استغرب موقفك يإبن بلدي
(12-01-2011, 08:38 AM)الطرطوسي كتب: الشبيحة تعريفا:
فلان الأسد في القرداحة أو اللاذقية ليس له منصب رسمي أو له منصب و لكنه ليس مهما يجمع حوله مجموعة من الرجال. عددهم يتراوح حسب أهميته من بضعة أشخاص إلى عشرات الأشخاص.
هؤلاء الأشخاص مأجورون فهو يدفع لهم رواتب و بحكم التركيب الديمغرافي للمنطقة فغالبيتهم من العلويين دون أن ينفي ذلك وجود بعض الاستثناءات.
فلان الأسد يستخدم شبيحته فيما يلي:
1- في فرض سطوته و هيبته في المنطقة.
2- في الحراسة
3- في أعمال التهريب
إلخ
إذن الشبيحة تطلق على أشخاص من آل الأسد و على أزلامهم حصرا.
برزت ظاهرة التشبيح بشكل أساسي في النصف الثاني من الثمانينات و حتى عام 1992 و في هذه الفترة "استفشر" الشبيحة بكل معنى الكلمة.
فكانوا يفرضون أتاوات على الناس و كانوا يأخذون سيارتك إذا أعجبتهم و كان فلان من آل الأسد يدخل الجامعة بسيارته المجردة من النمر و يقدم الامتحان و الكتب أمامه و فوق رأسه أستاذ يدله على الأجوبة و شبيحته تنتظره خارج القاعة إذا كان كتير مؤدب و ما فوتن معو و غير ذلك من التصرفات " الاستفشارية"
اشتغل الشبيحة بالتهريب و أصبحت القرداحة مركزا رئيسيا للبضائع المهربة.
أحد كبار الشبيحة و هو فواز الأسد أو هو أكبرهم على الإطلاق كان محاميا و بالطبع لم يخسر أي قضية في حياته و كان شبيحته يحصلون ما يريده زبونه و كانت "اتعابه" بنسب خاصة بالطبع.
كانت القوى الأمنية في اللاذقية لا تجرؤ على الاصطدام بهم و كان من الواضح أنهم ماداموا يستخدمون اسم الأسد فلن يستطيع إيقافهم إلا "أسد" اكبر منهم
و هذا ما حصل عام 1992 عندما قامت قوات حرس جمهوري قادمة من دمشق بقيادة باسل الأسد بضرب الشبيحة في عقر دارهم و إنهاء ظاهرة التشبيح.
الحقيقة أنها لم تنته بشكل كامل و لكنها بالمقارنة مع ما كانت فقد أصبحت لا تذكر.
بعض الشبيحة تحولوا إلى " رجال أعمال" جيث استخدموا الثروة الهائلة التي جمعوها أيام الاستفشار.
ظلت ظاهرة التشبيح تطل برأسها بين الحين و الآخر و لكنها تقمع باستمرار مثل السطو على مكتب الهرم و بعض حركات قام بها "بشار الصغير" و انتهت به في السجن.
من حوالي عشر سنوات قام شبيحة أيضا باحتلال كراجات بانياس وفرض اتاوات على السرافيس و كانت النتيجة أن هجم عليهم سائقوا السرافيس و أوسعوهم ضربا و طردوهم من الكراجات
….
الشبيحة هم حصرا من آل الأسد و نطاق عملهم هو مثلث القرداحة جبلة اللاذقية مع بعض محاولات بائسة لمد عملهم إلى بانياس و طرطوس تنتهي بالفشل و أحيانهم بضربهم و طردهم بشكل مذل.
أنت لا تريد أن تقر بأن النظام طائفي، اوكيه، لن نعود لحواراتنا السابقة.
و لكن من كلامك أعلاه استنتج أن النظام عائلي، يعطي ميزات للأقرباء لكي يفلحوا و يزرعوا و يسودوا فسادا بالأرض و لكي يتصلطوا على أرقاب البشر.
و ها أنت تقر كيف أصبحوا رجال أعمال يمسكون بقوت المواطن بفضل ما سلبوه من ثروات بطرق غير شرعية
و حتى أنهم يفرضون سلطتهم القضائية و لا يخسروا أي دعوة.
فواز الأسد لم يكن فقط محامي، لا اعتقد انك تجهل شركة الساحل التي تصلبطت على اقتصاد و أعمال جمارك و مرفأ اللاذقية، فضلا عن كل ممارسات فواز الأسد من التهريب إلى الشرمطة و أزلال كل سكان المدينة.
هؤلاء الذين تتحدث عنهم، هم النظام. و النظام لا يقف على أرجله بدون شبيحته الذين عرفتهم بالماضي، و الذين أوكلت إليهم مهمة جديدة اليوم، ليس شهامة منك اليوم أن تتجاهلها.
استغرب منك يإبن بلدي، أنت و كل من يعتبر نفسه متضرر من هؤلاء، كيف يقبل على نفسه أن يؤيد هكذا نظام يطلق أزلامه ليعوثوا فسدا بالأرض.
لن اقول عنه، بمجرى هذا الحديث أنه طائفي، حتى لا اجرح شعورك و شعور طائفة من طوائف البلد، و لكن اقل ما يقال عنه انه نظام عائلي و مافيوزي بامتياز
ما تذكره عن محالة باسل الأسد "الإعلامية" للجم هؤلاء، ليست سوى دعاية للقول: هه، نحنا ضد التشبيح، بس يا حيف