(12-02-2011, 01:37 AM)لواء الدعوة كتب:  

هذه العقلية الإستبدادية في مواجهة الطرف الآخر هي نفس العقلية الإستبدادية السلفية في مصر ، فهذين الأطراف المتناقضة تسير بجانب بعضهما البعض حذو الحذة بالحذة والقذة بالقذة دون تفريق أو إختلاف .

تقبل الإسلاميين وخصوصاً الإخوان في خارطة العمل السياسي العربي الذي بقو بعيدين عنه طوال عقود من الزمن أصبح أمراً واقعاً لا مفر منه ، وتأقلم معه العالم الغربي ورسموا كيفية التعامل مع الإسلاميين في المرحلة المستقبلية ، فالإسلاميين ليسوا حمقى ولا مغفلين وليسوا من المريخ أو من خارج مجرة درب التبانة ، هم أبناء هذه المنطقة وروادها ورجالها ، ولديهم الإخلاص والوطنية الكافية للنهوض بهذه الأمة ، والحل لا يكون بطريقة ساويرس التي تطالب بالتدخل الخارجي أو بطريقة عبد الناصر التي تجعل من الإستبداد والإقصاء وسيلة لمهاجمة الأفكار ومواجهتها ، بل يكون من خلال تقبل الآخر والتفاعل معه ، والوصول معه لنقاط مشتركة ، ومحاولة وضع تصور مشترك للدولة وعلاقة الدين بالنظام والمؤسسة والسياسة ، دون أن يؤثر ذلك على قيم الحرية والعدالة والمساواة .

إن النظر لتجربة الإخوان المسلمين هي نظرة لتجربة إنسانية من الطراز الأول ، فبعد حروب ومؤامرات ضد الجماعة وتنكيل وإقصاء وحملات من الإعتقالات الممنهجة وسلسلة من الإعدامات والإغتيالات ضد رموزها وبعد عشرات السنوات من الحظر ، تنجح الجماعة وتوجد لنفسها مكانة رفيعة ومميزة في الخارطة المصرية ، وأصبحت رقماً صعباً جداً يحسب له الجميع ألف حساب .

إن ما قدمته جماعة الإخوان المسلمين في سبيل مواجهة هذه الأنظمة الفاسدة والمستبدة من رجالات وعلماء وقادة في السجون والقبور يساوي تضحيات جميع الأحزاب والتيارات المصرية ويزيد ، بل إني " أزعم " ولا أزكي على الله أحدا بأن عدد معتقلي جماعة الإخوان في فترة من فترات حكم عبد الناصر أو السادات او حسني مبارك يساوي عدد معتقلي جميع الأحزاب الفكرية والسياسية في مصر منذ العهد الملكي وإلى الآن ، فكيف تتجرأون على الدعوة لحظر وإقصاء وعدم تقبل جماعة بهذا الحجم وهذا التاريخ ؟

والمضحك هو إعادة إجترار ماضي مؤلم وصفحة من صفحات الجماعة تتمثل في إغتيال " الخزندار " و " النقراشي " وهما الحالات الوحيدة والتي نفذها وأقدم عليها بعض رجالات التنظيم الخاص بشكل فردي ، ويتناسون بأن جميع الأحزاب المصرية في ذلك الوقت نفذت حملات إغتيال وتصفية ضد بعضها البعض ، وأن تلك الفترة كانت جميع الأحزاب لديها تنظيمات خاصة وكانت متوغلة في الجيش ولديها أتباع ومناصرين ، ولم يكن يقتصر الأمر على الإخوان وحدهم والذين ما شكلوا التنظيم الخاص إلا لمواجهة الإحتلال البريطاني لقناة السويس والإحتلال الصهيوني لفلسطين .