مع احترامي لرأيك، فقولك ليس للمنطقة أهمية استراتيجية غريب نوعاً ما، نحن لا نتحدث عن علاقات بين دول لنتحدث عن أهمية استراتيجية.

أولاً: يهم السلطة تصوير أي إخلال بالأمن من قبل "المندسين" فلماذا لا تصورهم بل تضخم أعمالهم كما جرت العادة في بقية المناطق؟
ثانياً: لماذا لا تضبط البلد، فهي أي الدولة والنظام المسؤولة عن أمن البلد، فلا يوجد طرفان، للآن في البلد طرف منظم وحاكم واحد، وكل الحق يوضع عليه، وكل المسؤولية عليه. يوجد في كل العالم مجرمين، فلا يتوجب على غير الدولة حفظ الأمن. بل لا يجب أن تكون مسؤولية غيرها. فلماذا تهمل دولة أمنية عنيفة كسوريا تلك المسألة في بعض المناطق (هذا إن سلمنا أن لا يد لها بما يحدث، أو أنها لا تترك الأمر يستفحل لغاية لها)
ثالثاً: جرت العادة لدى النظام أن يقوم يتضخيم هكذا عمليات وإظهارها للعالم، فلماذا الآن توقفت في هذه المناطق بالذات؟ وأنا لا أشكك بما يحدث بحمص، بل يحدث الكثير، وحمص أضحت بؤرة الثورة السورية بشراسة وقوة.

ما أستخلصه هو التالي:
في حمص تحدث الكثير من الانشقاقات، والحرب الفعلية بين النظام وبين المنشقين، وفيها الكثير من الشبيحة، وليس من مصلحة النظام أن يعرف أهالي الشبيحة وذويهم أنها منطقة يقتل بها بكثرة من يأتي إليها من شبيحتهم. لذا تقوم بالتستر على أغلب ما يحدث فيها منعاً لإضعاف معنويات الشباب الذي يجنده النظام طائفياً.
ومن الممكن أن يقوم البعض بالخطف والقتل على الهوية اعتقاداً منهم أن ذلك سيضعف همة الآخرين، وعلى فكرة هذه استراتيجية النظام الحاكم، فهي تقتل وتنكل بأهالي المطلوبين أملاً بتربيتهم بهذه الطريقة. اي أن تخيف الناس فلا يعودوا يتظاهرون أو يتمردون. وهذا ما قد يفعله بعض الثوار بالانتقام الجماعي لإيصال رسالة.
هذا طبعاً فظيع ومؤلم، ولكنه نتيجة حرب أعلنها النظام بحمص.
فحمص لم تستفق بليلة لتكون طائفية، فمن أيقظ تلك الطائفية وتلك الانتقامات هو من بدأ بها. ومن هو مسؤول عن أمن البلاد، والأمن بالطبع لا يكون فقط بالعقاب، بل بدراسة الوضع وإرساء الأمن بكل السبل بما فيها السياسية. بينما النظام لم يعد يتعامل إلا بالشكل الأمني والخبيث بما فيه مع أبناء شعبه، ويتعامل مع هذا الشعب وكأنه شعب محتل. يتوجب قمعه وتركيعه.
لذا يجب على الفعاليات المدنية من كل الأطراف اليوم التباحث والالتقاء لسوريا الغد، فالنظام فشل فشلاً ذريعاً وسقط، وهو يعمل فقط لبقائه، وليستمر أطول فترة ممكنة وهو لن يستمر.
والمطلوب أن تستمر سوريا .. فسوريا هي الأهم الآن. لأن النظام بحكم المنتهي، وذلك يبدو بطريقة تعامله مع كل المناطق (غير الاستراتيجية لديه) بما فيها مناطق العلويين وجل مناطق سوريا.
فعلى السوريين اليوم الاتحاد والنقاش للخروج من المأزق الحالي وكأن النظام غير موجود، لأنه أعلن فشله التام في حماية الوطن والمواطن.

تحياتي