك خيرا قط , لكن قلة هي الزوجات الائي يعترفن ويفين ولو ببعض مما قدم لهن من معروف , إذا الإنسان ظلوم كفار , في حياته الإعتيادية , والكفر بنعم اله ليس بالأمر المستغرب على الأكثرية لأنهم يفعلون الكفر مع البشر أيضا ، وقال تعالى ( إن الإنسان لظلوم كفار ) .لدرجة أن من يجحد الفضل ليس بمستغرب قدر ما يستغرب الوفي الشكور في سلوك الناس العادي , إذا من يكفر بنعم الله لم ياتي بجديد وليس عملا خارقا أن تكون ملحدا كافرا لأن هذا هو الشائع والأكثر العجيب هو من يشكر مع إمكانية الكفر هنا الروعة والجمال الأخلاقي .
اقتباس:*
لقد وُجِدْنا، فأردنا وجودنا، ثم وضعنا له تفسيرًا عقليًّا وأدبيًّا.
نحن لم نوجد أنفسنا والأقرب للعقل أن من أوجدنا أوجد لنا تفسيرا عقليا وأدبيا مادمنا لم نوجد أنفسنا , والجميع يفعل ذلك مؤمن أو غير مؤمن .
اقتباس:* إننا نحب حياتنا وأنفسنا بقدر ما نستطيع، لا بقدر ما نعرف. إننا لم نعرف شيئًا.
إذا لماذا الإعتماد على العقل فقط في الفكر الملحد ؟ والإنسان لا يعرف شيئا بموجب هذه الشهادة من مفكر ملحد .وأنت تقدم للإلحاد مبررات عقلية بل هذا الكتاب نفسه هو نقد للعقل . هذا تناقض يكشف عن رغبة الإلحاد أكثر من الإقتناع بالإلحاد .
اقتباس:*
إن جميع ما يفعله البشر ليس إلا علاجًا لغلطة وجودهم.
لماذا حكمت أن الوجود غلطة ؟وماهو الصحيح إذا ؟ أهو عدم الوجود والإنتحار ؟ ثم أسأل ماهو علاج الملحد لمشكلة الوجود ؟ الملحد لم يفعل شيء سوى الإنغماس بالشهوات , وإنكار ماسوى ذلك . فعلاج الفكر المادي الملحد لهذه المشكلة هو الأبعد عن الواقع والأضعف من بين محاولات أخرى أكثر جدية قامت بها الأديان والفلسفات الأخلاقية .هي معالجة الإلحادية هازلة تعتمد على تناسي المشكلة والإنشغال عنها بالمتعة وكأن المشكلة غير موجودة مع أنها موجودة .
اقتباس:إن الإنسان هو وحده الذي تحدث عن الآلهة ودعا إلى الإيمان بها.
*
لقد خلق الإلهُ الإنسانَ لكي يعبده ويطيعه. ولكنه كان يعلم قبل أن يفعل ذلك أنه لن يعبده ولن يطيعه. فهل كانت رغبته في عبادة الإنسان له غير ناضجة، أم كانت خطته لتحقيق رغبته غير كافية؟
*
إن من أسوأ ما في المتديِّنين أنهم يتسامحون مع الفاسدين ولا يتسامحون مع المفكرين.
وإذا كان المفكر فاسد ، ما العمل ؟ وماعلاقة هذا بالمقدمة السابقة ؟
اقتباس:* إن المطلوب عند المتديِّنين هو المحافظة على رجعية التفكير، لا على نظافة السلوك.
هذه المشكلة موجودة بكثرة ولكن لا يجوز التعميم , والقصيمي هنا يمارس التعميم بدون تثبت ويدعي العلمية والموضوعية
اقتباس:* إن افتراض أن العقائد القوية هي التي تصنع الأعمال الكبيرة غير صحيح. إن حوافز الإنسان، لا عقائده، هي التي تصوغ كلَّ نشاطاته.
الحوافز بدون عقيدة تصنع تناقض وتضارب وعدم تناسق بين هذه الدوافع وتعطى بعض الغرائز أكثر على حساب غرائز أخرى العقيدة الصحيحة تنظم ذلك , الإنسان بحاجة إلى معتقدات تنسجم مع دوافعه كي تضمن عدم التناقض , والسير في طريق واحد , والواقع لا يثبت صحة هذا , العقائد كانت وماتزال من أقوى الدوافع قال أحمد شوقي : إن الحياة عقيدة وجهاد ..
والعقيدة تشمل الفلسفة لا يشترط أن تكون دينا كما يتوقع القصيمي , هذا الكاتب ينطلق من عقيدة تنفي وجود إله وتعتمد على المادة ونلاحظ أن عقيدته تكذبه لأن كل ماكتبه كان بدافع العقيدة الإلحادية وليس بسبب دافع آخر ,هو يريد من المؤمنين أن يتركوا عقائدهم بينما هو يتمسك بها ويبشر بها ، إذا الأفكار والعقائد هي أقوى محركات الإنسان بل لأجلها يعيش ,, فهو ضرب لنا مثلا ونسي نفسه . وعقيدة هذا أكبر دافع له على الكتابة .
اقتباس:* الإنسان، قبل تديُّنه، وجد أن من الصعب عليه أن يكون ملتزمًا بضوابط الحياة المثلى، فتديَّن لأنه وجد أن من السهل أن يكون معتقِدًا.
الإعتقاد بدون عمل نفاق , الإعتقاد يقتضي النية والنية تقتضي التطبيق ..والحياة المثلى أسهل من الحياة غير المثلى , إذا لم تكن على طريق خاطئ , قال تعالى ( ونيسره لليسرى ) مشكلة القصيمي وأمثاله أن الإسلام عنده يساوي المسلمين , كان الأجدى بالمفكر أن يتخلص من هذه الإشكالية ويدعها للعوام , كان الأجدى أن ينتقد الإسلام في قرآنه وصميمه بدلا من أن ينتقد المتدينيين , هذا ما ينتظر مما يسمى مفكرا . أما العوام فمعروف أن هذه طريقتهم , فهم يعرفون الناس أكثر من معرفتهم للفكر، والمفكر الحقيقي يعرف الفكر أكثر من معرفة للناس , بدليل أن سلوك القصيمي وتحولاته العقائدية كانت بسبب ردود أفعال من المتدينيين , قضيته مع رجال الدين المسلمين أكثر من أن تكون مع الإسلام , وهكذا تدرج به المذاهب حتى وصل إلى الألحاد , وهذا ما يحصل لأي شاب تضايق من تشدد والده , على صلاة الفجر ..نحن لا نلومه بأن يستنكر بعض السلوكات والمفاهيم الخاطئة للدين , اللوم في عدم التصحيح للفكر الديني والإكتفاء بالهروب نكالا بمن آذاه , كالأعمى الذي يكسر عصاه على رأس خصمه ..المفكر الصلب هو الذي لا يتأثر بالألم ولا بالمتعة حتى لو كان صاحبه تحت أشد وطأه الآلام ،لا يمكن أن تعرف ذلك لأن الحقيقة ليست أمرا ذاتيا , وإعترافه بأنها حياة مثلى وبرر تركها , ومابعد الأفضل إلا الأدنى , الإنسان يبحث عن الأمثل لا أن يهرب من الأمثل , بحيث لا تعرف رغبات ولا آلام صاحبه ولا تنطبع على ذلك الفكر , وهذا لا يكون إلا لمن تعشق الحقيقة وأنكر ذاته .
المفكر العظيم لا يفكر إلا بالدين ، هل يستحق القصيمي هذا اللقب الذي يلصقه به اتباعه ، المفكر العظيم هو من يفكر بكل شيء ، وليس فقط بنقض الدين ، لقبه الصحيح أن يسمى – أرأيت الذي يكذب بالدين – فقط ، وليس مفكر عظيم ، المفكر العظيم يقدم لنا أرآؤه في كل مجالات الحياة ، ونستطيع أن نسترشد بارآءه في فهم الإنسان وفي الاقتصاد والتنميه وفي العلوم والأديان كذلك ، وليس فقط محاربة الدين الإسلامي فقط تصنع منك مفكرا عظيما ، هذا نقص في الثقافة وفي الموسوعية وفي الفلسفة ، القصيمي لا هم له إلا نقض الدين الدين الإسلامي ، وليته ينقض الدين الإسلامي فلسفيا ، بل هو ينتقد مشائخ الدين الإسلامي حيث كان واحدا منهم في يوم من الأيام ، والتنافس والغيره فعلت فعلتهما ونزغ الشيطان بينه وبين رفاقه علماء الدين ، كلا يريد المكانه والتفوق على حساب الآخر ، لم يتفوق فأصابته ردة فعل فأراد أن يوصلها الى الآخر بطريقة متطرفه ، فقرأ لملاحدة الغرب وتبنى أفكارهم ، ثم صاغها على أنها من بنات أفكاره لكي يأتي كل مصاب بردة فعل ليجعل منه شيخاً عظيما ، إنه شيخ ردود الأفعال .
يتبع ..