تحية ..
اقتباس:*
أكثر الناس خروجًا على التعاليم هم أقوى مَن وضعوا التعاليم. إن أفسق الحكام والمعلِّمين هم أقوى الناس دعوةً إلى الأديان والأخلاق.
فكرة مأخوذة عن نيتشه .. وتستمر مشكلته مع رجال الدين .. وهي مشكلة إجتماعية أكثر من كونها مشكلة فكرية , وهو بهذا أقرب للصحافة الإجتماعية من الفكر والفلسفة ..
اقتباس:وهذا الكلام ينطبق على الفكر الإلحادي أيضا . فمشرعوه هم الأقدر على التحرك بعكسها .
*
لو كانت الفكرة تعني التقيُّد بها لما ابتكر الناس الأديان والمواعظ والأخلاق المكتوبة.
لديه معاناة مع التطبيق . الإلحاد هو الأنسب دائما لكل من يدلل نفسه , هو يتصور أنه لا توجد فكرة قابلة للتطبيق , ينسى الذين يحبون الراحة لأنفسهم ويجعلونها هدفا لذواتهم أنهم صعّبوا حياتهم بدلا من تسهيلها الذي طلبوه , وها هي ذي الحضارة كمثال تصعّب الحياة ولا تسهلها , لأنها أخرجتها عن البساطة , وجعلت الكماليات ضروريات , فالملحد يحل المشكلات الصغيرة ليقع في الصعوبات الكبيرة التي لا حل لها ، فهو يتخلص من الإلتزامات الدينية طلبا للراحة والمتعة ، ويقع في المشكلات الوجودية والإحساس بالضياع والذنب والخوف الغامض من المستقبل وبالتالي الكآبة التي قد تتطور إلى الأسوأ .
لاشك أنها مشكلات عويصة عجزت عن حلها البشرية , وهي أصعب بلا شك من الوضوء والصلاة , التي لا تستغرق دقائق , فالفكر الملحد كمن يريد أن يتخلص من الفئران بإدخال قطيع من الذئاب لصيدها , ودوران الرجل في كل كتاباته المستمرة حول مشكلة الله والوجود يدل على أنها قضية أليمة في داخل هذا الرجل وتدعو للشفقة .
اقتباس:* لو كان الإيمان مُلزِمًا لكان مستحيلاً أن يوجد في التاريخ كلِّه مؤمنٌ واحد.
وهذا يدل على وجود مشكلة مع التطبيق .. يبدو أنه حاول أن يطبق الدين بتشدد فحس بالعجز الذي قاده لليأس , وهذا ما تشهد به سيرته حيث مر بفترة تدين شديدة . لدرجة أنه تصور أن الدين لا يمكن لأحد أن يطبقه ، وكانت غلطته أنه فهم الدين كتطبيقات ولم يفهمه كنيات . ليس فقط الدين بل حتى الإلحاد صعب التطبيق بالكامل ، بل لا يمكن أن يطبقه أحد بالكامل .والصعوبة التي تنشأ بسبب التحريم كما يفعل الدين المتشدد هي نفس الصعوبة التي تنشأ بسبب التحليل كما يفعل الإلحاد المتشدد . فالملحد العربي يواجه صعوبة بتطبيق إلحاده , كزنا المحارم , الذي يأنف الملحد العربي كما نظن بينما هو قمة في التحرر من الدين الذي يريده الإلحاد ، ولا شيء في الطبيعة أو الإلحاد ينص على تحريم زنا المحارم ، فلماذا يمتنعون ؟
وهذا التصرف موجود بالطبيعة الحيوانية التي ينسب الإلحاد نفسه إليها , إن هذا الإمتناع عجز عن التطبيق للشريعة الإلحادية ولم نأت لبقية المباحات , فما الذي منع القتل في الإلحاد إذا كان بدافع المصلحة في حين ينص الفكر الإلحادي على تبرير الوسيلة لأجل الغاية المرتبطة بالمصلحة وليست بالأخلاق والدين ؟ ولكن يمتنع عن القتل مع إمكانية عدم القبض عليه و وفرة المصالح في ذلك .
وهذه العجز في التطبيق الإلحادي يعني أنها من بقايا الدين , ومخالفة صريحة للفكر الإلحادي . ما دام أن المصلحة اقتضت والمضرة انتفت إلحاديا يجب أن تعمل هنا دون أن توقفك عوامل الضعف كالمشاعر والأخلاق . إذا الضعف في التطبيق يلاحق القصيمي أينما حل . فهو ضعيف في الإيمان ضعيف في الإلحاد . ولا يحق له أن يؤمن بأي شيء إلا بما أثبته المختبر وإن أخطأت وآمنت بشيء فأنت في حل من العقيدة الإلحادية .
الإباحية المطلقة التي يقدمها الإلحاد أمر فظيع لا يحتمله الفرد . فهو إنسان بلا حدود ولا موانع مما يجعلنا لا نقول عنه وحشا بل مشروع وحش لو طبقه , و حسبك سوءاً بهذه العقيدة في أفضل أحوالها أنها لا تـُطبَّق وإلا لتدمر العالم , الإباحية المطلقة أمر غير معقول ولم يقدم كشريعة في كل تاريخ البشرية إلا في عقيدة الإلحاد . كل العقائد والديانات لا تخلو من إحترازات أخلاقية إلا هذه العقيدة التي لا يوجد بها ممنوع واحد . كل صاحب دين يريد الناس منه أن يطبق دينه حتى يأمنوه إلا الملحد فهم يريدون ألا يطبق دينه حتى يأمنوه.
اقتباس:* الناس، في كلِّ العصور، هتَّافون على مستوى واحد من الحماس. هتفوا لجميع الحكام والزعماء والعقائد والنظم المتناقضة: هتفوا للإيمان بالله والإيمان بالأمجاد، للمَلَكية والجمهورية، للديمقراطية والدكتاتورية، للرأسمالية والشيوعية؛ هتفوا للعدل والظلم، للقاتل والمقتول.
وهو هتف للإيمان وهتف للإلحاد وكلاهما إبان قوتهما .. ! لماذا يلوم الناس بما يفعله هو وكان خير مثال على قوة الهتاف الذي تفوق به على أكثر الناس في كلا الحالتين ..وفي كلتيهما ألف كتبا مشهورة كأعلى درجات الهتاف .
اقتباس:*
إن الناس لا يؤمنون بالأفضل والأخلاق، بل بالأكثر صخبًا وتجاوبًا مع الأعصاب المتعبة.
الناس على نوعين وليس على نوع واحد , كلامه هذا ينطبق على الأكثر وليس على الكل , فهناك من لا يرضيه إلا الأفضل , تعميمات لا تقدم وصفا دقيقا للمجتمع.
اقتباس:*
أنت تتكلم، إذن أنت تحاول أن تقول غير ما تقول، أن تقول غير نفسك، غير الأشياء التي تتحدث عنها.
وهل هذا ينطبق عليك الآن ؟ أم أنك إستثناء من هذه القاعدة ؟
اقتباس:الناس لا يتحدثون عن الأشياء كما هي، بل كما يريدونها.
*
إنك حينما تَصْدُق أحيانًا إنما تريد أن تهرب من الصدق.
تكرار ينطبق على الجميع ..، بما فيهم هو .
اقتباس:* إن اللغة تعني دائمًا الفرار من معنى اللغة.
ما يزال يتكلم عن الضعفاء الهاربين من التطبيق ..هل يعني أنه يقول مالا يعتقد أيضا ؟ أما أن هذا الكلام خاص بنا نحن فقط وهو بريء منه ؟
اقتباس:* الناس لا يرحِّبون بالداعية ويتبعونه، ولا يؤمنون بالنبي ويرون معجزاته، احترامًا أو اقتناعًا أو رحمة، بل احتجاجًا وبحثًا عن صارخ متألِّم ليصرخوا وراءه، ليصرخ لهم وعنهم، ليصرخوا به.
كل كلامه عن الناس يتكلم عن الغوغاء والعوام والسوقيين . وكأنه يريد أن يقول لا يوجد أحد مؤمن حقيقة بما يقول وكل الناس كذبة وسيئون ويقولون مالا يعتقدون ويعتقدون مالا يفعلون ، هذه فحوى خطاب القصيمي عن المجتمع المتكرر , و الواقع ينفي مثل هذه الدعاوى العامة . نعم الأنبياء قد يتبعهم منتفعين , لكن هل يعني أن من اتبعوه خصوصا من الأوائل بأنهم من هذا النوع ؟ ألم يضّحوا بحياتهم من أجله ؟ أي وظفوا أنفسهم للأنبياء ولم يوظوفوا الأنبياء لأنفسهم ، فهناك من فعل العكس . هو يريد أن ينفي الثنائية ويجعل الناس كلهم في سلة واحدة وكأنه لا يوجد طريق خير وطريق شر ، بل هو ينفي وجود طريق الخير وكل مظهر من مظاهر الخير ولا يُبقي إلا طريق الشر والأنانية . عبدالله القصيمي يحاول بأن يبين بأن الخير شر يلبّس بلباس الفضيلة ولا يوجد شيء اسمه خير .
هو يقدم الإنسان بصورة مشوهة تطمس كل جمال في الإنسان . المفكر العظيم جعل من الإنسان مخلوقاً حقيراً.
اقتباس:* إن آلهة الإنسان وعقائده ومُثُله وأخلاقه هي مجموعة أخطائه اللغوية.
إذا لماذا يتبناها مادام لا يريدها ؟ كأنه يسبغ ذاته على بقية البشر بل حتى إلحاده ويقدم البشر على أنهم ملحدين ، فوقعوا بأخطاء لغوية فقالوا بأننا مؤمنين .
اقتباس:*
قتلي لعدوِّي عدل، وقتلُ عدوِّي لي ظلم. رأيي وديني صواب، ورأيُ المخالفين ودينُهم خطأ. هذا منطق كلِّ الأذكياء – وكلِّ الأغبياء.
وإلحادي صواب وأديان الآخرين خطأ .. تكميل لما سقط سهوا ..
يتبع ..