اقتباس:* إننا لا نعادي المخالفين لنا لأنهم ضد الفضيلة أو ضد الإيمان والحق، ولكن لأنهم ضدنا. إنهم مخطئون لأن إرادتهم ومصالحهم تُناقِض مصالحنا وإرادتنا.
كيف جاز له التعميم بأنه لا يوجد أحد على الأرض يبحث عن الفضيلة ؟ هل بحث في قلوب الناس ؟ هذا من باب إسقاط الذات على الآخرين .لآنه ينكر وجود حق ووجود خير ، فماذا بقي؟ بقي الشر الذي لم ينكر وجوده ولم يشكك في وجوده مرة واحدة ، ويقدمه على أنه موجود وحقيقة ، و لكنه شكك في الفضيلة والخير مرات عديدة . هو يوجّه اسلحته الى عالم الخير وليس الى عالم الشر ، وهذا كافي لتقييم فكر الرجل المستمد اصلا من الالحاد الغربي الذي يمجد الشياطين على الملائكة .
من يقدم مثل هذا أليس حقاً أن يسمى – مفكر الشر ومبشر الظلم والعداوة - ؟ وهذا تناقض عجيب : يمجد الشر ويدعو الناس للوئام والمحبة !! قد قال نيتشه والملحدين وغيره من المفكرين الملحدين مثل هذا . أليس في ذلك صلة بينهم و تشابه ؟ فقد قدموا الشر على أنه هو الحقيقة الوحيدة التي يجب أن يخضع الجميع لها ولا يختبئوا وراء الكلمات الخيّرة ، الإلحاد تمجيد للشر وإلغاء لفكرة الخير . هذا هو من حيث الفكر دون الدخول في الأشخاص ، فليس كل ملحد ملحد بالمعنى الحقيقي .
اقتباس:* إننا دائمًا نحن الوحدة القياسية للآلهة والمذاهب والناس وكلِّ الأشياء. إن كلَّ شيء يجب أن يُفسَّر بنا. حتى الآخرون الذين هم مثلنا، يجب أن يُفسَّروا بنا – وإلا فهم خونة ضالون.
اين العقل ومعيار الاخلاق اذا ؟ هذا يقع من المؤمن والملحد أيضا إلا ما قل . الملحد أيضا لديه أيديولوجية ومصالح .
اقتباس:*
إن الخلاف بين الشعوب والأفراد ليس على المذهب والتفكير، ولكن على الكينونة والإرادة.
اذا كانت الكينونة والارادة هي كل شيء ، فلماذا التمسك بالافكار والمناهج والاديان ؟ لماذا لا يتجهون مباشرة بموجب دوافعهم البعيدة اصلا كما يقول عن هذه الافكار ؟ هو يصور البشر كأنهم يضعون المظلات على رؤوسهم دون وجود مطر ولا شمس ! هذا ادعاء واسع ويحتاج الى اثبات في انه لا يوجد اي صلة بما يقولوه . وهل هو له صلة بما يقول أم انه مثل بقية البشر يضع المظلة على راسه بدون حاجة ؟
هذا تعميم يحاول من خلاله أن يثبت أن لا أحد يهتم بالتفكير ولا بالقيم ، بل الجميع منصبون على المصالح ويقيسون الحقائق والفضائل من خلالها والجميع منافق مع الأفكار والأخلاق فلو كان الأمر كذلك , لأمّحت الأخلاق والفضائل والإيمان تدريجيا , لأن الأصل هو الذي يثبت في الأخير مادام الأصل هو المصالح كما يرى . وهذا كلام منطقي , لكن لم تمحي الفضائل نهائيا وبقي من يهتم بالحقائق والأخلاق والإيمان وينادي بها , وهذا سبب عدم فناؤهم في بحر المصالح .ولهذا أرسلت الأنبياء تترى, كل ما أندرست هذه القيم جاء أحد يجددها .
اقتباس:*
إن ما يصنعه الإنسان هو أعظم من الإنسان. إن أفكاره ومُثُله وعقائده هي دائمًا، وفي التاريخ كلِّه، أطيب وأنظف وأذكى منه – مع أنه خالقها.
كيف تكون أزكى منه وهو الذي خلقها ؟ فاقد الشيء لا يعطيه , هذا يدل على أصلها السماوي وليست من إختراع البشر , لأن البشر يشوهونها ولا يزكونها .. يشوهونها تدريجيا إلا قلة منهم .
اقتباس:*
كم هو غير منطقي أن يكون المخلوق أعظم من الخالق، ثم لا يستطيع هذا المخلوق الكبير أن يغيِّر خالقه الصغير!
إذا كانت المسلمة خاطئة فالنتائج خاطئة وغير منطقية ولا مفهومة ولا متوازنة. لدى الملحد مسلمة بأن كل الأديان والأخلاق من صنع البشر لهذا يقف مندهشا كيف يصنع الصغير الكبير وكيف تصنع حقارة المادة والمصالح شرف الفضيلة والإيمان لكن من لا يؤمن بهذه المسلمة لا يصاب بهذه الدهشة وعدم الفهم.
اقتباس:*
ما أعظم أن يصنع الإنسان نفسَه بالأسلوب الذي يصنع به حضارتَه وأدواتِها!
هل استطاع أن يصنع ذلك ؟ هل نجاحه مع المادة يشبه نجاحه مع نفسه ؟ وكيف يكون ما انتجه أروع منه ؟ وهل حصل ذلك فعلا؟
اقتباس:*
لقد كانت عبقرية الإنسان أن يخلق الأشياء على نموذج نقائصه، لا أن يخلق نفسه على نموذج نظرية مثالية ليصبح بلا نقائص، ليصبح شيئًا فوق نفسه.
الكاتب يحاول الهبوط بالإنسان إلى مستوى المادة لكن الإنسان يرفض ذلك لأنه ببساطة لأنه يتكون من مادة وروج فهو محتاج للمادة والحضارة لكن ليست هي كل شيء لهذا الملحد المتأمل كهذا الكاتب يعاني من عدم فهم الإنسان ويصرخ بهم ألا تفهمون أنكم مادة فقط لماذا تتعلقون بالقيم والأديان لماذا لا تنصبون بكاملكم على المتعة المادية لماذا تضيعون وقتكم بالعبادة وتضيعون فرصكم لأجل الأخلاق والقيم وهكذا يقضي الملحد حياته في عدم الفهم والإستغراب, لأنه ينطلق من مسلمات خاطئة لا يريد أن يتزحزح عنها .ثم كيف عرف الإنسان نقائصه ؟ وجود النقص يدل على وجود الكمال , بما أن الإنسان لا يملك هذا الكمال ولا يمكن أن يملكه يوم من الأيام إذا يوجد من هو مطلق الكمال , وهذا ما استنتجه الفيلسوف ديكارت للدلالة المنطقية على وجود الله .
اقتباس:* ما أعظم الفرق وما أطول المسافة بين أخلاق البشر النظرية وأخلاقهم السلوكية والنفسية!
هو الآن يحارب المثالية , ويريد من البشر أن يكونوا على أخلاقهم النفسية والواقعية ويبتعدوا عن المثالية , لماذا يلح على هذا الطلب المتكرر ولماذا يكره المثالية الأخلاقية , لست أدري ؟ مع أنه يعرف أن يكون لك أهداف خير من أن لا يكون لك أهداف حتى لو لم تستطع الوصول إليها , هذا بلغة المادة والتجارة والتعليم وبناء مستقبل الشاب التي يفهمها الشخص المادي , إذا لماذا لا يكون له نموذج وأهداف في أخلاقه حتى لو لم يصل إليه , أليس هذا من الطموح وهو ليس ضد الطموح طبعا إلا في المجال الأخلاقي وهذا شيء غريب , أن تحارب القيم والمثاليات بهذا الشكل بسبب أنه لم يصل إليها أحد بالكامل . تكفي نية الخير إذا تأكدت ورغبة الكمال هي بحد ذاتها كافية . حتى بدون الوصول للكمال . بل هي الكمال من وجهة نظري . ولا أحد يصل للكمال لا ماديا ولا معنويا , إذا تبقى النيات الصادقة هي ما يمثل الكمال البشري .حتى بدون الكمال العملي . لأنه مستحيل .
يتبع ..