أنا أعطيك رأيي فقط في الموضوع:
قال المتنبي:
تنازع الناس حتى لا اتفاق بينهم :: إلا في الشذب وكل الخلف في الشذب
فقيل تبقى نفس المرء خالدة :: وقيل تشمل جسم المرء في العطب
ومن تفكر في الدنيا ومهجته :: أقامه الفكر بين العجز والتعب
وقال ابن سينا في وصف الروح:
نزلت إليك من المكان الأرفع :: ورقاء ذات ترفع وتمنع
محجوبة عن كل مقلة عارف :: وهي التي سفرت ولم تتبرقع
نزلت على كره إليك لكنها :: تخشى فراقك فهي ذات تمنع.

والغريب أن الفكر اللاهوتي العربي لم يوَّجه السؤال للفرق ما بين النفس والروح, حيث لا توجد براهنين مادية لكلاهما, مع أن قدماء المصريين والصينيين كانت لديهم تفرقة واضحة.
فالإنسان الاعتيادي يتألف من:
1) الجسم المادي: الآلية الكهروكيميائية التي يقوم بها بعمله في الحياة.
2) العقل : (لا نعني هنا الدماغ المادي) آلية التفكير, من إغداق الروح اللانهائي, وعقل الإنسان حسب ما قيل لنا هو نوع من العقول المحدودة بالزمان والمكان, إي أن عقل الإنسان لا يمكنه مثلاً أن يتصور الأبدية واللانهائية.
3) الروح: شعلة من الله تعالى, الآب الشامل, تـُغدَق لتسكن في عقل كل إنسان اعتيادي قادر على اتخاذ قرار إرادي, وتختبر خبرة حيوة هذا الإنسان التي تكون مختلفة عن إي إنسان آخر.
4) الشخصية: كذلك من إغداق الآب الشامل على كل بشري واعياً للذات. لذلك الشخصية تـُغدق قبل الروح على الإنسان. كل شخصية هي فريدة من نوعها, وهي آداة التعرف على صاحبها. يجب أن لا تخلط ما بين الشخصية والذاتية أو الهوية.
5) النفس: وهي العلاقة الدائمة التغير ما بين الشخصية والروح. الشخصية لا تتغير, والروح كمالي في الإنسان لا تنقصه إلا الخبرة, لكن العلاقة بينهما دائمة التغير وإذا توقف هذا التغير في أي إنسان فذلك يعني توقف ذلك الإنسان عن الوجود.

بالمقارنة, العقل هو سفينتك, والروح هو قائد الدفة, والإرادة الإنسانية هي كابتن السفينة.

من هنا استنتج بأن لا حياة للنفس قبل الولادة, ولذلك النفس هي العنصر المتخلف للجسم المادي بعد الموت مع الشخصية, ربما اتحدت مع الروح المرافق ولكن هذا موضوع آخر.