تتسع عيناي ذهولا وانا اتابع شفتي مايفترض انه مثقف مصري يتحدث -وابتسامه واسعة تعلو محياه - عن الاخوان و الديموقراطية وضرورة تقبل الاسلاميين كاحد مكونات الطيف السياسي المصري ، وانهم تعرضوا للتهميش طويلا في العصر السابق ، وعن اضطهادهم، وتنظيمهم، وخدماتهم للمجتمع ، وانهم غيروا افكارهم ليكونوا اكثر سلمية ، وانهم متعلمون والي اخره من بروباجندا من الواضح ان احدهم قد غسل دماغه بها.
والحقيقة انني توقعت بعد هذه المحاضرة ان يدعوني لشرب نخب انتصار الاخوان، فتمتلا القاعة بالذقون التي تمتزج بكؤوس النبيذ ويصيح صائح "نخب الانتصار" فيشرب الجميع - اخوانا وليبراليين- النخب ، واستكمالا للمشهد السريالي يحضر عبد الناصر وحافظ الاسد كضيوف شرف ويومئون برؤوسهم برضا وهم يرفعون كؤوسهم تجاه المرشد الذي يكون مشغولا بانشاد اغنية "طز في مصر" التي يحاول تلحينها له سيد دورويش بينما يكون يوسف شاهين منهمكاً في التفكير لفيلم يروي السيرة الذاتية لحسن البنا.
اي خبال هذا يا رجل!
من الطبيعي ان يكون لنا مشاعر تجاه وصول حركة فاشية للسلطة ، فهكذا تفعل المجتمعات الصحية ! ومن الطبيعي ان تكون هذه المشاعر هي مشاعر سلبية اما الخوف او اللامبلاة الممزوجة باحتقار او العدائية بحسب المتلقي ، اما ان تكون هذه المشاعر هي الفرحة والتهنئة فهو امر غريب حقا ويجعلني اشعر بان احدهم يعاتب الشاه علي عدم رغبتها في الرقص مع الذئب ، دعونا نخاف علي الاقل يا جماعة!
مشكلة المصريين هو ان ذاكرتهم ضعيفة ، لماذا لم يتحدث احد عن اغتيال الخازندار اومحاولات الاغتيال العديدة التي لوثت ايديهم بها ؟ كيف تظنون انهم سينسون هذه الممارسات وهم تربية ذلك الجيل ؟
ماهي سبناريوهاتكم لما سيحدث؟
شخصيا اعتقد انهم سيستغلون الاعلام والمناهج الدراسية لعمل غسيل دماغ وبروباجندا للشعب ، واذا فشلوا في تحسين الامور (او تفادي انهيارها) فالحجة جاهزة الا وهي مؤامرة الغرب واليهود.
مخطئ من يظن ان الامور ستستقر او ان التغيير لن يكون جوهريا ، فمثال غزة حاضر في الذهن ، والافكار التي تروج في النقابات النوادي التي كسبوا فيها الانتخابات ترجح انهم سيتحركون ايديولوجيا لعمل تغيير عميق في الدولة .