شاهر جوهر
عضو مشارك
 
المشاركات: 13
الانضمام: Nov 2010
|
ماذا لو لم توافق سوريا على المبادرة العربية..؟
ماذا لو لم توافق سوريا على المبادرة العربية..؟
شاهر جوهر | باحث من سوريا
يخطئ من يعتقد أن النظام في سوريا هو هين كفاية حتى يتم تغييره بسهولة , كما يخطئ كثيرون سواء في الداخل أو في الخارج إن ظنوا أن الورقة العربية الأخيرة ستعري بشار الأسد ورجالات حكمه أمام مرأى الرأي العام العالمي , هذا الأخير الواقف مشدود الأعصاب ومترقب بحذر لما يجري على الساحة السورية .
توقع كثر من مراقبين ومحللين دوليين أن الرد السوري على المبادرة العربية سيكون سلبياً , أو هو في أدنى حدوده سيكون مشروطاً , إذ تقتضي شروط المبادرة الى سحب الجيش وقوى الأمن المتمركزة في المدن السورية , والتهيئة لحوار وطني مع المعارضة تستضيفه القاهرة , فظلاً عن السماح بدخول الإعلام الأجنبي الى المدن السورية مع حرية كاملة في التنقل .
لو ألقينا نظرة سريعة على تلك الشروط كلاً منها على حدا لوجدنا أن النظام قد قدم تبريرات مسبقة لرفضها , فالنظام السوري متمسك حتى هذه اللحظة بنظرية " الجماعات المسلحة " وأنها تهدد أمن السوريين والتي راح ضحيتها المئات من العسكريين ومن المواطنين وأنه يرفض القول القائل بأن ما يجري هو " ثورة " حتى الآن على الأقل , فما يحكم سوريا اليوم هو عنف الجماعات المسلحة , بالتالي فالجيش هو ضامن لأمن المواطنين وليس مهدد حقيقي لهم ..
وفيما يتعلق بالحوار فقد كررت سوريا في الأيام الأخيرة أنها دولة ذات سيادة وأنها ترفض أي حوار خارج التراب السوري , لأن الذي يحدث هو شأن داخلي , كما لطالما شن الإعلام السوري هجمات على الإعلام الأجنبي واتهامه بالتضليل والتشويه للحقائق تماشياً مع مخطط غربي يستهدف تفتيت سوريا وإسقاط نظام لطالما عرف بممانعته للغرب.
من هذه المسلمات جاء الرد السوري مفاجئاً للجميع , لكن قراءة دقيقة لمواقف أطراف "الأزمة" نجد أن الموافقة السورية جاءت مستهدفة أمرين , الأول وهو للالتفاف على المجلس الوطني السوري المعارض , والذي يعاني انشقاقات وخلافات في الآراء منذ بدء تشكيله . فقد ردد منذ مدة الكثير من رجالات المجلس أنه " لا حوار مع قتلة الشعب السوري " , وتجسد ذلك بتسمية " جمعة ألا حوار " والتي خرج لأجلها المئات من السوريين في الداخل , وبهذه الطريقة تكون الحكومة قد برئت ذمتها من كونها جادة في الإصلاح والحوار بالتالي جعل المجلس الوطني عرضة للنقد وأنه هو المسبب " للأزمة " في الداخل .
وأما الاستهداف الثاني فهو موجه للطرف العربي حيث وعت الحكومة رغبتها بعدم التخلي عن الشعرة التي تربطها بالدول العربية , ومنها وبصورة غير مباشرة عدم خسارة كلاً من روسيا والصين الضامنان الوحيدان لسوريا في مجلس الأمن اليوم .
لو جاء الرد السوري بالرفض لقابله غضب عربي عارم وأقل الاحتمالات في تلك اللحظة سيكون بتجميد عضوية سورية في الجامعة العربية , هذا الأمر الذي قد تستغله الدول المستفيدة من سقوط بشار الأسد وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وذلك عبر الضغط مجتمعة على كلاً من روسيا والصين لتغيير موقفهما حيال الموقف من الحكومة السورية وأخيراً استصدار قرار أممي ملزم بتنحي بشار الأسد , و من ثم من يدري لربما يصل تطور القضية إلى حد اعتراف بعض الدول العربية بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري على غرار ما حصل في ليبيا ..
لكن السؤال الأهم الآن : ما المطلوب الآن من الحكومة و المعارضة السورية ..؟
أجد أن تطور الأوضاع في سوريا ومقارنةً مع غيرها من دول عربية شهدت أحداث متشابهة , أجدني أميل للتهدئة في الوقت الراهن حتى نتبين ما ستشهده المهلة العربية الأخيرة وما سيفضي إليه تطبيق المبادرة العربية , خصوصاً وأن كثر استقبلوا موافقة سورية بتشاؤم مفرط .
والله ولي التوفيق
|
|
11-12-2011, 12:36 PM |
|