عزيزي السيد مهدي،

أنا يسعني ما وسع أمير المؤمنين علي عليه السلام، وهو قد وسعه الصلح فيسعني، ولو أدرك يزيد لما وسعه إلا الثورة كما ثار فلذة كبده الحسين، فهما نوران من نفس المشكاة ونحن لهما تبع، نصالح إذا صالحا، ونثور إذ ثارا، سلمهم سلمنا، وحربهم حربنا.

وحين صالح علي على من سبقوه بالحكم، كان شرطه "لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين" ليت شعري أي شهادة شهدت أبا الحسن بأبي أنت وأمي يا وليي بعد رسول الله.
وحين ثار الحسين، إنما ثار لانتقاض "سلامة أمور المسلمين"

بعد ذلك عزيزي، خلاف أصولي عميق، أنتم فيه مضطربون أيما اضطراب، مناهج أصولكم تجعل التحسين والتقبيح عقليان كالمعتزلة، على أن صحيح النقل والعقل لا يعترضان، ثم تبالغون في نفي العقل لصالح امتداد للنص يطول بعد رسول الله على حياة أحد عشر إماما من آل بيته.

لكن كل ذلك ليس موضوعنا، الخلافة بعد رسول الله ثلاثون، علي شهد من قبل وصالح لسلامة أمور المسلمين وهو ما يعنينا، وقد كان ناصحا أمينا لمن سبقه، وذب عن عثمان القتل حتى غلب عليه حين تسوّر الثوار، ثم تولى هو وقتل غدرا، وتولى ولده وصالح لأمر رآه.

---

الخلافة التي هي للنوع البشري، هي أعمّ أن تكون لفرد يا سيد مهدي، الخلافة التي هي لآدم هي لجميع ولده، وتستلزم العدل والإحسان، وهذا يستلزم المسطرة لذلك.


خلافنا مع العلماني هو في المسطرة، وليس في العدل والإحسان، وليس خلافنا معه في الشخص الذي يحمل المسطرة.

العلماني يرى أن المسطرة للعدل والإحسان هو الرأي، هو العقل وحده، وليس النص بملزم لأحد، لأن لا أحد نصه أولى من أحد، والإله نفسه لا نعلم أهو موجود أم هو فكرة، أم هو هوى القدماء.