{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
آراء في اشهر الآراء : فريدريك نيتشه ..
الــورّاق غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 151
الانضمام: Oct 2009
مشاركة: #1
آراء في اشهر الآراء : فريدريك نيتشه ..
المصدر : كتاب :
فريدريك نيتشه : شيطان الفلسفة الأكبر
مجدي كامل

اقتباس:* ص 14 – القطيعة بين نيتشه وفاجنر وأثرها على نقد القيم الأوروبية :
.. كانت القطيعة بينهما هي الشرارة التي اطلقت فكر نيتشه مثل العاصفة على القيم الاوروبية اذ رأى في المسيحية انحطاطا ، وأن النمط الأخلاقي الصائب هو النمط الإغريقي الذي كان يمجد القوة والفن ، ويستخف بالرقة والنعومة وطيبة القلب التي رآها من صفات المسيحية .

اليس الفن من الرقّة ؟

اقتباس:* ص 21 – فهم نيتشه للفلسفة :
.. ثم يصل إلى الفلسفة وكيف يفهمها ويمارسها ، ويقول : "الفلسفة كما كنت قد فهمتها دائما وعشتها ، تعني أن تعيش في الصقيع فوق القمم .. إنها تعني أن تبحث في الوجود عن كل ما يجعلك تغترب عن نفسك وتطرح اسئلة عن ذاتك ويقينياتك الحميمة ، إنها تعني البحث عن كل ما حُذِف من قِبَل الأخلاق التقليدية . لقد اكتسبت تجربة طويلة من خلال اقتحامي للمناطق الممنوعة المحرمة ، من خلال توغلي في الأعماق والأقاصي ، هناك حيث لا يذهب أحد ولا يغامر مخلوق قط .. وعندئذ اكتشفت الاسباب التي دفعت بالناس وعلى مدار العصور ، إلى تقديس هذا او ذاك ،


هذا بحث عن الذات وليس بحث عن الحقيقة . هذا التعريف يصلح لشاب طموح يبحث عن الشهرة, وليس تعريفا للفلسفة, الفلسفة هي بحث عن الحقيقة.

نيتشه مريض بروح المغامرة لأجل المغامرة ، وهو مرض غربي . حيث ان المغامرة بحد ذاتها فضيلة في الفكر الغربي ، وتكرست بعد نيتشه ، مع أنها ليست فضيلة بحد ذاتها . بل المغامرة لاجل الفضيلة هي الفضيلة .

اقتباس:* ص23 – عن البحث عن الحقيقة :
.. يقول نيتشه : " البحث عن الحقيقة هو مسألة جرأة او عدم جرأة ، بقدر ما هو مسألة معرفة أو ربما اكثر ."

لا توجد علاقة بين الحقيقة والجرأة مستمرة على طول الخط كما يقرر نيتشه ، هو يتكلم بروح الشاب المغامر الأوروبي التي تعجبه كثيرا ، كنتيجة لشعوره بالنقص وفشله عسكريا وضعف بصره من وقت مبكر في حياته . وهذا يفسر اعجابه بالاخلاق الاسبارطية اليونانية ذات الصرامة التي تختلف عن اثينا المتحضرة اكثر منها .

هو واضح الإندفاع في فلسفته ، والإندفاع دائما مؤشر على وجود ردة فعل ، وروح القوة والصلابة من سمات الشعب الالماني وهو الماني ، وكما وصف المؤلف الجيش الالماني بأنه يتميز بالصرامة والقوة . فلهذا اعفوه من الخدمة العسكرية لانه ضعيف . ونشأت عنده عقدة نقص اراد ان يعوضها بالكلام بدل الفعل ، ومنها تبنى فلسفة إرادة القوة منطلقا من نفسه التي تريد القوة بسبب ظروفه ، وكأن نفسه بمشاكلها الخاصة صارت هي الحقيقة الكونية العامة . وإظهار عقدة النقص بالكلام دون الفعل لا يحتاج إلى مغامرة خطيرة كما يصف ، بل الخطورة كانت في سقوطه من الحصان ، فما بالك بمبارزة الفرسان ؟

معرفة الحقيقة تحتاج الى هدوء اكثر من الاندفاع العاطفي . والمتحمسون هم اكثر الناس مروقاً من الحقيقة ، وذلك لفقدهم الحكمة ، والحكمة تعني الاحاطة بجميع الجوانب .

وصار عند الاوروبيين عُـرف خاطئ بتمجيد كل مغامر ، والذي غالبا يكون من هذا النوع ، ويسوء الامر عندما يكون في مجال الفكر والمعرفة ، حيث ما زال يعجبهم كل متهور بافكاره ، ولهذا اشتهر عندهم المتهورون والمغامرون الذين هم متطرفون في افكارهم ، حتى في عالم الفن ، مثل نيتشه وفرويد ودالي وفان جوخ وبيكاسو وهمنجواي ، إلخ القائمة التي ليس لها آخر .

وهذا العرف يوحي لهم بأن هؤلاء سيأتون بالجديد ، لأنهم يصدّقون مثل نيتشه ان الحقيقة مرتبطة بالمغامرة . ناسين ان التطرف والسفه والأمراض النفسية مرتبطة ايضا بالمغامرة ، ويشتد تعلقهم بهذه الفكرة إلى درجة تدخِل المرضى النفسيين والمهووسين في سجل العظماء لديهم .

قد يدرك المتأني بعض حاجته .. وقد يكون مع المستعجل الزلل ..

الحكمة تحتاج للهدوء والنظرة المتوازنة من كل الجهات ، وليس الإندفاع من ثقب واحد .

ان وصفنا نيتشه بأنه ذكي ، فلن نصفه بانه حكيم باي حال من الاحوال ، الذكاء غير الحكمة . خصوصا في امور تتعلق بالانسان والمجتمع . حيث يكون اي مندفع منطلق من زاوية ضيقة ، مثلما يخرج الماء مندفعا من فتحة ضيقة . والحماس والاندفاع يشير الى تدخل قوي للعاطفة الخاصة ، بينما العقل هو وسيلة المعرفة الحقيقية وليست العاطفة الخاصة وردود الافعال .

كأنه يقول : كل ما يمنعه المجتمع ويستهجنه هو الحقيقة ، ولذلك يحتاج إلى مغامرة . وهكذا يكون قد ركز على المغامرة اكثر من الحقيقة ، لكنها قد تكون مع ما يريد المجتمع في بعض الحالات .

اقتباس:* ص 26 – غاستون باشلار عن الحقيقة :
.. وبالتالي لا توجد حقائق مطلقة في العلوم الإنسانية وإنما حقائق قابلة للتصحيح والتعديل والتدقيق . بل ووصل الأمر بغاستون باشلار ، أحد كبار علماء الابستمولوجيا المعاصرين ، إلى حد القول بأن : " الحقيقة هي خطأ مصحّح بإستمرار " ..

عدم معرفة الشيء لا تعني عدم وجوده على الاطلاق ، فقبل ان تنكر وجود الشيء الذي تبحث عنه . عليك ان تقر انك لم تستطع العثور عليه اولا .

اقتباس:* ص 41 و 42– نيتشه ووهم الحقيقة :
.. فنيتشه رفض وهم الحقيقة . نيتشه ينظر إلى العالم كحكاية يتعذر فيها التمييز بين الحقيقة والخيال ، أو الحقيقة والخطأ . فكل الحقائق هي حقائق أشخاص ما ، وتكمن خلفها إرادات قوة وسيطرة شخصية . ولهذا يدعو نيتشه إلى إلى فلسفة تحقق فيما وراء الخير والشر ، تحررنا من الأوهام الزائفة التي تتحكم بنا وتحرر الفكر من سذاجته وسذاجة الاعتقاد بحياده وبراءته .

العبارة الثانية ( فالحقائق هي حقائق .. ) إلخ .. تناقض العبارة الاولى ، وليس بينهما إلا الفاصلة الموضوعة بين جملتين . يقرر في العبارة الاولى عدم القدرة على التمييز بين الحقيقي والخيالي ، بينما في العبارة الثانية يقرر ان كل من تكلم عن الحقيقة هو كاذب ويخفي دوافعه الى السيطرة ، بما فيهم الانبياء ، وربما هم المقصود ، مع انه قال قبلها انه لا يمكن التمييز بين الحقيقة والخيال . وهو الان استطاع ان يميّز بين الحقيقة والخيال وبسرعة وبدون تعب ! وهكذا كلما جاء ذكر الدين ، جاز للملحد ان يتناقض . والشيء الذي يدفعك لان تكون متناقض هو شيء غير متناقض ، وبالتالي يكون حقيقي .

يتبع ..
10-09-2011, 02:03 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الــورّاق غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 151
الانضمام: Oct 2009
مشاركة: #2
RE: آراء في اشهر الآراء : فريدريك نيتشه ..
اقتباس:* ص 43و 44 – نيتشه والفردية والشعوب والإنسان :
.. يعد نيتشه من أعمدة النزعة الفردية الاوروبية حيث اعطى أهمية كبيرة للفرد ، واعتبر ان المجتمع موجود ليخدم وينتج افراد مميزين وابطالا وعباقرة . ولكنّه ميز بين الشعوب ولم يعطها الأحقية أو المقدرة نفسها ، حيث فضل الشعب الالماني على كل شعوب اوروبا ، واعتبر ان الثقافة الفرنسية هي ارقى وافضل الثقافات ، بينما يتمتع الايطاليون بالجمال والعنف ، والروس بالمقدرة والجبروت . وأحط الشعوب الاوروبية برأيه هم الانجليز حيث اثارت الديموقراطية الانجليزية واتساع الحريات الشخصية والانفتاح الاخلاقي اشمئزازه واعتبرها دلائل افتقار للبطولة .

ولكن ماذا عن الإنسان في فلسفة نيتشه ؟ "الإنسان شيء لا بد من تجاوزه" ، لعلّ هذه الفكرة هي العبارة الاكثر ترديدا عند نيتشه وهي الفكرة المركزية في فلسفته .. فالإنسان الذي لا بد من تجاوزه هو إنسان القيم البالية ، إنسان الميتافيزيقا واللاعقلانية ، وعلى هذا الأساس استندت فلسفته على (قلب القيم) .. وهذا يعني صراحة قلب الأصنام وعقلنة الأخلاق ، كي تكون أخلاقا خارجة عن هذا الانسان ومرتبطة به . وعلى هذا الأساس أسقط نيتشه مفاهيم عديدة في فلسفته بشكل عام ، وما يخص الإنسان والإنسانية بشكل خاص ، ومن هذه المفاهيم : الله ، الروح ، الفضيلة ، الحقيقة ، الماوراء ، وغيرها ، كي يختزل المفاهيم المحددة لهذا الإنسان ذاته .

ماذا ابقى من المفاهيم ؟ وهذه الاشياء التي حذفها هي التي تسمى بالخير ، والتي تميز الانسان عن الحيوان . اذا هو حذف الخير من الانسان ليبقي على الشر . ولم ينادي احد بالدعوة لتمجيد الشر مثل ما فعل نيتشه . ولم يدعو احد بهذه الدعوة وقبلت منه صراحةً كما اعلنها هو صراحة ً.

اقتباس:* ص44 و 45- نيتشه وما هية الإنسان :
كيف يصبح المرء (ما هو) ؟ بهذا السؤال ، أو بهذه الاشكالية ان صح التعبير ، يبتدئ نيتشه فلسفته حول الإنسان .. أن يصبح المرء (ما هو) ، يفترض أن لا يكون لديه أدنى دراية بـ (ماهو) ، ومن وجهة النظر هذه تغدو حتى الأعمال غير الصائبة التي تحدث في الحياة ذات معنى وقيمة ، وكذلك السبل الجانبية والسبل الخاطئة التي يسلكها المرء لفترة من الزمن .. وهنا تتجلى الحكمة الكبرى ، ألا وهي : اعرف نفسك بنفسك ،

كيف يعرف ما هو طالما ان للصواب والخطأ نفس القيمة ؟ هي دعوة للتخلص من الانسان ، ومن الضمير ليس الا ، بل ومن العقل . بموجب هذا يكون الانسان الة تتحرك ولا تقيم اعمالها ، والتقييم يحتاج الى ميزان ثابت وهو لا يريد ان يكون للانسان فكرة مسبقة عن نفسه و لايريد ميزانا اصلا ! اذا يعيش بلا تقييم وبلا قيود ، ليست كعيشة الحيوان بل اضل ، لان للحيوان فكرة عن نفسه ، لا يتجاوزها . تحددها الغرائز المسيطرة .

نيتشه يظن ان قتل الانسان وابقاء المادة امر سهل . ويسميها حكمة ! كل هذا من اجل نصرة الشر والشيطان ، فالانسان عدوه والحقيقة عدوه ، فهو لا يخاف من الشك ، لكنه يخشى ان تقتله الحقيقة كما قال ، والشيطان تقتله الحقيقة .

فنسيان الذات وسوء فهم الذات وتحقير الذات .. تغدو عين الحكمة امام القفز إلى الماوراء ، دون معرفة ماهية ما تم القفز فوقه ، وعليه لا يعتبر نيتشه هؤلاء العظماء المزعومين ، والذي ساهموا وما زالوا يساهمون بسنّ الأخلاق والقيم المحددة للإنسان حتى في عداد البشر ، فيقول : " فهم في نظري نفايات البشرية ، ونتاج للمرض وغرائز الانتقام ، انهم كائنات فظيعة ومضرة وغير قابلة في جوهرها للعلاج ، غايتها الانتقام من الحياة " .

اذا هو يعترف بنتيجة عدم معرفة الماهو ، وهي نسيان الذات واحتقارها وسوء فهمها ، هذه كنتيجة لطلبه السابق ، فهو طلب وهو قرر نتيجة الطلب بنفسه ! كل هذا حتى يرفض الايمان بالغيب الذي لا يسبب هذه الامراض من نسيان الذات واحتقارها وسوء فهمها ، بل هو الذي يداويها ، والعاقل لا يريد ان يسيء فهم نفسه فضلا عن ان ينساها ويحتقرها .. هل هذا هو عين الحكمة ؟

نيتشه مستعد ان يضحي بكل شيء لاجل ان يرفض الايمان بالغيب ، حتى نفسه ، قال تعالى : (نسوا الله فانساهم انفسهم) ، وما زلنا في كلامه فهو قال هذه وقال تلك . واي شيء سيكون اهون من هذه النتائج السابقة ، هذه التضحية سخية لاجل الشيطان .

اقتباس:* ص 45 و 46– الإنسان الحق والمبدع والأرقى عند نيتشه :
.. فالإنسان الحق عند نيتشه ، هو ذاك الإنسان الذي لا يدعو إلى العفة ، فالعفة حسب وصفه : "تحريض عمومي معاكس للطبيعة" . كما اعتبر تحقير الحياة الجنسية وارتباط هذه الحياة بفكرة (الدنس) هي جريمة في حق الحياة . وإذا ما اُعتُبِرت خطيئة من قبل المثاليين ، فالخطيئة عند نيتشه هي المثالية ذاتها .

الحياة الجنسية ليست خطيئة ، بل الزنا هو الخطيئة ، وشمول الحالتين بلفظ واحد يدل على خبث مقصود ، فليست كل ممارسة جنسية خطيئة ، وليست كل ممارسة جنسية فضيلة . ومن البداية هو رافض للمثالية ، فليس الامر جديدا ، اليس يردد دائما أنه يجب تجاوز الانسان ؟ اي يقصد تجاوز الانسانية . والمثالية هي هدف الانسان .

اقتباس:فالإنسان هو الإنسان الحر . والإنسان الحر هو من يمتلك عقلا حراً ، أي عقلا محرَّرا استعادَ تملكه بذاته ، ومنه فإن الإنسان المستقيم هو الإنسان الذي يعي نفسه كنقيض لأكاذيب آلاف من السنين ..

هذا لا يسمى وعي بالنفس ، هذا وعي لاكاذيب الاف السنين ، ولكن اين وعيه بنفسه ؟ تلاعب بالالفاظ . هل اذا وعيت بالكذب ، يعني انك اكتشفت الحقيقة والبديل ؟ هذا غير مطّرد . فضلا عن ان تعرف نفسك بمجرد ان تعرف كذب غيرك . هذا اضافة لاعترافه السابق بأن الإنسان اذا ترك الايمان بالغيب سوف ينسى نفسه ويحتقرها ويسيء فهمها ! اي انه لن يعرف نفسه ! فقط سيحتقرها ويسيء فهمها . ومن ينسى نفسه معناها انه لا يعيها ، اذا تبقى الاثنتين الاخريين : ان يحتقر نفسه ويسيء فهمها ، كنتيجة للالحاد الذي يدعو اليه .

اقتباس:ومنه أيضا فالإنسان المبدع عنده هو الإنسان الذي يجب عليه أن يكون أولا إنسانا (مدمّراً) ، وأن يحطّم القيم . {يقول} : " الشر الأعظم هو جزء من الخير الأعظم ، لكن ذلك هو الخير المبدع ".

ألم ينفي الخير والشر مسبقاً ؟ لماذا اذا يعود لاستعمالهما ؟ بل ويمسح الشر بالخير ، حتى يكسبه بهاءً ، أليس هذا اشد من كذب الاف السنين ؟

اقتباس:والإنسان الأرقى في فلسفة نيتشه هو الإنسان الذي يمثّل الواقع كما هو ، ويمتلك ما يكفي من القوة لهذا الغرض ، {يقول} : " الإنسان الأرقى ليس غريبا عن هذا الواقع ولا ببعيد عنه ، إنه هو ذاته ، وهو لا يزال يحمل في داخله كل فظاعاته واشكالاته ، بهذه الكيفية فقط يمكن للإنسان أن يكون ذا عظمة " .

نتمنى ان يستمر هذا الارتباط بالواقع ، دون القفز الى الخيال الملحد . ونستغرب كيف ترتبط العظمة مع الفظاعات والرقي في هذه العقلية ؟ واذا كان لا يراها فظاعات فلماذا يسميها كذلك ؟ كأنه يقول : الموظف المتميز هو الذي يؤدي عمله بكل التناقض الذي يحمله ، من كسل ونشاط وذكاء وغباء ومهارة وخرق ، هكذا يكون متميزا ..! اذا كان هذا هو المتميز فماذا يسمي الموظف الذي يستخدم احسن ما فيه فقط ؟
من الشخص العاقل الذي يقول هذا الكلام ؟ وتمجيده للواقع هو وقف للتطور الذي ينادي به ، وكأنه ليس بالامكان احسن مما كان .

اقتباس:* ص 46 : إنسان نيتشه :
.. إنسان نيتشه هو إنسان العقل ، انسان الخير والشر كما يراهما العقل ، وتقييم الخير والشر عليه ان يكون تقييما ارضيا ، وليس فوق-ارضي .

انسان العقل لا يقع في صدام مستمر ومتناقض مع المنطق والعقل نفسه والواقع . الا اذا اعتبرنا الكذب رقيا بحد ذاته .

اقتباس:* ص 48 : من أقوال نيتشه :
إن كل الاشياء التي ظلت البشرية تثمنها الى حد الان ليست حتى بالامور الواقعية ، بل خيالات ومجرد اوهام ، وبعبارة اكثر شدة : اكاذيب طالعة من عمق الغرائز السيئة لطبائع مريضة ومضرة بالمعنى العميق للكلمة . كل هده المفاهيم من شاكلة الاله والروح والفضيلة والخطيئة والماوراء والحقيقة .

هذه المفاهيم تحمل جمالا ، والبشرية احبتها ، لكن المفاهيم التي يطرحها نيتشه لا تحمل جمالا بل قبحا ، فلماذا تكون مفاهيمه حقيقة وهذه المفاهيم مكذوبة ؟ الكذب لا يقدم جمالا . القبيح يقدم قبح ، والجميل يقدم جمالا . والكذب قبيح . واذا كان الانبياء كاذبون ، فينبغي ان يقدموا قبحا وليس جمالا تهفو حوله قلوب البشر باستثناء الماديين منهم ، الذين لا يملكون الا الاعتراف بجمال ما قدمه الدين مرغمين على ذلك ويسمونها احلاما وردية يخدّر الدين بها اتباعه . بينما هم يخدرون اتباعهم بالشهوات والغرائز التي لا تملك مثل الجمال الذي يقدمه الدين .

اقتباس:* ص 48 : نيتشه والانسانية :
.. الانسانية ليست منقادة بنفسها الى الطريق السوي ولا هي مسيرة البتة من قبل العناية الالهية ، بل انها على العكس من دلك ، فقد فسحت المجال ، بمفاهيمها القيمية المقدسة ، لغرائز النفي والفساد وغريزة الانحطاط كي تمارس سيادتها عليها .

هذه الثلاثة هي ما يدعو اليها نيتشه ، فهو يمارس النفي في خطابه ، ولا تسال عن الانحطاط والفساد الذي يدعو إليه . مع انه لا يؤمن بالانسانية ، اذا التهمة ليست قاصرة على الانسانية .

هذا شخص يكتب اهواءه ، وليست كتابة باسلوب فلسفي متقيّد بالعقل والمنطق . فهو يبدو كمن يستطيع ان يقول كل ما يشاء بدون تعقّل ، بدوافع عاطفية ، نيتشه شاعر الحادي حاقد وليس فيلسوف . يكشف هذا اعجابه بشعراء اليونان قبل سقراط وكراهيته لسقراط وتلاميذه لانهم فلاسفة .بل يشنع عليهم تمسكهم الشديد بالعقل .

اقتباس:* ص 48 : تناقض العقلانية والميتافيزيقية عند نيتشه :
.. فالعقلانية والحاجة الميتافيزيقية بالنسبة {لنيتشه} هي محض تناقض قيمي ، " فحين يتراخى ادنى عضو من مجمل جسده ويتخلى عن حماية حفظ داته وتأمين انانيته بوثوق تام ، يتداعى لدلك الكل ، وفي مثل هده الحالة يأمر العقلاني ببتر العضو المتداعي ولا يتضامن مع انحطاط داك العضو ، فالعقلاني ابعد ما يكون عن الشفقة تجاهه ، ولكن اللاعقلاني الغيبي دا الحاجة الميتافيزيقية يريد بالتحديد انحطاط الكل ، الانسانية بكليتها لدلك هو يحفظ العنصر المتفكك ، فبمثل هدا الثمن يتسنى له السيطرة عليها " .

المثال غير سليم . هذا العضو الذي يقصده – وهو الايمان بالغيب المتفق مع العقل - هو من اقوى الاعضاء ، وبالعكس ، هو وجد ليحافظ على انانيته ، ومستقبله في الحياة وبعد الموت ، ولا يتناقض مع انانياته الاخرى ، فلماذا يُبتَر وهو ذو وظيفة حيوية ؟

هل العقلانية قادرة على ان تحفظ الانانية فعلا ؟ هذا الزعم يستوجب معرفة كاملة وشاملة لكل شي ، وهذا الطلب غير موجود في العقلانية ولا تستطيعه ، اذا العقلانية ليست كافية للدفاع الكامل عن الانانية بسبب افتقارها الشديد للمعرفة اليقينية للانسان . فضلا عن ان تُعرَف طرق حمايته . والعقل لا يستطيع ان يحمي المجهول من المجهول . والانسان ذلك المجهول .

اقتباس:* ص 49 : الأخلاق :
.. فمناقضة الغرائز الطبيعية ( أي نكران الدات في كلمة واحدة ، دلك هو ما ظل يسمى الى حد الان بالاخلاق ) ،

هذا الفهم سطحي جدا للاخلاق ، يشبه ردة فعل مراهق يُنهى عن بعض التصرفات السيئة . ويعتبر ذلك تدخلا في حريته .

اقتباس: إن القول بضرورة الاعتقاد بان كل شيء مسير بيد حكيمة ، وان كتابا الهيا باستطاعته ان يمنح طمأنينة نهائية بشأن التسيير الالهي والحكمة الربانية يعني ، بعد ترجمته الى لغة الواقع ، (إرادة طمس الحقيقة) التي تشهد بواقع معاكس بائس يبعث على الشقفة ، الا وهو ان الانسانية ظلت الى حد اليوم مسيرة بأسوأ ما يوجد من الأيدي ومحكومة من قبل المحتالين ، (وأن أخلاق الإنحطاط قد غدت الاخلاق بحد داتها) .

ما الضرر الذي يطول الانسان او العقل او العلم او الاخلاق اذا اعتقد بوجود اله حكيم مسير للكون ويخيّر الإنسان ليفعل ما يشاء ؟ هذا الايمان داعم لهذه الامور وليس مناقضا الا في خيال نيتشه .

يتبع ..
10-09-2011, 10:49 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Kairos مبتعد
مع فرعون ضد موسى
****

المشاركات: 464
الانضمام: May 2011
مشاركة: #3
RE: آراء في اشهر الآراء : فريدريك نيتشه ..
الزميل الوراق،
هل ترضى أن ينتقدك أحدهم دون أن يكون قد قرأ لك شيئاً؟ —هذا ما تفعله الأن، تنتقد دون أن تدري ماذا قال الرجل وما هي خلفيته. أن تقرأ تلخيصاً عن حياة الرجل، لا يعني أنك بتّ تعرف الرجل. أن تقرأ تلخيصاً مبسطاً مكتوباً بنظرة إسلاموية دينية عن فلسفة عدو الدين، لا يعني أنك صرت تفقه فلسفته. لذا وكما هو واضح لي تماماً في ما نقرته أناملك على لوحة مفاتيحك، فإنك يا عزيزي لا تعرف شيئاً لا عن نيتشه ولا عن فلسفة نيتشه. فتحمّل ردي، فلقد وضعت نفسك في وسط المحيط ولا تملك سوى طوفٍ من جذع شجرة سدرٍ نخرة.

ما الفن: الفن بالمفهوم الفلسفي يمر عبر عدة مراحل، ولكن، كما أوضح نيتشه نفسه، الفن —وهنا نميل إلى التعبير الأول والأخير للإنسان، الأصوات، الموسيقى— هو تعبير عن التراجيديا الإنسانية؛ التراجيديا، ليس فقط كمأساة بشرية، بل كنضال وتحمل للمصائب والأهوال والإنتصار عليها وإن كانت ستؤول الأمور لهزيمة الإنسان عاجلاً أم آجلاً. من كتابه الأول وعنوانه الأول "ولادة التراجيديا من روح الموسيقى"، كان نيتشه واضحاً فيما يقصده من الفن كأبلغ تعبير عن روح الإنسان. ولكي نفهم نيتشه والفن عند نيتشه، فيجب أن ننكب على كتب نيتشه لنستخلص منها مفهومه "الديونيزي" للوجود الإنساني في هذا الموقع من الكون؛ وفهمنا لفلسفة إنسانٍ ما لا تكون عبر مطالعاتنا لناقديه المأفونين، وعديمي الإطلاع والنوكّى معدومي الثقافة. —من يقرأ نيتشه في كتابه الأول —ولادة التراجيديا— يرى بوضوح أنّ هنالك عملاقين يحوما حولّ الكتاب: آرثر شوبنهور وريتشارد فاغنر. آرثر شوبنهور، آخر المثاليين وأشملهم علماً، تشاؤمي الرؤية، عدمي الهوى، عقلاني المذهب؛ رأى في الدنيا مجرد أسراب آلام تتدفق على وعي الإنسان لتحيطه بمأساة ومعاناة لا تنتهي إلا بانتهاء الوعي كاملاً —أيْ في الموت—. وفي عمله الرئيسي —العالم كإرادة وتصور— أخذ المذهب الكانطي —رغم نقده وإسقاطه لإحدى عشر من الإثني عشر أوامر ناهية في فلسفة كانط— وبهذا الأمر كان وفياً لمعلمه كانط ولمثله الأعلى أفلاطون ومن ورائه سقراط. لن نفهم نيتشه إذا لم نفهم شوبنهور أولاً والفلسفة الإغريقية القديمة ثانياً. ولن نفهم شوبنهور إلا إذا تمعنا في فلسفة كانط وعالم المثل الأفلاطوني الذي يقبع في خلفية كل الفلاسفة المثاليين على مر العصور. لذا زميلنا الوراق، إرتكب خطيئة فادحة، فكونه أولاً لم يقرأ نيتشه جعله جاهلاً بكل ما قبل نيتشه، ونقد زميلنا الوراق، لا يعدو إلا كنقض البعوضة للجبال؛ فلا الجبال تشعر، ولا البعوضة تعرف ما هي الجبال. —
إنّ تركيزنا على شوبنهور أساسي لفهمنا للعلاقة التي تجمع هؤلاء الثلاثة —شوبنهور، فاغنر ونيتشه—؛ فصداقة نيتشه بمن إعتبره ملهمه وعدوه، فاغنر، ما كانت لتتم لولا أن القاسم المشترك بين الإثنين هو أنهم تلاميذ شوبنهور. ففاغنر الموسيقى العظيم، أحد تلامذة شوبنهور المتشائمين، وكانت موسيقى فاغنر الأولى تعبيراً عن فلسفة شوبنهور المتشائمة وعن روح التراجيديا الهيلينية التي لا تطلب سوى المجد في الحياة.
فمنذ سماعه ل"رينزي" (Rienzi) ثم ل"حامل الخواتم" ول"سيغفريد" و"فالكيري" أُخِذَ نيتشه بموسيقى فاغنر التي إعتبرها، تعبيراً عن الروح "الديونيزية" الثائرة التي تنتفض على العقلانية المنحطة "الأبولونية" التي إجتاحت العالم منذ سقراط وأودت إلى خراب البشرية عبر تمرير الدين كبوابة للحقيقة؛ الدين كملجأ للمظلومين؛ الدين كخلاص من مصاعب الدنيا؛ الدين كنور العالم الذي تشتهي له أنفس من سكنوا غار أفلاطون —راجع كتاب الجمهورية لأفلاطون الجزء السابع—. أمام هذه العقلية التي لم تأت سوى بالخراب على الإنسان، كانت الموسيقى الفاغنرية بعودتها للأصول الوثنية الألمانية إلى (Nibelungenlied)، إلى الـ(Volsunga)، بصيص أمل لأوروبا بغدٍ أفضل، وهنا يأتي دور نيتشه —الذي نجح بالفعل بنقل أوروبا من سلطة الكنيسة إلى سلطة الإنسان—. لكن ما الموسيقى والفن عند نيتشه وعند فاغنر؟ إنهما موسيقى شوبنهور. ما موسيقى شوبنهور المتشائم؟ إنه هو القائل: في ظلِّ المعاناة والمأساة اليومية للإنسان بصراعه المرير بين الإنقياد للإرادة، إرادة الحياة، وبين التحرر من هذه الإرادة، يجد نفسه الإنسان في غرفة مغلقة مظلمة لا مخرج منها سوى بالموت؛ فتأتي الموسيقى، المتحررة من إرادة الحياة، القائمة بذاتها، دون طمع، دون خوف، دون رغبة، دون ريبة، تأتي لتفتح نافذة ضوء في تلك الغرفة المظلمة التي إسمها الحياة، فيتنفس الإنسان قدراً من الحرية ولو ضئيلاً يكفيه ليتحمل الظلام الحالك الكالح الذي أُغطِشَ على وجوده، بفعل الإرادة أولاً، والدين ثانياً. —


لكن ما دخل الموسيقى بنيتشه والإغريق؟ وما علاقة أبولو إله العقل وديونيزوس إله الخمر بكل ذلك؟ —نعود إلى اليونان القديمة؛ ما هي التراجيديا في المفهوم الإغريقي؟ التراجيديا هي "أغنية الماعز"؛ سُميَت هكذا لأن من كانوا يلقوت أغانيهم —الحزينة— كانوا يرتدون أزياء ماعز وأقنعة الماعز؛ وكانوا يسمونهم الـ(satyr)؛ وللساتير إرتباط وثيق بـ"ديونيزوس" إله الخمر؛ فهم الـ"ساتير" مغنوا الـ(tragon oide) والتي منها إسم تراجيديا، كانوا المسؤولين عن إلقاء الأشعار والأغاني في ال"ديثريرامبوس" الديونيزي —الديثريرامبوس هي أغاني وأشعار وقصائد تقدس الإله ديونيزوس، وتمجد الفرح والحب والسعادة والبهجة الإغريقية في أحضان الطبيعة، في أحضان الأرض— لذا ديونيزوس الرب بمعنى ما، كانَ رسولاً لحب الأرض والحياة —وهنا يصوب نيتشه سهامه، على هذه النقطة بالذات عند الإغريق—. ولكي نفهم تأثير التراجيديا في النفس البشرية وفي الحياة اليونانية أنذاك، علينا التعمق أكثر بشعائر اليونانيين وعلاقتهم الإجتماعية وبالأخص علاقتهم بالدين الأورفي-الهوميروسي-الهزيودي. لكن وقتنا لا يحتمل، ولست مستعداً لسرد الميتولوجيا اليونانية ومعانيها وفلسفتها، لكي نستخلص ما معنى التراجيديا والفن بالنسبة للإغريق والبشر عامة؛ لذا سألقي رؤوس أقلام ومفاتيح والمضي في الطريق يكون على عاتقك. "اسخيلوس" البداية، بعد أن قام برفع عدد الممثلين في مسرحياته من واحد إلى اثنين فثلاث، فأربع؛ وعلى نفس النسق مضى "سوفوكلس" وفي تراجيديا (Oedipus Rex) "أوديب الملك" تطلبت اربع ممثلين. وهنا لبّ الموضوع في أوديب الملك الذي إضطر أن يتخلى عن كل شيء ليعرف كل شيء؛ أن تعرف نفسك حملٌ قلة هم من قادرون على فعله. فمتى فقئ أوديب عيناه ليحرم نفسه من رؤية ما هو حقيقي، بانت له الحقيقة. وهذا أمرٌ يُشَكِلُ محوراً مهماً في فلسفة نيتشه؛ فالدين هو العبء الجاثم على أكتاف البشرية الذي يحجب الحقائق، لا يظهرها كما يدعي. فلا حقيقة واحدة، بل حقائق متعددة. —ومن الموسيقى والفن يتجلى ديونيزوس، روح الحياة لا صخرة الموت التي تنادي بها الأديان الإبراهيمية المأفونة، والتي تستند على الخنوع والرضوخ والإنقياد وراء عقلانية تدّعي طلب الغد الباقي لا اليوم الفاني. وفي هذه التراجيديا بالذات، والصراع بين ديونيزوس وابولو؛ بين الروح (anima) —الحياة— وبين الجماد والخيال الذي حمل صبغة عقلانية، تتجسد معاناة الإنسان. وكل إنسان هو ضحية هذا "الديالكتيك" الهيجلي المثالي بمعنى ما؛ وهنا أهمية التراجيديا والفن الإغريقي لدى نيتشه بحيث أنه هو محرر الروح —الحياة— من الأصفاد التي إستحكمت بها عبر الأفلاطونية المنحطة تارة والدين المأفون تارةً أخرى. فديونيزوس إله الخمر و(In vino veritas)، في الخمر توجد الحقيقة. —
ومن هنا يمكننا فهم المعنى المتعالي للموسيقى والفن عند شوبنهور؛ فهو المحرر من العذاب، ومخدر الآلام، لكنه يقف هنا فقط لديه، لأن الإرادة، إرادة الحياة الشوبنهورية لا تتوقف ما دام هنالك حياة، فهي مستمرة بإستمرار الحياة، لكنها تتوقف بالنسبة للفرد كفرد، ولكنها تبقى حيةٌ في الجماعة وفي البشرية ككل، ومن هذه الركيزة الأساسية لدى شوبنهور، يمكننا تفسير طلاق نيتشة وثورته على فاغنر —تلميذ شوبهور، بعد مهرجان "بايروت" واوبرا "بارسيفال" (parsifal).
فما جرى بين فاغنر ونيتشة ليس سوء تفاهم بين شخصين أدى إلى اختلاف، كما يحاول المدعو مجدي كامل وزميلنا الوراق، الإيحاء به؛ فهذا تبسيط ينمّ عن جهل بأبسط مفاهيم فلسفة نيتشة وعن عدم دراية بالخلفيات الفكرية التي أدت إلى هذا الصدام.
فبعد أن كان فاغنر في سيغفريد وفالكيري ممجداً للأصالة البشرية والقوة الإنسانية في تحدي كل الصعاب وقتل تنين الذهب، سقط فاغنر على ركبتيه جاثياً أمام الصليب في بارسيفال، فصار بطلاً قومياً المانياً، منادياً بسمو الروح "المسيحية" الجرمانية فوق بقية الأجناس البشرية، ومنادياً بعصر الرايخ الألماني الذي سيسحق الجميع ويزرع الصليب ويغرسه في قلب اوروبا وكل العالم —ولا ننسى أنّ هذه الفترة كانت فترة العودة الدينية الألمانية وبات الرايخ يقيم مستعمرات في اميركا الجنوبية تبشيرية مسيحية ضد-السامية، وقد انضم فاغنر إلى هذا المعسكر بعد أن كان في المقلب الأخر. —
في نهاية هذه النقطة: هل الفن رقة المخنثين؟ أم الفن وسيلة الأبطال الطامحين للمجد؟ أعتقد بعد سردنا القصير أعلاه، لمعنى الفن عند الهيلينيين والفلاسفة النورانيين ومن بعدهم، أنّ الفن هو في الثانية، أي وسيلة وطريق للتحرر ومواجهة الصعاب، أي أنه ممهدٌ لدربٍ لا يختاره سوى الأحرار؛ لعل هذا ما جعل من بعض الأديان تضع الفن في موضع الشبهة والإحتقار —هل نقول الإسلام أيها الزملاء؟—؛ لأنه ليس سوى تعبيراً وطريقاً للتحرر من العبودية الملقاة على كاهل الإنسان من دين وأوهام وخرافات، ما جرَّت سوى فياضانات من الدماء على سلالم جنتهم الخيالية.

يتبع،
الزميل الوراق، سأُرهِقُكَ صُعوداً
10-10-2011, 12:07 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
لواء الدعوة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 946
الانضمام: Jul 2010
مشاركة: #4
الرد على: آراء في اشهر الآراء : فريدريك نيتشه ..
كايروس يقول بيت الشعر العربي الفصيح البليغ :
لا تنهى عن خلق وتأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم

فإذا كنت تلوم الوراق على عدم قرائته لكتب نيتشه الأصلية من لسانه هو ، والإكتفاء بقراءة نقد أعداء نيتشه " المأفونين " له ، وفي نصيحتك هذه وافقت عين الصواب وأصبت كبد الحقيقة ، فالأصل أن نقرأ ما يكتبه خصمنا أو صديقنا ونحاكمه ونحاسبه مما يكتبه هو لا مما يكتب عنه وله ، ولكن هل عندما تتحدث عن الإسلام وتنقض أسسه وأفكاره ونظرياته تطبق نفس القاعدة الذهبية أم تفعل عكسها وضدها فبضاعتك ترتكز لكتب المستشرقين " المأفونين " وما يقولونه ويكتبونه ؟ هل قرأت عن الإسلام من مصادره نفسها وتعمقت فيها هي هي وليس غيرها وخرجت بتصور عام ومجمل وشامل وكامل وجامع ومانع عن الإسلام كدين وكدولة وكنظام حكم ونظام عبادات ومعاملات ؟

والنقطة الثانية هل قرأت أنت لنيتشه وأساتذته من كتبهم الأصلية أم قرأت ما يكتبه تلامذتهم وأحبائهم عنهم ؟ فإن كنت ممن قرأ لهؤلاء من مصادرهم الأصلية فيا حبذا لو تمدنا بها - نسخ مترجمة - علنا نستأنس بخير جليس في الزمان .
10-10-2011, 03:13 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Kairos مبتعد
مع فرعون ضد موسى
****

المشاركات: 464
الانضمام: May 2011
مشاركة: #5
RE: آراء في اشهر الآراء : فريدريك نيتشه ..
لواء الدعوة،
أما في الفلسفة، فلي قاعدة وضعتها على نفسي ، ولم أحيد عنها سوى مرات قليلة —لعدم توفر النص الأصلي مثلاً في حالة بعض اليونانيين—، وهي بأن لا أقرأ سوى لصاحب القول، فلست مضطراً أن أفهمه كما يفهمه غيري، بل سأفهمه بنفسي. ونيتشه وشوبنهاور وأفلاطون وبقية اليونانيين يقعون ضمن هذه الخانة. إبقى معنا، سترى ردي على بقية المغالطات الوراقية-الكاملية عبر لسان نيتشه نفسه.

أما في الدين، أفلا يكفي قرائتي للدستور من كاتب الدستور نفسه —محمد بن عبدالله— وبعض مؤرخيكم؟ هذا أولاً؛ أما ثانياً، فهل تظن أني سأفني عمري في قراءة كل مفكر إسلامي وآراءه، وكلهم يتمحورون حول موضوع واحد، أنا أعلم أنه باطل من أساسه، —وما شاء الله عندكم أكثر من مئة الف كتاب، هذا تقديري، وكلهم في نفس الموضوع—. فهل الدين يُسر أم عسر؟ تقولون يُسر، فإذا آتيناكم بإشكالية، تقولون لا عليكم بالعودة إلى المراجع، وإذا عدنا إلى المراجع وآتينا بإشكالية ثانية، تقولون لا، عليكم بمراجع ثانية قد خاضت في هذا الموضوع، وإذا فعلنا كذلك، تعود نفس الكرّة، ونبقى هكذا... أنا لا أستعب عليكم، هل القرآن معقد لهذه الدرجة لكي لا يُفهَم مهما حاولت أن تفهم؟
أما في قصص المستشرقين فكما قلت سابقاً في موضوع آخر، ما اعتمدت إلا على جيفري وبعض من نولديكيه، كمفاتيح لبعض الإشكالات؛ أما قصة قراءاتكم المختلفة وتحريفات الحجاج للقرآن، فقرأتها في كتاب أبي داود السجستاني —وعندها ما كنت أعرف في الأساس أنه كان هنالك عدة مصاحف!—
أما في الدولة وأمراء المؤمنين ونظام العبادات ونظام الحكم، فلي مفاجأة لك، أنظر ماذا مر معي في إحدى صفحاتكم الإسلامية خلال قرائتي للأصفهاني:

"أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا أحمد بن الحارث الخراز عن المدائني قال لما ولي الوليد بن يزيد لهج بالغناء والشراب والصيد وحمل المغنين من المدينة وغيرها إليه وأرسل إلى أشعب فجاء به فألبسه سراويل من جلد قرد له ذنب وقال له ارقص وغنني شعرا يعجبني فإن فعلت فلك ألف درهم فغناه فأعجبه فأعطاه ألف درهم.
ودخل إليه يوما فلما رآه الوليد كشف عن أيره وهو منعظ قال أشعب فرأيته كأنه مزمار آبنوس مدهون فقال لي أرأيت مثله قط قلت لا يا سيدي قال فاسجد له فسجدت ثلاثا فقال ما هذا قلت واحدة لأيرك وثنتين لخصيتيك قال فضحك وأمر لي بجائزة
قال وتكلم بعض جلسائه والمغنية تغني فكره ذلك وأضجره فقال لبعض جلسائه قم فنكه فقام فناكه والناس حضور وهو يضحك
وذكرت جارية أنه واقعها يوما وهو سكران فلما تنحى عنها آذنه المؤذن بالصلاة فحلف ألا يصلي بالناس غيرها فخرجت متلثمة فصلت بالناس...
"
http://islamport.com/d/3/adb/1/33/118.html

إنّ ما يثير في الموضوع هو اخر جزء؛ بالطبع تلك العاهرة آمت المصلين وعلى رأسهم الشيوخ والعلماء الأجلاء، وبالطبع في نفس اليوم قام هؤلاء الشيوخ والعلماء بإقامة الحد على تارك الزكاة، والساهي عن الصلاة، ورجموا الزناة، وجلدوا الزنادقة وقطعوا رؤوس الملحدين والمرتدين من الفقراء والبسطاء والمساكين وعباد الله؛ لكن في نفس الوقت، الرب الذي على رأس الخلافة لا يرونه، ولا يُحاسب، بل هو يأمر ولإربه يُسجَد. —
هذه الدولة الإسلامية يا عزيزي لواء الدعوة، مع نظم عبادتها ومعاملاتها، تتجاسر على البسطاء لتترك العنان للأولياء والحاشية؛ ونموذجها حاضراً أمامنا، هذه الديكتاتوريات العربية هي مجرد مخلفات الخلافة البائدة. ثمّ ألم تسأل نفسك يوماً كيف لإمبراطورية كالإمبراطورية الإسلامية المتحضرة لتسقط أمام هجمات التتار المتخلفين؟ أتعرف لماذا؟ لأن نظامها الإجتماعي متخلخل وضعيف، والفساد هو من صلب الخلافة والدولة الإسلامية بنظامها الذي نعرفه؛ ذاك أنّ السلطات الربانية للولي تجعل منه إلهاً لا يُلمس. فضلاً عن أكل حقوق المستضعفين بإسم الدين، ونشر الخرافات بين الناس، فمثلاً يُقتَل سعد بن عبادة في طريقه للشام، وفي وضح النهار، والقاتل... إحذر من؟ جنّ! —بالطبع لا مشكلة عند المسلمين في هذا الموضوع، فجن قتله وما المشكلة هذا أمر طبيعي أن يأتي جن و"يتسلبط" على أحدهم ويرميه سهماً؟ وبالطبع لا علاقة لخلاف سعد مع الخليفة الثاني ابن الخطاب، لا من قريب ولا من بعيد. وطبعاً إذا ما عادت الخلافة فكثير من المعارضين —إن تمكنوا من إعلاء صوتهم أساساً— سيلقون مصير سعد بن عبادة ويغتالهم جنٌ خالس؛ وبالطبع لن تكون هناك أي تحقيقات لأن الجن يعيشون في بعدٍ غير بعدنا، ولا يمكننا رؤيتهم، فالجني الخالس كالإله السفاح، يقتل لكن لا يمكن مسه، فهو يرى ولا يُرى.
فكي لا يكون مصيري كمصير سعد، وكي لا أساق كالماعز من المطاوعين إلى تمرينات الركوع وعنّ النواصي سواءً للهواء أم للخصى والإرَب وباقي الأعضاء التناسلية، فأنا على قناعة تامة بموقفي من دولتك التي تنادي بها، وهذه ليس مستشرقاً من وضعها في رأسي، بل مطالعتي لتاريخ هذه الدولة وأخبارها؛ وثانياً الواقع الذي نراه أمامنا حياً؛ فأنتم أعداء أنفسكم بدايةً، ولا تحتاجون إلى أيّ أعداء سوى أنفسكم؛ ويكفي التأخر والتقهقر العلمي والثقافي والحالة الإجتماعية المزرية التي تحيونها لتكون أفضل دليل على حسن خيارنا.

ومعذرة من الزميل الوراق للخروج عن الموضوع،
والسلام،
10-10-2011, 07:11 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
لواء الدعوة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 946
الانضمام: Jul 2010
مشاركة: #6
RE: آراء في اشهر الآراء : فريدريك نيتشه ..
الزميل كايروس :

كما توقعت تماماً الحكم على التاريخ الإسلامي من خلال بعض الأحاديث الضعيفة والشبهات المتهافتة والقصص المشوقة ، وهذا حالكم صديقي كايروس منذ القدم وإلى أبد الآبدين ، ولذلك ستبقون تتلقون الضربات الموجعة ، وسيبقى منهجكم القاصر في الحكم والنقد مشكوك فيه ، ونواياكم مشكوك فيها كذلك .

أولاً : الرواية التي استشهدت بها والتي جئت بها من كتاب الأصفهاني لا يعتد بها ولا يؤخذ بها ، فالكتاب أولاً مشكوك فيه لا يؤخذ منه جناح بعوضة ، بل الكتاب نفسه ينقض نفسه عندما يصرح الأصفهاني بأن كتابه كتبه للغناء والمغنيين وليس للتاريخ وأخذ الدروس والعبر ، ولذلك الكتاب عبارة عن قصص متناقلة هنا وهناك أخذها ووضعها الأصفهاني في كتابه وهي منقولة عن أحوال العامة وما يتناقلون ، وقد كان عصره عصر انحطاط في الكثير من الأخلاق والعادات ، وهذا الكتاب مثله مثل كتاب " ألف ليلة وليلة " قال ابن النوبختي عن أبو الفرج " كان أبو الفرج الأصفهاني أكذب الناس,كان يشتري شيئا من الصحف ثم تكون كل رواياته منها " ، ومع أني أخالف حكم النوبختي في كذب أبو الفرج فهو لم يكن كاذباً بقدر ما كان ناقلاً للقصص والروايات ، فكتابه كتاب أدب وشعر وليس كتاب تاريخ وفقه ، هل يعقل يا كايروس أن أستقي تاريخ الكنيسة من كتاب " شيفرة دافنشي " ؟
فكتاب الأغاني تقرأه وتستمتع بقرائته ولكنه لا يصلح لكي تحاججني به صديقي ، بل يصلح لكي تقتبس قصصه وتحدث بها أطفالك الصغار قبل النوم أو تستمع بها مع زملائك في جلسة صبابة ومنادمة .

ثانياً : أما أحكام الشريعة فهي لا تعرف كبيراً ولا ضغيراً قوياً أم ضعيفاً رجلاً أو امرأة فقيراً كان أو غنيا فأبو بكر الصديق رضي الله عنه قال ضعيفكم عندي قوي حتى حتى آخذ حقه وقويكم عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه ، ولم تسمع بعمر وهو يقتص للقبطي من ابن عمرو بن العاص ويقول اضرب ابن الأكرمين ؟ وعمر نفسه قد جلد ابنه عندما ضرب الخمر حتى مات ، ومن قبلهم نبي الإسلام يقول " والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " حتى عهد الخلفاء الجبريين لم يكن الظلم كما يصوره المستشرقين وبني علمان ، بل كان محكوماً بنظام جيد جداً في ذلك الوقت فأنشئ ديوان المظالم لمحاسبة الجباة والولاة وديوان فوق ديوان المظالم أيضاً لمحاسبة من يحاسب الجباة ، فالقضية ليست في أحكام الشريعة نفسها والتي تحض على المساواة والعدل بقدر ما كان بسبب طغيان الحكام واستبداد حكمهم ، هذه الحقبة تسمى مرحلة الحكم العضوض وليست مرحلة الخلافة الراشدة في الفقه الإسلامي .

ثالثاً :
نسبة الأنظمة المستبدة لبقايا الخلافة فهذا قول بهت سحت لم يسبق به أحد من الأولين أو الآخرين ، بل هذه الأنظمة هي من مخلفات الإستعمار الأجنبي الراقي المتحضر ، ومن مخلفات الحضارة الغربية التي صدعتم رؤوسنا بها ، بدءً من مصر ومروراً بالسعودية والعراق وسوريا ، بل هل انت من كل عقلك تقول ان حكم البعث هو من مخلفات الخلافة الإسلامية ؟ ثم إذا كانت الأنظمة العربية نتاج الخلافة الإسلامية فماذا تسمي الأنظمة الفاشية والشيوعية والنازية ؟ هل هي نتاج الإسلام أيضاً ؟

رابعاً : بخصوص سقوط الخلافة العباسية أمام هجمات التتار ، فالتتار لم يكونو متخلفين بالمعنى العسكري بقدر ما كانوا متخلفين حضارياً ، ولكن واقعاً كانت لهم امارة وحضارة شيدوها ووضعوا دستوراً سمي بالياسق وكانت قوتهم العسكرية قوية جداً ، وما هزموا الخلافة العباسية إلا بفضل سوء تدبير الخليفة الذي أنقص عدد الجند من مئة ألف جندي إلى عشرة ألاف جندي فهذه هي الأسباب الموضوعية لسقوط الخلافة وليس التفكك الاجتماعي ، لأن فئات الشعب المختلفة تداعت للصمود ومواجهة الغزو التتاري لأن التتار همج رعاع وسافكي دماء لا يرحمون صغيراً ولا كبيراً ، فمثلاً مدينة ميافرقين رفضت أن تسلم نفسها للتتار حتى بعدما انتهت المؤونة ونفذ الطعام حتى مات معظم أهلها من القحط والجوع على أن يسلموا رقابهم للتتار ، ورغم سقوط الخلافة العباسية إلا أن المسلمين نهضوا من جديد وفتكوا بالتتار وهزموهم شر هزيمة وطردوهم من بلاد المسلمين بل ودخل هؤلاء الغزاة في الدين الجديد أفواجاً أفواجاً ومنهم من أصبح له شأن ومقدار في التاريخ الإسلامي .

خامساً :
الحالة المزرية التي يعيشها المسلمين اليوم ، حالة طارئة ، لن تبقى طويلاً ، وكما مرت على هذه الأمة محن عظام وأحداث جسام فخرجت ثابتة الجنان قوية الأركان محكمة البنيان ، فستنتفض من جديد وستنهض من جديد ، وحينها لن يكون مكان في هذه الحضارة لكل من انتقص منها ومن شأنها وكان معول هدم قبل أن يكون معول بناء ، الحضارة الغربية التي تفتخر بها يا صديقي حضارة إجرامية ذات أنياب قتلت من البشرية في حرب واحدة أكثر من عدد قتلى الحروب التي سبقتها ، هذه الحضارة التي أبادت مئات الملايين من الهنود الحمر وفتكت بعبيد أفريقيا واستعمرت البلاد وقسمت المقسم وجزئت المجزء واخترعت أحقر النظريات في تاريخ البشرية ولعبت على وتر الخلافات العرقية والاجتماعية والدينية لكي تبقي مصالحها حية واخترعت أكثر الأسلحة فتكاً وابادة ، كما أنها من داخلها مفككة تعاني أمراضاً اجتماعية وروحية كثيرة ، فخلاصة الحديث هذه الحضارة حضارة تكلنوجيا ومعلومات وليست حضارة قيم وأخلاق ، ولذلك لا تصدع رؤوسنا بالقيم والأخلاق والمبادئ التي لا مكان لها بين الحضارة التي شكلت فكرك وأفكارك ومن خلال كتب مستشرقيها وعلمائها حكمت على الإسلام وعلى الدولة الإسلامية .

سادساً : بخصوص مقتل سعد بن عبادة ، فلم يثبت مقتله أصلاً وقصة قتل الجن له لم تصمد أمام النقد العلمي والمنهجي ، والذي ثبت أنه وجد ميتاً في مغتلسه ، فالقضية ليست بسبب الخلاف مع عمر ، فحتى لو كان هناك خلاف فرجل بتخطيط وذكاء عمر لا يمكن أن يغامر بقتل سيد الأنصار ، كما أن سعد لم يكن المخالف الوحيد لعمر ، كما أنه خالف أيضاً ابو بكر فلم يقتل في عهده ، ثم منطقاً أتتوقع من عمر رضي الله عنه الذي حمد الله على أن قاتله لم يكن مسلماً ولم يسجد لله سجة واحدة حتى يحاجج عمر يوم القيامة يقدم على قتل سيد الأنصار وأحد السابقين الأولين بسبب كلمة قالها لعمر " يا عمر اني أكره جوارك ؟ " يا رجل حتى موسوليني لم يفعلها ، ثم ان هناك روايات تتحدث عن بقاء سعد بن عبادة حياً لحين مبايعة الحسن رضي الله عنه كما ذكر القلقشندي " بويع [أي: الحسن] بالخلافة يوم موت أبيه علي رضي الله عنه، لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة أربعين من الهجرة. [أي: 17 رمضان 40هـ]
"وأول من بايعه سعد بن عبادة الأنصاري، وكانت يده شلاء، فقيل: لا يتم هذا الأمر. " وحتى أحسم القضية قال فيها الألباني " لا يصح ، على أنه مشهور عند المؤرخين " ومنهجية المؤرخين معروفة هي ذكر كل ما يسمعونه ويعرفونه ومن ثم يسندون هذه الرواية ، ويتركون أمر تصحيحها وتضعيفها لعلماء الحديث والجرح والتعديل ، ولذلك قيل " من أسند فقد أحال " .

سابعاً : أما ما ذكرته عن القرآن فلغته لغة السهل الممتنع يسهل فهمه وتدبر معانيه ، ولكن فيه متشابه في القول ، كذلك تطرح عليه بعض الشبهات والتي يتوجب الرد عليها وتوضيحها ، فالقرآن فصل أمور العقيدة تفصيلاً وترك أمور الفقه والعبادات للسنة النبوية كي توضحها وتفصلها ، ولذلك فهم الصحابة القرآن وكل من في جيلهم بدون كتب تفسير أو فقه أو عقيدة ، لكن بعد ما أثير من مباحث حول الأسماء والصفات والصقت الشبهات تلو الشبهات في القرآن وفي الدين الإسلامي وجب الرجوع للمراجع المعتبرة لفهم الكثير من نصوص القرآن الكريم .

وأعتذر بعد كايروس للخروج عن صلب الموضوع .


(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-10-2011, 01:41 PM بواسطة لواء الدعوة.)
10-10-2011, 01:40 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الــورّاق غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 151
الانضمام: Oct 2009
مشاركة: #7
الرد على: آراء في اشهر الآراء : فريدريك نيتشه ..
شكرا للجميع ..

اقتباس:* ص 49 : الخلاص عند نيتشه :
.. ( أن نحول كل (ذلك ما كان) إلى (ذلك ما أردت) ، هذا ما اسميه خلاصا ) ، ومنه فالانسان في فلسفة نيتشه هو شيء غير مشكل ، مادة ، حجارة قميئة تنتظر يد نحات ..

هذه دعوة وامنيات شاعرية وليست واقعية ، من هو الانسان الذي يستطيع ان يصنع كل شيء كما يشاء ولا يتناقض مع الارادات البشرية الاخرى ولا حتى مع رغباته هو ؟ هذا كلام تستطيع ان تقوله الآلهة اليونانية وليس البشر العاديون . فها هو نيتشه يفترق عن الواقع ، بعد ان ادعى انه سيعض عليه بالنواجذ ! الواقع لا يحمل مثل هذا الكلام الخيالي .

اقتباس:* ص 49 : القسوة :
فلسفة نيتشه القاسية : (كونوا قساة اشداء ) هي نتيجة قناعة راسخة واساسية بان كل المبدعين قساة . فالموضوعية وحدها لا تكفي ، بل الموضوعية والموضوعية المتطرفة هي المطرقة .

ليته كان ملتزما بالموضوعية والواقعية والعقلانية اكثر من مجرد ترديدها . فالترديد لا يعني الالتزام .

اقتباس:* ص 50 : الأخلاق عند نيتشه :
.. فالأخلاق لا تسمى اخلاقا الا ادا كانت داعمة للانسانية البحتة ، وأن تكون هده الاخلاق نتاج عقل مستنير منفتح ، لا مهادن مع اللاعقلاني .

ماذا نقول عن اللاعقلانية السابقة ؟ ثم ان نتاج العقل يسمى عقلا وليس اخلاقا ، نتاج الحس الانساني هو ما يسمى اخلاقا .

اقتباس:* ص 51 : العدمية واللاعقلانية :
.. اللاعقلانية الجديدة هي التي يرى نيتشه انها الاضمن لتطور الانسان وسيادته ، وهي التي ستقوده إلى ارادة العدمية ، (فالإنسان يفضل ان تكون له ارادة العدم على ان لا تكون له ارادة بالمرة ) .

الان انتقلنا الى تناقض جديد ، قبل قليل يرفض اللاعقلانية بتاتا ولا يسمح بالتساهل معها ، والآن يقدم لنا لاعقلانية جديدة تحمل نفس الاسم ولكن ليست بنفس الرغبة والهوى طبعا ومسموح بها . اذا هو يقرر لنا ما يشاء ، ضاربا بالمنطق عرض الحائط .

مرة اخرى ، من هو العاقل الذي يريد ان تكون له ارادة عدم ولا يفضل ان تكون له ارادة وجود ؟ بل عدم الارادة افضل من ارادة العدم ، لا احد يريد درجة الصفر والانتهاء . والذي لديه ارادة عدم ، هو يائس من ان تكون له ارادة وجود . ومن ليس له ارادة يكون على امل ان تكون له ارادة . اما من له ارادة عدم ، فليس له امل .

هذا مثل الطالب الفاشل الذي يريد درجة الرسوب بالصفر ، مفتخرا أنه يملك ارادة بذلك .

اقتباس:* ص 51 : من مطالب نيتشه :
.. على الإنسان ان يخلع براءته ويعلن الحاده ، لأن الإلحاد يحرر من البراءة ، وينتصر للغرائز ، ويفجر ارادة القوة ، وعندما نجحد الاله ننقد العالم ونصوغ مملكتنا الجديدة . ( إما أن تلغوا مقدساتكم ، وإما أن تلغوا أنفسكم) ، ويختار نيتشه كلمته ويقول : (العدمية ، هي الكلمة الاخيرة) .

الان هو يعترف بنتيجة الالحاد ، وهي الغاء البراءة واطلاق الغرائز الحيوانية بدون ضوابط ، والعدمية ، والصراع وحب السيطرة . هذه صورة رسمها نيتشه للملحد كما يريد ، وهي صورة بشعة فظيعة ، لا احد يتمنى ان يكونها ، الا من يفكر مثله قبل ان يعرفه .

اقتباس:* ص 51 : العقل ومصيبته عند نيتشه :
إن كل ما ينتجه العقل من مفاهيم وانظمة فلسفية وعلمية هو مجرد تأويلات وأوهام تتحول تدريجيا الى اصنام ، وإرادة القوة كفيلة بتحطيم هده الاصنام ، وعلى هدا فالعالم ليس الا مسرحا تتخد منه ارادات القوى وسطا لصراعاتها ، للوصول الى قوة اكثر قدرة على تفعيل سلطتها ، انطلاقا من قانون التطور المؤدي حسب ما يقول نيتشه الى الخلاص .

اذا ارادة القوة التي يقصدها ، هدفها السيطرة من خلال الصراع مع الاخرين ، لاجل الحصول على الخلاص .

اقتباس:* ص 52 – النموذج الجديد للإنسان عند نيتشه :
إن النموذج الجديد يجب عليه أن يؤسس أخلاقه انطلاقا من الانفصال عن المعطيات اللاهوتية والقيام بعملية عزل الاله واستلاب قدراته وصفاته ، ومنجها للإنسان الجديد ، ورفع شعار ان كل شيء مباح ، ولا توجد عوائق بين رغبات الانسان وبين القيام بها ايا كانت .

هده الضدية اللازمة التي يتوهمها بين الدين من جهة والعقل والتقدم والعلم من جهة اخرى ، فادا وجد احدهما هرب الاخر ، لم يكلف نفسه بشرح هده الضدية بل قدمها كمسلمة ، معتقدا ان تقديمها كمسلمة سيجعلها مسلمة عند القارئ ، وهدا غير صحيح ، فالسوبرمان القديم الدي بنى الحضارات القديمة بناه الدين ولم يبنه الالحاد . ادا لا توجد حاجة ملحة الى سوبرمان ملحد حتى يكمل المشوار ، ومن بدا المشوار يستطيع ان يكمله .

اقتباس:* ص 59 و 60 – نيتشه عن سقراط والإنحطاط :
يقول نيتشه عن سقراط : " إن سقراط هو عبقري الإنحطاط الأول ، فهو يعارض الحياة بالفكر ، ويحكم على الحياة بالفكرة ، ويطرح الحياة كما لو كان يجب الحكم عليها وتبريرها وافتداؤها بالفكرة ، إن ما يطلبه منا هو التوصل انطلاقا من ذلك ، إلى الشعور بأن الحياة .. غير جديرة بأن تشتهى لأجل ذاتها ، وتعاني في ذاتها . سقراط هو الإنسان الحقيقي والنقيض للإنسان المأساوي " .

كيف يشتهي الحياة حقيقة من يجعل غايته منها العدم ؟ وما قيمة شيء مآله الى العدم ؟ الوجود هو الدي يصنع القيمة وليس العدم . حتى في الاشياء اليومية العادية ، تاخد الاشياء قيمتها من وجودها ومدى استمرارها بوجود . ونيتشه يفعل نفس ما ينتقد به سقراط ، فهو متحمل ان ينسى الانسان نفسه ويحتقرها ويسيء فهمها مقابل فكرة الالحاد التي تبناها ، لا شك ان هده الثلاثة مضرة بالحياة اكثر من ضرر فكرة سقراط . فهو يتكلم عن الحياة ، وهو ينطلق من تصوره عن الحياة . هدا التصور الدي لا يعدو اطلاق الغرائز مما اتضح من كلامه السابق . ادا هو له تصور عن معنى الحياة وسقراط ايضا له تصور عن الحياة . ادا كانت الحياة عنده تساوي الانفلات من القيود واتباع الشهوات ، فان الحياة والسعادة عند سقراط تعني المعرفة . ولا ينبغي اسقاط المفاهيم الخاصة على المفاهيم العامة .

اقتباس:* ص 60 – انتقاده للمسيحية :
أما بخصوص انتقاداته للمسيحية ، فإن نيتشه يكشف فيها سيطرة العنصر النافي والعدمية ، لذلك تجده يقول أن المسيحية تشرح المأساة انطلاقا من مرجعية النفي والعدمية ، فالحياة هي دائما موضع اتهام ، وما دام أن هناك ألم ، يعني أن هناك ظلما وذنوبا ، ومن هذا المنطلق وجب تبريرها وفداؤها . وهو ما يسميه نيتشه بـ "الإحساس بالخطأ" ، أو "إستبطان الألم ".

طبعا هدا غير موجود في العقيدة الاسلامية ، حيث كل شخص مسؤول عن اخطائه وليس اخطاء غيره .

اقتباس:* ص 61 – اللامسؤولية :
يقول نيتشه : " لقد ادركت اكتساب الشعور باللامسؤولية الكاملة ، وأن اجعل نفسي مستقلا عن المدح وعن اللوم ، عن الحاضر وعن الماضي " .

الالية وتفريغ الانسان من مضمونه واحساسه ليست مصدر فخر ، الموت يصنع اكثر من دلك ايضا ، من الواضح انه يحارب احساسه الدي ياكله بالالم ، ويريد اسكاته بهدا الكلام .

لا يوجد شخص يستطيع ان يجعل نفسه غير مبالي ، مهما ادعى دلك . ثم اليست هده تضحية بالحياة لخدمة فكرة الالحاد التي يحاول ان يقحمها على شعوره اقحاما مخالفا بدلك فطرته واحاسيسه ، بان يجعل نفسه هيكلا خشبيا متبلد الاحساس ؟ يبدو ان الثمن الدي يدفعه الانسان حتى يكون ملحدا ثمن باهظ كما وضح نيتشه ، لقد شوه نيتشه صورة الالحاد وجعله غير جذاب .

اقتباس:* ص 63 - العدمية في مفهوم نيتشه :
العدمية وأشكالها عند نيتشه هي : الضغينة ، الإحساس بالخطأ ، والمثل الأعلى الزاهد . ونكتشف من خلال فلسفة نيتشه ان العدمية ليست حدث تاريخي أو محدد سيكولوجي ، بقدر ما هي محرك التاريخ أو المعنى التاريخي الذي يجد في المسيحية في لحظة ما تجليه الاكثر ملائمة . إن روح الإنتقام هو العنصر النسابي الخاص بفكرنا ، والعنصر الصوري لطريقتنا في التفكير ، للميتافيزياء بحد ذاتها ، وبما هي تجلّ للعدمية . ومن هذا المنطلق يأتي المشروع النتشوي لهدم الميتافيزياء وذلك بالدعوة لميلاد الإنسان الاسمى ، الذي لا يعرف المثل الأعلى الزاهد ولا يشعر اصلا بالخطأ ، كما لا تحركه الضغينة و رد الفعل .

هدا يستوجب الطمع والجشع والانغماس في الخطأ ، لان الاحساس بالخطا هو الدافع للصواب ، وهو يرفض الاحساس بالخطا . اما التجرد السوبرماني من الضغينة ، فهدا ليس له اساس في فلسفته المبنية على الصراع وارادة القوة ، والصراع يوجب الضغينة ، وهي محركه الاول . استنتاجه يحمل التناقض بحد داته ، فالمثل الاعلى الزاهد هو الوحيد الدي يستطيع ان يزيل الضغينة . والطمع والتهالك على اللدة والمتعة هو الدي يسبب الضغينة ، بينما الزهد هو ما يزيل هده الضغينة . كانه لا يعرف الاسباب التي تنتج الضغينة بين الناس والعداوة ، وهي التنافس على الدنيا وعدم الزهد والتسامح ، كيف سيمارس السوبرمان النتشوي عدم الضغينة مع ان حياته كلها صراع ؟ وكيف سيسحق الضعفاء بلا ضغينة ؟ هل سيسحقهم بالمحبة ؟ كيف سيتخلص من الضغينة وكتاباته تطفح بالضغينة الحاقدة والمركزة على شيء واحد هو الايمان بوجود اله ومن يتبع هدا الايمان . الم يخرجهم من دائرة البشر لانهم يؤمنون بوجود الله ؟ ومن يخرج من دائرة البشر يكون حيواني . ثم كيف يرفض ردود الافعال وهو يريد ان يبني وعيه لداته نتيجة لردة فعل لاكاديب الاف السنين ؟ اي يريد ان يبني وعيه كردة فعل عن الدين ، وهكدا يكون التناقض باوضح صوره .

يتبع ..
10-11-2011, 03:11 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الــورّاق غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 151
الانضمام: Oct 2009
مشاركة: #8
RE: آراء في اشهر الآراء : فريدريك نيتشه ..
(10-10-2011, 12:07 AM)Kairos كتب:  الزميل الوراق،
هل ترضى أن ينتقدك أحدهم دون أن يكون قد قرأ لك شيئاً؟ —هذا ما تفعله الأن، تنتقد دون أن تدري ماذا قال الرجل وما هي خلفيته. أن تقرأ تلخيصاً عن حياة الرجل، لا يعني أنك بتّ تعرف الرجل. أن تقرأ تلخيصاً مبسطاً مكتوباً بنظرة إسلاموية دينية عن فلسفة عدو الدين، لا يعني أنك صرت تفقه فلسفته. لذا وكما هو واضح لي تماماً في ما نقرته أناملك على لوحة مفاتيحك، فإنك يا عزيزي لا تعرف شيئاً لا عن نيتشه ولا عن فلسفة نيتشه. فتحمّل ردي، فلقد وضعت نفسك في وسط المحيط ولا تملك سوى طوفٍ من جذع شجرة سدرٍ نخرة.

ما الفن: الفن بالمفهوم الفلسفي يمر عبر عدة مراحل، ولكن، كما أوضح نيتشه نفسه، الفن —وهنا نميل إلى التعبير الأول والأخير للإنسان، الأصوات، الموسيقى— هو تعبير عن التراجيديا الإنسانية؛ التراجيديا، ليس فقط كمأساة بشرية، بل كنضال وتحمل للمصائب والأهوال والإنتصار عليها وإن كانت ستؤول الأمور لهزيمة الإنسان عاجلاً أم آجلاً. من كتابه الأول وعنوانه الأول "ولادة التراجيديا من روح الموسيقى"، كان نيتشه واضحاً فيما يقصده من الفن كأبلغ تعبير عن روح الإنسان. ولكي نفهم نيتشه والفن عند نيتشه، فيجب أن ننكب على كتب نيتشه لنستخلص منها مفهومه "الديونيزي" للوجود الإنساني في هذا الموقع من الكون؛ وفهمنا لفلسفة إنسانٍ ما لا تكون عبر مطالعاتنا لناقديه المأفونين، وعديمي الإطلاع والنوكّى معدومي الثقافة. —من يقرأ نيتشه في كتابه الأول —ولادة التراجيديا— يرى بوضوح أنّ هنالك عملاقين يحوما حولّ الكتاب: آرثر شوبنهور وريتشارد فاغنر. آرثر شوبنهور، آخر المثاليين وأشملهم علماً، تشاؤمي الرؤية، عدمي الهوى، عقلاني المذهب؛ رأى في الدنيا مجرد أسراب آلام تتدفق على وعي الإنسان لتحيطه بمأساة ومعاناة لا تنتهي إلا بانتهاء الوعي كاملاً —أيْ في الموت—. وفي عمله الرئيسي —العالم كإرادة وتصور— أخذ المذهب الكانطي —رغم نقده وإسقاطه لإحدى عشر من الإثني عشر أوامر ناهية في فلسفة كانط— وبهذا الأمر كان وفياً لمعلمه كانط ولمثله الأعلى أفلاطون ومن ورائه سقراط. لن نفهم نيتشه إذا لم نفهم شوبنهور أولاً والفلسفة الإغريقية القديمة ثانياً. ولن نفهم شوبنهور إلا إذا تمعنا في فلسفة كانط وعالم المثل الأفلاطوني الذي يقبع في خلفية كل الفلاسفة المثاليين على مر العصور. لذا زميلنا الوراق، إرتكب خطيئة فادحة، فكونه أولاً لم يقرأ نيتشه جعله جاهلاً بكل ما قبل نيتشه، ونقد زميلنا الوراق، لا يعدو إلا كنقض البعوضة للجبال؛ فلا الجبال تشعر، ولا البعوضة تعرف ما هي الجبال. —
إنّ تركيزنا على شوبنهور أساسي لفهمنا للعلاقة التي تجمع هؤلاء الثلاثة —شوبنهور، فاغنر ونيتشه—؛ فصداقة نيتشه بمن إعتبره ملهمه وعدوه، فاغنر، ما كانت لتتم لولا أن القاسم المشترك بين الإثنين هو أنهم تلاميذ شوبنهور. ففاغنر الموسيقى العظيم، أحد تلامذة شوبنهور المتشائمين، وكانت موسيقى فاغنر الأولى تعبيراً عن فلسفة شوبنهور المتشائمة وعن روح التراجيديا الهيلينية التي لا تطلب سوى المجد في الحياة.
فمنذ سماعه ل"رينزي" (Rienzi) ثم ل"حامل الخواتم" ول"سيغفريد" و"فالكيري" أُخِذَ نيتشه بموسيقى فاغنر التي إعتبرها، تعبيراً عن الروح "الديونيزية" الثائرة التي تنتفض على العقلانية المنحطة "الأبولونية" التي إجتاحت العالم منذ سقراط وأودت إلى خراب البشرية عبر تمرير الدين كبوابة للحقيقة؛ الدين كملجأ للمظلومين؛ الدين كخلاص من مصاعب الدنيا؛ الدين كنور العالم الذي تشتهي له أنفس من سكنوا غار أفلاطون —راجع كتاب الجمهورية لأفلاطون الجزء السابع—. أمام هذه العقلية التي لم تأت سوى بالخراب على الإنسان، كانت الموسيقى الفاغنرية بعودتها للأصول الوثنية الألمانية إلى (Nibelungenlied)، إلى الـ(Volsunga)، بصيص أمل لأوروبا بغدٍ أفضل، وهنا يأتي دور نيتشه —الذي نجح بالفعل بنقل أوروبا من سلطة الكنيسة إلى سلطة الإنسان—. لكن ما الموسيقى والفن عند نيتشه وعند فاغنر؟ إنهما موسيقى شوبنهور. ما موسيقى شوبنهور المتشائم؟ إنه هو القائل: في ظلِّ المعاناة والمأساة اليومية للإنسان بصراعه المرير بين الإنقياد للإرادة، إرادة الحياة، وبين التحرر من هذه الإرادة، يجد نفسه الإنسان في غرفة مغلقة مظلمة لا مخرج منها سوى بالموت؛ فتأتي الموسيقى، المتحررة من إرادة الحياة، القائمة بذاتها، دون طمع، دون خوف، دون رغبة، دون ريبة، تأتي لتفتح نافذة ضوء في تلك الغرفة المظلمة التي إسمها الحياة، فيتنفس الإنسان قدراً من الحرية ولو ضئيلاً يكفيه ليتحمل الظلام الحالك الكالح الذي أُغطِشَ على وجوده، بفعل الإرادة أولاً، والدين ثانياً. —


لكن ما دخل الموسيقى بنيتشه والإغريق؟ وما علاقة أبولو إله العقل وديونيزوس إله الخمر بكل ذلك؟ —نعود إلى اليونان القديمة؛ ما هي التراجيديا في المفهوم الإغريقي؟ التراجيديا هي "أغنية الماعز"؛ سُميَت هكذا لأن من كانوا يلقوت أغانيهم —الحزينة— كانوا يرتدون أزياء ماعز وأقنعة الماعز؛ وكانوا يسمونهم الـ(satyr)؛ وللساتير إرتباط وثيق بـ"ديونيزوس" إله الخمر؛ فهم الـ"ساتير" مغنوا الـ(tragon oide) والتي منها إسم تراجيديا، كانوا المسؤولين عن إلقاء الأشعار والأغاني في ال"ديثريرامبوس" الديونيزي —الديثريرامبوس هي أغاني وأشعار وقصائد تقدس الإله ديونيزوس، وتمجد الفرح والحب والسعادة والبهجة الإغريقية في أحضان الطبيعة، في أحضان الأرض— لذا ديونيزوس الرب بمعنى ما، كانَ رسولاً لحب الأرض والحياة —وهنا يصوب نيتشه سهامه، على هذه النقطة بالذات عند الإغريق—. ولكي نفهم تأثير التراجيديا في النفس البشرية وفي الحياة اليونانية أنذاك، علينا التعمق أكثر بشعائر اليونانيين وعلاقتهم الإجتماعية وبالأخص علاقتهم بالدين الأورفي-الهوميروسي-الهزيودي. لكن وقتنا لا يحتمل، ولست مستعداً لسرد الميتولوجيا اليونانية ومعانيها وفلسفتها، لكي نستخلص ما معنى التراجيديا والفن بالنسبة للإغريق والبشر عامة؛ لذا سألقي رؤوس أقلام ومفاتيح والمضي في الطريق يكون على عاتقك. "اسخيلوس" البداية، بعد أن قام برفع عدد الممثلين في مسرحياته من واحد إلى اثنين فثلاث، فأربع؛ وعلى نفس النسق مضى "سوفوكلس" وفي تراجيديا (Oedipus Rex) "أوديب الملك" تطلبت اربع ممثلين. وهنا لبّ الموضوع في أوديب الملك الذي إضطر أن يتخلى عن كل شيء ليعرف كل شيء؛ أن تعرف نفسك حملٌ قلة هم من قادرون على فعله. فمتى فقئ أوديب عيناه ليحرم نفسه من رؤية ما هو حقيقي، بانت له الحقيقة. وهذا أمرٌ يُشَكِلُ محوراً مهماً في فلسفة نيتشه؛ فالدين هو العبء الجاثم على أكتاف البشرية الذي يحجب الحقائق، لا يظهرها كما يدعي. فلا حقيقة واحدة، بل حقائق متعددة. —ومن الموسيقى والفن يتجلى ديونيزوس، روح الحياة لا صخرة الموت التي تنادي بها الأديان الإبراهيمية المأفونة، والتي تستند على الخنوع والرضوخ والإنقياد وراء عقلانية تدّعي طلب الغد الباقي لا اليوم الفاني. وفي هذه التراجيديا بالذات، والصراع بين ديونيزوس وابولو؛ بين الروح (anima) —الحياة— وبين الجماد والخيال الذي حمل صبغة عقلانية، تتجسد معاناة الإنسان. وكل إنسان هو ضحية هذا "الديالكتيك" الهيجلي المثالي بمعنى ما؛ وهنا أهمية التراجيديا والفن الإغريقي لدى نيتشه بحيث أنه هو محرر الروح —الحياة— من الأصفاد التي إستحكمت بها عبر الأفلاطونية المنحطة تارة والدين المأفون تارةً أخرى. فديونيزوس إله الخمر و(In vino veritas)، في الخمر توجد الحقيقة. —
ومن هنا يمكننا فهم المعنى المتعالي للموسيقى والفن عند شوبنهور؛ فهو المحرر من العذاب، ومخدر الآلام، لكنه يقف هنا فقط لديه، لأن الإرادة، إرادة الحياة الشوبنهورية لا تتوقف ما دام هنالك حياة، فهي مستمرة بإستمرار الحياة، لكنها تتوقف بالنسبة للفرد كفرد، ولكنها تبقى حيةٌ في الجماعة وفي البشرية ككل، ومن هذه الركيزة الأساسية لدى شوبنهور، يمكننا تفسير طلاق نيتشة وثورته على فاغنر —تلميذ شوبهور، بعد مهرجان "بايروت" واوبرا "بارسيفال" (parsifal).
فما جرى بين فاغنر ونيتشة ليس سوء تفاهم بين شخصين أدى إلى اختلاف، كما يحاول المدعو مجدي كامل وزميلنا الوراق، الإيحاء به؛ فهذا تبسيط ينمّ عن جهل بأبسط مفاهيم فلسفة نيتشة وعن عدم دراية بالخلفيات الفكرية التي أدت إلى هذا الصدام.
فبعد أن كان فاغنر في سيغفريد وفالكيري ممجداً للأصالة البشرية والقوة الإنسانية في تحدي كل الصعاب وقتل تنين الذهب، سقط فاغنر على ركبتيه جاثياً أمام الصليب في بارسيفال، فصار بطلاً قومياً المانياً، منادياً بسمو الروح "المسيحية" الجرمانية فوق بقية الأجناس البشرية، ومنادياً بعصر الرايخ الألماني الذي سيسحق الجميع ويزرع الصليب ويغرسه في قلب اوروبا وكل العالم —ولا ننسى أنّ هذه الفترة كانت فترة العودة الدينية الألمانية وبات الرايخ يقيم مستعمرات في اميركا الجنوبية تبشيرية مسيحية ضد-السامية، وقد انضم فاغنر إلى هذا المعسكر بعد أن كان في المقلب الأخر. —
في نهاية هذه النقطة: هل الفن رقة المخنثين؟ أم الفن وسيلة الأبطال الطامحين للمجد؟ أعتقد بعد سردنا القصير أعلاه، لمعنى الفن عند الهيلينيين والفلاسفة النورانيين ومن بعدهم، أنّ الفن هو في الثانية، أي وسيلة وطريق للتحرر ومواجهة الصعاب، أي أنه ممهدٌ لدربٍ لا يختاره سوى الأحرار؛ لعل هذا ما جعل من بعض الأديان تضع الفن في موضع الشبهة والإحتقار —هل نقول الإسلام أيها الزملاء؟—؛ لأنه ليس سوى تعبيراً وطريقاً للتحرر من العبودية الملقاة على كاهل الإنسان من دين وأوهام وخرافات، ما جرَّت سوى فياضانات من الدماء على سلالم جنتهم الخيالية.

يتبع،
الزميل الوراق، سأُرهِقُكَ صُعوداً

الفن يتعلق بالموضوع الذي يتناوله ، سواء ديني او عسكري او وطني أو يمجد قوة أو يمجد ضعف و رقة كما هو في شعر الغزل والاغاني العاطفية المليئة بالخضوع والتأوه ، فعلى اي اساس تم تحديد الفن بما يريده نيتشه فقط ؟ الا تعرف ان هناك فنون دينية في كل العالم ؟ بل ان اساس الفن – مثل العلم – هو الدين والآثار تشهد بذلك ، والفن يغطي كل مناحي حياة الانسان ...

وكيف الجمع بين تناسق الفن وجماله وعذوبته ، وبين الوحشية على الضعفاء والدموية والظلم والفوضوية التي يدعو اليها نيتشه ؟ تخيّل الانسان الذي يريده نيتشه : القاتل السفاح الفوضوي المدمر ، وفي نفس الوقت الذي يطرب للفن ويذوب امام اللوحات والقطع الموسيقية !! هذه شخصية مجنونة !

وما دام انه احتاج الفن كتعويض عن الدين ، فهذا يعني وجود حاجة للدين و اراد ان يسدها باقرب شيء اليها ، اي اخذ اجمل شيء – وهو الفن – ليسد به ثغرة الدين ، والشيء الذي تسد مكانه بأجمل شيء في الوجود ، لا شك انه "اجمل" من ذلك الشيء .. وشكرا ..
10-11-2011, 10:38 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الــورّاق غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 151
الانضمام: Oct 2009
مشاركة: #9
الرد على: آراء في اشهر الآراء : فريدريك نيتشه ..
اقتباس:* ص 87 – اللحظة النتشوية :
شكلت الرؤية الفلسفية لدى نيتشه ، أو كما توصف باللحظة النتشوية ، وما اتسمت به من خصائص منعطفا خطيرا في تاريخ الفكر .

تقوم فلسفة نيتشه على أسس ، أهمها :

- التأكيد على الذاتية في مقابل الموضوعية بالنسبة للصلة بين الإنسان والعالم ، فقد ذهب نيتشه ، كما ذهب قبله شوبنهاور ، إلى أن أفكار الإنسان ومعارفه عن العالم الخارجي متأثرة بأوهام ذاتية ، ومعتقدات شخصية لا حقيقة لها في الخارج ، وأن الحقائق الموضوعية للعالم تختلف عما يتصوره الانسان ويعتقده عنها ، لذلك كانت معارف الإنسان عن العالم إنما هي أوهام ذاتية ، وخرافات موروثة .
- إن أخطر هذه الأوهام الذاتية وأكبر تلك الخرافات الموروثة التي تخالف الواقع وتصادم الموضوع إنما هو الدين وكل ما يتصل به ، فالدين هو اكبر خرافة توارثتها الإنسانية جيلا بعد جيل ، وليس من شك ان الدين والأخلاق وما يتصل بذلك إنما هي مظاهر ضعف وانحطاط ، لكن هذه المظاهر يتعدها رجال الدين القساوسة ويظهرونها على أنها فضائل ، لكي يحتفظوا بسيادتهم على جماهير الناس ، وتزداد مكانتهم ومكاسبه المادية ، رغم وضوح الكذبة ورغم ان الدين وما يتصل به من أمور يرفضها العلم ويكفر بها العقل الذكي .

نستفيد من هذا الكلام انه ربط بين الدين والاخلاق ، وهدا اعتراف كافي بحد ذاته عن تلازم الدين والاخلاق ، ووجود احدهما يقتضي وجود الاخر ، يدخلان معا ويخرجان معا ، ويطلبان معا ويرفضان معا ، وهذا التلازم للاخلاق ليس موجودا في الالحاد ، بل مرفوضا كما يقرر نيتشه . اما كونه هو لا يحب الاخلاق فهذا شانه ، لان بقية البشر يحبون الاخلاق . واما عن اخلاقه البديلة ، فهي ليست اخلاقا بل مصلحة مادية ليس الا . وتحتاج الى اخلاق تهذبها .

اقتباس:- أهم ما في فلسفته جانبان : سلبي وإيجابي ، السلبي يتمثل في النقد العنيف والقاسي والملحّ للدين والقيم والاخلاق .. أما الجانب الإيجابي فهو تمجيد القوة والدعوة إليها ، وإلى القضاء على كل ما يعارض القوة ويعرقل مسيرتها ، ويعوق تقدم الإنسان مما يسمى بالقيم والأخلاق ، من مثل : الحب ، والرحمة ، والعدل ، فهذه الأمور وأمثالها قد عاقت الإنسان إلى أن يتجاوز نفسه ، ويرتفع عن مستواه الحالي ، ليصل إلى الإنسان الاقوى ، أو ما سماه السوبرمان ، ولن تصل الانسانية الى هذا الانسان الاقوى الا اذا القت وراء ظهرها بما يسمى بالقيم ، ثم استعملت القوة في الصراع بين الضعفاء والاقوياء ، ومن ثم يقضى على الضعفاء ، ولا يبقى الا الاقوياء ، ثم الصراع بين الاقوياء ، وهكذا حتى تصل البشرية إلى المستوى الأعلى دائماً .. وكان نيتشه حين تسجيله افكاره هذه وكتابته مذهبه شبه مجنون ، ثم اصيب بالجنون فعلاً وظل لأحد عشر عاما الاخيرة في حياته في جنون شبه كامل ، ورغم ذلك كان يكتب ويحرر مذهبه ذاك .
- فيما يتعلق بالجانب الاخلاقي ، فقد وضع مقياسا للأخلاق ربط فيه بين القوة والفضيلة ، بصرف النظر عن مجالات استعمالها ، فإن القوي عنده له مطلق الحرية في استعمال قوته في كل المجالات ، ولو كان سفك الدماء البريئة ، بل إنه يحض الاقوياء على سفك دماء الضعفاء حتى لا يعوقوا مسيرة البشرية إلى الأعلى ،

ما هو المقصود بالأعلى إذا كانت الناس ستذهب ضحايا ؟ هل الجريمة هي الاعلى في نظر هذا المجنون الذي اعطي اكبر من حجمه ؟ ما هو الأعلى ؟ ما يراه هو اعلى يراه بقية البشر سفول . فالظلم والعنف وقتل الابرياء ، اذا لم تكن هذه هي الحضيض فما هو الحضيض ؟

القوة عنده تعني القوة العسكرية وامتلاك الة البطش التي لا يمتلكها غيرك ، هذا هو الرقي والتطور من وجهة نظر نيتشه . فلا ذكر عنده ولا قيمة لرقي الاخوة والانسانية والفن والعلم والجمال .. إلخ .

هذه فلسفة حاقد حاسد يعاني من الضعف الشديد ، ولو طبقت هذه النظرية لكان اول ضحاياها . لكن لماذا نستغرب عليه تطرفه وهو لا يختلف عن الفلسفة المادية الراسمالية الالحادية وحتى الشيوعية في شيء ؟ كلها تفكر بنفس فكر نيتشه ، فقط هم لا يقدمونها بنفس العنف الذي يقدمه بها نيتشه . وهنا يستحق نيتشه الاحترام ليس على عقله ، بل لانه اكثر صراحة من بقية الماديين . كل الفكر الغربي هو نيتشه بطريقة ملطفة ، ولهذا اعطي رغم جنونه مكانة كبيرة .

اقتباس:- كذلك كل ضعف هو رذيلة ، بصرف النظر ايضا عن اسباب الضعف .. وأيضا ربط بين الخير والقوة ، والشر والضعف ، فأضحى الميزان الأخلاقي عنده : أن القوة هي الخير وهي الفضيلة ، وأن الضعف هو الشر وهو الرذيلة .
- دعا نيتشه إلى شعار يقول : " كن نفسك ، لا تكن غيرك" . وهو يعني بهذا أن يرفض الإنسان كل الاشياء التي ورثها ، والتي تربطه بالآخرين ، وأن يحطم القيم والعادات والأعراف والتقاليد ، بل يجب عليه ان يحطّم أخطر تلك القيود التي تمنعه من الخَلْق والإبتكار وتحقيق ذاته ، وهذه القيود الأخطر هي في نظره : الدين ، والوطن ، والأمة .. فالناس يؤمنون بهذه الاشياء والإيمان يعوق الإنسان عن تحقيق ذاته ، لأن الدين ماخوذ من السابقين ، فأنت لا تخلقه ولا تنشئه ، بل تقلد السابقين ، وكذلك الأمة والوطن ، ومثل ذلك كل القيم ، إنما هي موروثات عن الذين سبقوك ، فأين أنت ؟ أين ما قمت أنت بخلقه واختراعه ؟ لا شيء ، ولذلك فأنت صورة مكررة ممن سبقوك .. ولكي تبدع ولكي تكون نفسك وتحقق ذاتك ، لا بد أن ترمي بكل شيء موروث عن السابقين ، وتخترع انت القيم الخاصة بك ، والتقاليد والاعراف والسلوك الخاص بك انت ، والذي يناقض كل ما كان عليه الآخرون السابقون .

هذا كلام غير معقول ، إلا اذا كان سيعيش وحده ! ان كان سيرمي كل هذه الاشياء ، فكيف سيتفاهم مع الاخرين ؟ هو الان يدمر ذاته ولا يحققها ، ببساطة لان الانسان يعيش مع الاخرين ، لأنه مخلوق اجتماعي ، وهو نفسه بحاجة لوجود امة ، لا ان يعيش بين حدود دولتين . وهو بنفسه محتاج لكي يتوازن داخليا ان يكون له مبادئ و دين يرعاها ، لماذا يتصور ان هذه الاشياء التي يتمسك بها الانسان عبء ثقيل عليه ؟ لو كانت عبئا لرماها ، ثم : ابداع وتفوق وتقدم : ماذا تعني هذه بالنسبة للفرد اذا كان سيترك امته ووطنه ومبادئه ؟ ان الانسان يتعذب في اعظم قصر ، بسبب اختلاف في وجهة نظر مع شخص عزيز عليه ، فما بالك ان ينسلخ من كل شيء لعله ان يبدع ماديا ؟

ثم لماذا الضدية بين الانتماءات الاخلاقية والابداع ؟ العكس هو الصحيح ، كلما استقر الانسان واحس بالارتباط ، كلما صفى ذهنه لكي يتعلم ويبدع ، فكرة نيتشه تشبه فكرة العبقري المخطوف : ان تخطف شخصا بسرعة وتنقله الى قارة اخرى وتقول له : انت الان تخلصت من كل انتماءاتك ، هيا حقق ذاتك و ابدع لنا !!

نيتشه الذي يطالب بالتخلص من الموروث لم يتخلص هو منه ، أرايت تمجيده للثقافة اليونانية قبل سقراط ؟ انه يعتبرها مرجعا وموروثا له ! اذا هو يطلب شيئا ويفعل ضده ! كل همه ان يبعد الناس عن الدين والاخلاق ، هذه هي رسالة نيتشه . مع انه يعرف ان العلم والحضارة قامتا في البيئات الدينية . وأن الإلحاد مرتبط دائما بالوحشية والبربرية .

وها هو نيتشه كبير الملحدين يدعو الى وحشية لم تعرفها البشرية من قبل ، حتى انه يطالب بقتل اي ضعيف فقط لانه ضعيف ، ولا ندري ما مقياس الضعف والقوة ، اذا هو يطلب من الناس ان يتقاتلوا ، والقوة العقلية لا تعني القوة العسكرية ، اذا سيقتَل العباقرة لأنهم عادة لا يكونوا اقوياء عسكريا ، وحينها لن يتقدم العلم .

في الحالة المجنونة التي يريدها نيتشه ، سيقتل الناس ويبقى الجنود بما فيهم العلماء ، وتدور تصفيات بين الجنود حتى يبقى اغباهم واقساهم .

يريد ان يخرج العالم من الحكم المدني الى الحكم العسكري ، هذا هو عبقري الالحاد نيتشه . صاحب الخيال المريض بشهوة الدم الذي عجز عن تحقيقه على الواقع فأراد تطبيقه على الورق .

لم يستطع ان يقتل احدا في المعركة . وأراد أن يقتل بالقلم ، فهو يعاني من عقدة القتل . حتى كلامه عن الالحاد يسميه قتل الاله . المسكين كان يتمنى ان يقتل احدا لكنه حُرم من هذه الرغبة بسبب ضعفه وجبنه ، فتحولت الى عقدة قادته الى الجنون . رغم معاناته في سنواته الأخيرة إلا انه لم ينتحر بسبب جبنه وخوفه على حياته .

بئس الرقي الذي سيكون ثمنه قتل الانسان البريء وقتل الاخلاق والدين والقيم ، ما فائدة الرقي اذا كان الصراع والقتال سيستمران ؟ الرقي الذي لا يستطيع ان يوقف الشر ليس رقيا .

ماذا يعني بالرقي ؟ اليس يعني تحقيق حاجات الانسان ؟ ان اهم حاجاته الامن ، وهذه الفلسفة تدمر هذا الامن ، اذا لن يكون عنده رقي في الامن ، اما الاخلاق فقد الغتها هذه النظرية ، اذا سيعيش الناس في سوء اخلاق وانعدام امن ، ينتج منه المتاعب النفسية والمادية ، وهذا ضد امنيات الانسان وحاجاته .

الوطن والامة ، اذا كان كل فرد لا يؤمن بقيمة وطنه ولا امته ، ولا يدافع عنها ولا يحافظ على كيانها وقوانينها ، ماذا سوف تكون حالة تلك الامة ؟ هل هي في تقدم او تأخر ؟ اذا اين الرقي ؟ هو يتخيل الانسان وكأنه جرم سماوي يتحرك بذاته مستقلا عن غيره .

معاناة نيتشه في حقده الدفين ، انه لا يريد الناس ان يحبوا شيئا ، فالدين حب والاخلاق حب والوطن حب والامة حب ، اذا نيتشه ضد الحب ، ومع الكراهية والعداوة والتدمير .

ارادة القوة بالمعنى الذي يقدمه ليست ارادة كل البشر ، بل هي ارادته هو بالدرجة الاولى وارادة كل ضعيف الحال .

يتبع ..
10-11-2011, 11:14 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Kairos مبتعد
مع فرعون ضد موسى
****

المشاركات: 464
الانضمام: May 2011
مشاركة: #10
RE: آراء في اشهر الآراء : فريدريك نيتشه ..
(10-09-2011, 02:03 PM)الــورّاق كتب:  
اقتباس:* ص 21 – فهم نيتشه للفلسفة :
.. ثم يصل إلى الفلسفة وكيف يفهمها ويمارسها ، ويقول : "الفلسفة كما كنت قد فهمتها دائما وعشتها ، تعني أن تعيش في الصقيع فوق القمم .. إنها تعني أن تبحث في الوجود عن كل ما يجعلك تغترب عن نفسك وتطرح اسئلة عن ذاتك ويقينياتك الحميمة ، إنها تعني البحث عن كل ما حُذِف من قِبَل الأخلاق التقليدية . لقد اكتسبت تجربة طويلة من خلال اقتحامي للمناطق الممنوعة المحرمة ، من خلال توغلي في الأعماق والأقاصي ، هناك حيث لا يذهب أحد ولا يغامر مخلوق قط .. وعندئذ اكتشفت الاسباب التي دفعت بالناس وعلى مدار العصور ، إلى تقديس هذا او ذاك ،


هذا بحث عن الذات وليس بحث عن الحقيقة . هذا التعريف يصلح لشاب طموح يبحث عن الشهرة, وليس تعريفا للفلسفة, الفلسفة هي بحث عن الحقيقة.

نيتشه مريض بروح المغامرة لأجل المغامرة ، وهو مرض غربي . حيث ان المغامرة بحد ذاتها فضيلة في الفكر الغربي ، وتكرست بعد نيتشه ، مع أنها ليست فضيلة بحد ذاتها . بل المغامرة لاجل الفضيلة هي الفضيلة .

النص المقتبس من كتاب الإسلاموي أعلاه محوّر وإن أصاب في جزء من المعنى، النص الصحيح هذا هو (كتاب Ecce Homo):

[صورة: 6235920022_edf5c330cd_z.jpg]

اما تحليل زميلنا الوراق، فإنشاء على إنشاء. أولاً كون زميلنا الوراق غير ضليع وغير مطّلع نهائياً على الفلسفة اليونانية جعله لا يدري ما قصد نيتشه من السبر في الممنوع. فنيتشه في هذا المقطع المقتبس من كتاب الإسلاموي، لم يقترب من قريب أو بعيد للبحث عن الذات، بل تعاطى بالأخلاق وإشكاليات الوجود، رغم أنه تجدر الإشارة أنّ البحث عن الذات ركيزة أساسية في فلسفة نيتشه، فهي متبناة من فلسفة يونانية قديمة جداً —قبل بداية الفلسفة ذاتها من قبل "طالس"— لـ"سولون" أحد الحكماء السبع الإغريق —إلا أن البعض ينسبها لـ"طاليس" نفسه— وهذه الفلسفة عبارة عن جملة: "إعرف نفسك" وقد كانت محفورة على جدار معبد "دلفي".
البحث عن النفس ومعرفة الذات يا زميلنا هو عين الحقيقة. فلو كان زميلنا قد تكبد العناء بقراءة ولو كتاب لنيتشه لفهم أنّ الحقيقة حقائق، وليست حقيقة واحدة مطلقة —كما ينص عليها الدين، وبقية المهرجين ممن يسمون أنبياء—؛ وسنعود إلى نقطة الحقيقة في معرض ردنا على الزميل لاحقاً. —

وفي ما يتعلق بسبر الأعماق والبحث عن المحرمات —والتي كما تبين من زميلنا في معرض إنشائه على أنه فهمها البحث عن ما يعتبرها "رذيلة وفسق"— هي البحث عن ما خُبِّئ، ما أُخفي عن أعيننا، ما حاول المشعوذون والدجالون والنصابون وتجار الرقيق أصحاب الدين، إخفائه عن العقول، لكي يبقوا على تجارتهم المربحة عبر تغييب العقول، والعبث بأقدار الناس ومعاملتهم كأنهم قطيع من الحيوانات يطعمونهم الجزرة تارة والعصا تارة أخرى. هنا يبدأ البحث في الممنوع، يبدأ أولاً منك وثانياً في ما ربطك بمحيطك، وفي الأصفاد التي إستحكمت بعقلك منذ ولادتك على دين لم تختاره ولم تقتنع به وإن أقنعوك أنّ الله أنعم عليك فيه، فهذ خدعة النصابين، الدجالين ليزينوا رأسك بتاجٍ، لكنه تاج من شوك، من شجرة سدر، يدميك وينزفك لتموت هزيل بلا حياة وبلا هدف حققته إلا في خيالك.
نيتشه أول سابر للأعماق، نيتشه هو كاشف أصلَ أخلاقِكم العفنة التي أسميتموها فضيلة لأنكم عبيدٌ رعاديد. "جينولوجيا الأخلاق"، أول كتاب سبر الأخلاق اصلها وفصلها، وتوالى هذا العلم الذي أساسه نيتشه، ليأتي في عصرنا رجل مثل "ميشال فوكو" ويسبر أعماق المعرفة في كتابه "أركيولوجيا المعرفة" ثمّ في سبر الجنسانية ثم في سبر الجنون والمصحات العقلية والعقاب والتأديب. ومن هو ميشال فوكو غير تلميذٍ لنيتشه؛ وهو القائل عن نفسه: "أنا نيتشوي". الأركيولوجيا المعرفية بنيت من رحم الجينيولوجيا النيتشوية.


اقتباس:
اقتباس:* ص23 – عن البحث عن الحقيقة :
.. يقول نيتشه : " البحث عن الحقيقة هو مسألة جرأة او عدم جرأة ، بقدر ما هو مسألة معرفة أو ربما اكثر ."

لا توجد علاقة بين الحقيقة والجرأة مستمرة على طول الخط كما يقرر نيتشه ، هو يتكلم بروح الشاب المغامر الأوروبي التي تعجبه كثيرا ، كنتيجة لشعوره بالنقص وفشله عسكريا وضعف بصره من وقت مبكر في حياته . وهذا يفسر اعجابه بالاخلاق الاسبارطية اليونانية ذات الصرامة التي تختلف عن اثينا المتحضرة اكثر منها .

هو واضح الإندفاع في فلسفته ، والإندفاع دائما مؤشر على وجود ردة فعل ، وروح القوة والصلابة من سمات الشعب الالماني وهو الماني ، وكما وصف المؤلف الجيش الالماني بأنه يتميز بالصرامة والقوة . فلهذا اعفوه من الخدمة العسكرية لانه ضعيف . ونشأت عنده عقدة نقص اراد ان يعوضها بالكلام بدل الفعل ، ومنها تبنى فلسفة إرادة القوة منطلقا من نفسه التي تريد القوة بسبب ظروفه ، وكأن نفسه بمشاكلها الخاصة صارت هي الحقيقة الكونية العامة . وإظهار عقدة النقص بالكلام دون الفعل لا يحتاج إلى مغامرة خطيرة كما يصف ، بل الخطورة كانت في سقوطه من الحصان ، فما بالك بمبارزة الفرسان ؟

معرفة الحقيقة تحتاج الى هدوء اكثر من الاندفاع العاطفي . والمتحمسون هم اكثر الناس مروقاً من الحقيقة ، وذلك لفقدهم الحكمة ، والحكمة تعني الاحاطة بجميع الجوانب .

وصار عند الاوروبيين عُـرف خاطئ بتمجيد كل مغامر ، والذي غالبا يكون من هذا النوع ، ويسوء الامر عندما يكون في مجال الفكر والمعرفة ، حيث ما زال يعجبهم كل متهور بافكاره ، ولهذا اشتهر عندهم المتهورون والمغامرون الذين هم متطرفون في افكارهم ، حتى في عالم الفن ، مثل نيتشه وفرويد ودالي وفان جوخ وبيكاسو وهمنجواي ، إلخ القائمة التي ليس لها آخر .

نثر فنثر. طبعاً الزميل بما أنه لا يفقه شيئاً عن من ينقده، ظن أنّ الجرأة تعني أن القي بنفسي من سابع طابق لأصل إلى الحقيقة —رغم أني أوافق أنك في اللحظة التي يرتطم فيها جسدك بالإسفلت ستصل للحقيقة وتكتشف أن كل ما قالوه لك أوهام... لا، لن تكتشف شيئاً لأنك لن تكون أصلاً لتعرف، وستمضي أبدية وأنت بإنتظار جنتك وكان الله يحب الصابرين—

الجرأة هي جرأة العقل، كما هو واضح من الصورة التي وضعناها من الكتاب الأصلي. وجرأة العقل تعني إتخاذ القرار المصيري تجاه نفسك بالتحرر من خوفك الذي جسدوه لك وأمام عينيك وكأنه حاصل لا محالة. الجرأة هي بكشف أهوار ممنوعاتهم، بكش ما يخفونه؛ الجرأة بأن تسأل الأسئلة المحرمة على نفسك، وتطرحها دون خوف وتبحث عن أجوبتها في نفسك أولاً وفي كل مكان تستطيع أن تصل إليه، هذا هو سبر الأعماق، هذه هي الجرأة التي يتكلم عنها نيتشه. لكن كونكم عبيداً رعاديد، فقد حرم عليكم التفكير، لإانتم لستم أحرار في عقلكم وفي أنفسكم، فكيف لكم أن تكونوا أحرار على أي شيء اخر؟

"عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول: من خلقك؟ فيقول: الله؛ فيقول: من خلق السموات والأرض؟ فيقول: الله؛ فيقول: من خلق الله؟ فإذا وجد أحدُكم شيئاً من ذلك فليقل: آمنتُ بالله ورسوله"."

الحديث أعلاه تجسيد لثقافة الضعفاء الرعاديد العبيد، الألى يمنع عليهم حتى ان يكونوا آبقين. بالطبع العبيد يرتعبون من التفكير وإذا ما آتتهم فكرة من جبنهم يظنونها من عمل وسواسٍ خناس، فيرتعدوا رعباً وخوفاً وينكبوا بنواصيهم على التراب مرتعبين من إثمٍ عظيم قد ارتكبوه بالسماح لعقلهم أن يتحرك أنملة. فتبدأ الأدعية إلى الهواء لكي يكف عنهم تشغيل العقول، وهكذا يمكن للعبد أن ينام قرير العينين بعدما صدّق أن إلهه سيمنع الأفكار من تأتي إلى عقله محاولةً إيقاظه من مماته؛ وكان الله يحب القانطين. —

أما الإشارة إلى مرض نيتشه فلا يعدو كونه محاولة باهتة للطعن بالرجل، ولكن هذا يدلنا أيضاً على أن زميلنا —ونكررها مرة تلو مرة— يلقي نثراً لأنه لا يعرف فلسفة الشخص الذي يظن انه "ينقده"؛ فنيتشه نفسه قد أجاب عن مرضه وضعف بصره فيقول (كتاب Ecce Homo):

[صورة: 6235676259_3621770cfa.jpg]

فلا داعي للفزلكة، والإدعاء بإكتشاف البارود، لن تجد رجلاً أكثر صراحة من هذا الذي تظن أنك "تنتقده"، لكنك مسلم وعربي، لا تقرأ، فلا تعرف، فلا تستعب، فلا تتقدم.

والجميل في الموضوع أنّ زميلنا يمد يديه ليطال فرويد وفان غوخ وبيكاسو —لا أدري ما علاقة هذين الرسامين بالفلسفة التقليدية— وهمنغواي، ليجعلهم من "شلة المغامرين اللاحكماء"... صار فرويد بالنسبة لزميلنا الإسلاموي مجرد فتى في الكشافة... لا تعليق.


اقتباس:...

ان وصفنا نيتشه بأنه ذكي ، فلن نصفه بانه حكيم باي حال من الاحوال ، الذكاء غير الحكمة . خصوصا في امور تتعلق بالانسان والمجتمع . حيث يكون اي مندفع منطلق من زاوية ضيقة ، مثلما يخرج الماء مندفعا من فتحة ضيقة . والحماس والاندفاع يشير الى تدخل قوي للعاطفة الخاصة ، بينما العقل هو وسيلة المعرفة الحقيقية وليست العاطفة الخاصة وردود الافعال .

كأنه يقول : كل ما يمنعه المجتمع ويستهجنه هو الحقيقة ، ولذلك يحتاج إلى مغامرة . وهكذا يكون قد ركز على المغامرة اكثر من الحقيقة ، لكنها قد تكون مع ما يريد المجتمع في بعض الحالات .

لا تتكلم عن العقل عندما تكون عبداً لا يحق لك إستخدامه وتشغيله؛ العقل للأحرار؛ العبيد يسألون الشيخ أو يفتشون في كتب الفتاوي والأحاديث عن الحكم الشرعي في أية خطوة يريدون خطوها. أنت من الفئة الثانية، فلا تتكلم عن العقل، لست حراً بعقلك.

اقتباس:
اقتباس:* ص 26 – غاستون باشلار عن الحقيقة :
.. وبالتالي لا توجد حقائق مطلقة في العلوم الإنسانية وإنما حقائق قابلة للتصحيح والتعديل والتدقيق . بل ووصل الأمر بغاستون باشلار ، أحد كبار علماء الابستمولوجيا المعاصرين ، إلى حد القول بأن : " الحقيقة هي خطأ مصحّح بإستمرار " ..

عدم معرفة الشيء لا تعني عدم وجوده على الاطلاق ، فقبل ان تنكر وجود الشيء الذي تبحث عنه . عليك ان تقر انك لم تستطع العثور عليه اولا .

لا توجد حقائق مطلقة. جملتك أعلاه ليس لها أي معنى. إن كنت لا تعلم أنّ العلم يمضي بطريقة أن الحقيقة خطأ يصحح ذاته بإستمرار، فهذه مصيبة، وتدل على أنكم فعلاً قد وقع الطلاق بينكم وبين العلوم.


اقتباس:
اقتباس:* ص 41 و 42– نيتشه ووهم الحقيقة :
.. فنيتشه رفض وهم الحقيقة . نيتشه ينظر إلى العالم كحكاية يتعذر فيها التمييز بين الحقيقة والخيال ، أو الحقيقة والخطأ . فكل الحقائق هي حقائق أشخاص ما ، وتكمن خلفها إرادات قوة وسيطرة شخصية . ولهذا يدعو نيتشه إلى إلى فلسفة تحقق فيما وراء الخير والشر ، تحررنا من الأوهام الزائفة التي تتحكم بنا وتحرر الفكر من سذاجته وسذاجة الاعتقاد بحياده وبراءته .

العبارة الثانية ( فالحقائق هي حقائق .. ) إلخ .. تناقض العبارة الاولى ، وليس بينهما إلا الفاصلة الموضوعة بين جملتين . يقرر في العبارة الاولى عدم القدرة على التمييز بين الحقيقي والخيالي ، بينما في العبارة الثانية يقرر ان كل من تكلم عن الحقيقة هو كاذب ويخفي دوافعه الى السيطرة ، بما فيهم الانبياء ، وربما هم المقصود ، مع انه قال قبلها انه لا يمكن التمييز بين الحقيقة والخيال . وهو الان استطاع ان يميّز بين الحقيقة والخيال وبسرعة وبدون تعب ! وهكذا كلما جاء ذكر الدين ، جاز للملحد ان يتناقض . والشيء الذي يدفعك لان تكون متناقض هو شيء غير متناقض ، وبالتالي يكون حقيقي .

يتبع ..

لا يوجد أي تناقض في ما قاله، أنت لم تفهم. لا يمكن التمييز بين الخيال والحقيقة لأن العبيد يظنون أن الله حقيقة مؤكدة بينما هي خيال؛ فأنت مثلاً يا زميلنا ينطبق عليك كلام نيتشه، أنت لا تفرق بين الحقيقة والخيال، أليس واضحاً أنه يقصدك من جملته؟
ما هو الله؟ "الله أحد، الله الصمد"
أعطني دليلك على الله؟ "الله في عقول من آمن به فهو أقرب من الوريد"
أها إذن في خيالك دليلك... وتظنه حقيقة لأنه في خيالك دون أي دليل.
أين تناقض نيتشه؟ —

أما فيما يخص أن الحقيقة هي حقائق، فأيضاً لا تناقض أبداً، وقد تكلم عنها في أكثر من كتاب، سنختار رده الذي نراه جميلاً ومعبراً (من كتاب "دفاتر" أخر جزء من مجلدات - nachlass لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب) :

[صورة: 6236305144_cf3e04ff65.jpg]

(هناك الكثير من العيون المختلفة. حتى أبو الهول يملك عيوناً: تباعاً هنالك الكثير من "الحقائق" المختلفة، تباعاً لا يوجد حقيقة.)

—كي لا يتشدق أحد الإسلامويين بأنه يناقض نفسه: الحقائق هي حقيقة كل شخص كما يصنعها، كما يفعلها لأنه سيد على نفسه وعلى عقله، لأنه حر؛ أما الحقيقة فهي حقيقة العبيد التي يتشدقون بها، والتي هي طبعاً فقط في خيالهم، لهذا، الحقيقة (الله)، غير موجودة.

يتبع، للرد على الإنشاء المتبقي،

***

زميل لواء الدعوة سأرد عليك ريثما أنتهي من الرد على الإنشاء، كي لا أخطف الموضوع ويصير موضوعان متداخلان،

والسلام،

10-12-2011, 04:15 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  آرا في أشهر الآراء : سيجموند فرويد (تفسير الأحلام) .. الــورّاق 16 4,571 04-27-2012, 09:55 PM
آخر رد: الــورّاق
  آراء في أشهر الآراء : دان دينيت .. الــورّاق 2 1,127 02-18-2012, 07:48 AM
آخر رد: حــورس
  آراء في اشهر الآراء : عبدالله القصيمي .. الــورّاق 22 5,343 11-22-2011, 12:48 PM
آخر رد: الــورّاق
  العلمانية .. قضايا و آراء . بهجت 31 12,415 09-23-2011, 02:54 PM
آخر رد: بهجت
  فريدريك نيتشة .. الفيلسوف الشاعر ابن سوريا 60 22,072 12-15-2010, 06:30 PM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS