البعض اليساري لديه شلل فكري أمام كل شيء أمريكي، بحيث يمكنه أن يضحي بشعوب العالم كله من أجل فكرته المعادية بشكل عضوي لأمريكا.
أنتم بصراحة تجعلوننا نحب أمريكا. لأنكم أعداء الشعوب من أجل الأيدولوجيا. ربما تكون أمريكا ضد الشعوب، ولكنها ملائكة أمامكم.
ستجعلون الشعوب تحب الشيطان أمام تهاونكم مع الجلاد من أجل الوقوف والممانعة ضد أمريكا.
يا أخي الناس صارت كل ما تقولوا أمريكا تحبها أكثر. فأنتم بذلك شركاء مع أمريكا بالقضاء على مقاومة الشعوب. وبالنهاية الشعوب التي تقرر، لا أنتم .. فثرثروا كا تريدون... والشعوب ستنتصر، وإن كان بغير ما تريدون.
والمشكلة ليست بتاتاً كما يذهب البعض بإسلامية أو وجود تيار إسلامي بحركة الشعب السوري، فالنظام السوري يتعامل ببساطة مع حماس وهي أخوان فلسطين، وحزب الله أكثر سلفية ووهابية وتعصباً من الأخوان، فالأخوان صارت حركات وطنية إسلامية بأغلبها، بينما حزب الله ديني متعصب شيعي لطمي وعميل بجدارة لإيران.
المشكلة فقط بأن البعض يحب النظام السوري حباً جماً إما لكره ساذج لأمريكا، أو لسبب طائفي لأنه لا يريد إلا حكم علوي، وغير ذلك يسبب له حساسية. أو عمى أيدولوجي (على فكرة تحدث عنه ماركس قبلاً في نقضه للأيدولوجيا).

أما ما يحدث اليوم بسوريا فهو ثورة، وليست تناقضات بين معارضات، فالمجلس الوطني ليس حزباً كما يدعي المدعو هيثم مناع .. إنما هو تجمع وإئتلاف ثوري يتعامل بحسب نبض الشارع، بينما هيئة التنسيق لا تمثل إلا نفسها ولا تستطيع إخراج مظاهرة تؤيدها بمزرعة واحدة. فأستغرب الحديث عن انقسام بالمعارضة.
هيئة التنسيق فيها رجال معارضة ربما، ولكن ليس هذا السؤال، نحن أمام ثورة، فليعارض هؤلاء كما يريدون ولكن لا يجب عليهم الإدعاء أبداً أنهم يمثلون أحداً في الثورة أو الشارع، فالشارع أعطى صوته للمجلس الوطني فقط لا غير.

وخالص تحياتي الفكرية الحرة.