مين قال هالحكي؟

أنت لا تريد أن تسمع لبراهين غير براهين مجرمين تمرسوا بالإجرام، فماذا نصنع معك غير المباهلة.

أما حقيقتي فهي فوق ما تعرف، لو تعرف حقيقتي لسعيت إلي ولو على الثلج حبوا، ولطلبت ودي بكل غال ونفيس، يكفي أنني أنصر المستضعفين وأنت تنصر الجبارين، فانظر أين موضعي الرفيع وأين موضع من تنصرهم الوضيع. وقد تلطخت بنجس ممن نصرتهم، فطال لسانك، وقصر سنانك، وصرت تستطيل على كرام الناس بشتائم تؤذيك ولا تؤذيهم.

أما السلف، فنحن السلف، وأنتم الخلف، وما نضعه لكم تسيرون عليه بكل سعادة. ورأيتك قد افتتحت بذكر الله فأردنا أن نرد عليك ضمن ما طرحت.

أما السياسة، فما أجهلك بأمر بعث الله فيه الأنبياء، وجعله أشرف فرائضه، أما تعصبي لرأيي فأنا متعصب لدماء الأبرياء دوما، وأما الرقاب التي تضيع فنظامك الباغي المجرم هو المسؤول عنها، سواء من سقط منهم على يده أم على يد غيره، وحتى إطالة لسانك على شخصي الكريم على بشار كفل من هذه الخطيئة، أنت وصاحبك رحمة. لأنكما إنما استطلتما بسيفه، ولو كسر لانقمعتم صامتين صمتا مبينا.

جاءك في نفسك موعظة يا فارس فاتعظ وتب في هذا اليوم العظيم، هذا يوم يقبل الله التوبة على عباده، ويقبل منهم الشهداء، ويرفع أناسا ويضع غيرهم، فاتق الله عز وجل وتب إليه، واخلع عنك عبادة الطواغيت والمجرمين وسفكة دماء الناس، وقد عرفناك فلا تجهلن نفسك علينا، وقد تبعنا أرشيفك منذ مطلعه فأنت تعرف من أنت، ونحن أيضا نعرف من أنت، فإن كنت فردا فاكسب نفسك ولا توبقها فالموعد قريب، وإن كنت أفرادا فإن الله فوقنا وفوقكم، وناظر ما نحن عاملين، فاتقوه ولا تخزوا أنفسكم بالانحياز إلى الظالمين وقد حرم الله عليكم الركون إليهم وليس الإنحياز فحسب، وحرم الظلم على نفسه، وجعله أبغض شيء إلى نفسه.

اتق الله يا فارس..

ولو رأيت أن المباهلة لا تنفع بيننا فكيف دخلت فيها؟ أم أن هناك شيئا قد كسر في نفسك وبدأت بلمه؟