![[صورة: creation.jpg]](http://4.bp.blogspot.com/-ghalRFl3TNE/TvFfVpcu1QI/AAAAAAAAAQ8/8-yLuDFdr2c/s400/creation.jpg)
الله يخلق نجما
المعجزة : هي أي حدث غير متوقع يعزى إلى تدخل إلهي أو في بعض الأحيان يعزى أيضاً (جزئياً) إلى قديس ما أو زعيم ديني. و المعجزة هي قطع واضح و شرخ يحدث لقوانين الطبيعة و يمكن القول أنها سلوك شاذ للطبيعة و ذلك لأنها تخرج عن المألوف عن النظام الطبيعي.
الله الإيجابي : هو الإله الذي يعاقب على الهفوات و الخطايا كما يكافئ على الحسنات و فعل الخير, كما أنه يهتم بالإنسان و يرعاه و يرسل له الوحي, غير أن أهم ما يميز هذا الإله أنه يستجيب للدعاء و يصنع المعجزات. و الله الإيجابي حين يقوم بمعجزة فهو يتسبب في أن تسلك الطبيعة سلوكا شاذا عن المألوف أو سلوكا فوضويا و غير محتمل في نفس الوقت.
الله السلبي : هو الإله الذي خلق الكون ثم تركه يسير وفق الخطة التي وضعها له منذ البداية فلا يتدخل في سيرورته أو يعدل من خطته الموضوعة سلفا أيا كانت الأسباب, و هو بهذة الطريقة لا يهتم بالإنسان و لا يهتم بأفعاله فلا يعاقب على السيئة منها و لا يكافئ على الجيدة منها و لا يرسل وحيا ولا يستجيب للدعاء و لا يصنع معجزات.
عن طريق هذة المعاني و التوصيفات يمكن القول دون خطأ كبير أن الله الإيجابي المطلق هو إله لا وجود له و ذلك للأسباب التالية :
1- الله الإيجابي المطلق هو الحاكم بما أراد فلا معقب لحكمه ، ولا راد لإرادته ، ولا مناقض لقضائه وقدره, و لكنه مع ذلك يستجيب للدعاء, فكيف يمكن أن يحدث ذلك ؟ إذا كان الله يتأثر بالدعاء فيغير من إرادته إذن فهو ليس الحاكم بما أراد بل بما يريد الداعي, و إذا كانت إرادته منذ البداية هي نفسها إرادة الداعي فلا داعي للدعاء إذن. و لنضرب مثلا :
إذا كان هناك أحد المؤمنين يدعو من أجل زيادة في راتبه في حين أن الله قد قدر له أن راتبه لن يزيد إذن فمهما دعا المؤمن فإنه لن يغير من قضاء الله و قدره, أما إذا كان الله قد قدر له زيادة في الراتب فلا فائدة إذن من الدعاء لأن الله كان قد قرر مسبقا.
الخلاصة هي إنه إذا كانت إرادة الله نافذة فهو لا يمكن أن يستجيب للدعاء و لكن لأن من صفات الله أنه يستجيب للدعاء (و لو أحيانا و لو بحسب حكمته) إذن فهناك تناقض بين تلك الصفة و بين علمه المسبق و إرادته النافذة.
2- الله الإيجابي المطلق هو صانع المعجزات فهو يقول للشيء كن فيكون و هو يامر القمر فينشق و يأمر الأرض فتتوقف حتى لو كان الأصل في السنن الكونية هو عدم حدوث هذا. لكن من الذي صنع و أبدع السنن و النواميس الكونية ؟ ألا يعتقد المؤمنين أن الله هو خالق النظام في الكون ؟ يعني حين يخرق الله السنن و النواميس الكونية لأي سبب كان, ألا يعتبر في تلك الحالة أنه صانع للفوضى ؟
يعني لو إفترضنا أن دوران القمر حول الأرض و تماسكه هو سنة كونية و نظام ثابت في المجموعة الشمسية, أفلا يعتبر إذن أن إنشقاق القمر و ثم إلتحامه ثانية هو سلوك شاذ و فوضوي للقمر ؟ و ألا يعتبر المتسبب في هذا السلوك الشاذ و الغريب هو شخص فوضوي ؟
إذن فالمعجزات (بفرض حدوثها) ليست دليلا على وجود الله بل هي دليل على أن الله متناقض أبدع النظام في بدء الخليقة ثم تفرغ بعد ذلك لإحداث الفوضى في نظامه كخدمة للمؤمنين و إنتصارا لنفسه على الكفار و الملحدين. طبعا قمة العبثية و التفاهة أن يكون الله صانع النظام و صانع الفوضى في نفس الوقت, صانع جمال الكون و جمال الطبيعة و قبح الأشكال و الأصوات أيضا, صانع الخير و صانع الشر أيضا. أي عبث و جنون ان يكون إله الخير المطلق و النظام المطلق و الجمال المطلق هو نفسه إله الشر المطلق و الفوضى المطلقة و القبح المطلق. إن صفة الإطلاق لا تقبل القسمة او النقصان أو الشراكة فلو كان خيرا مطلقا لما إحتوى على أي شر و لو كان نظاما مطلق لما إحتوى على أي فوضى و هكذا .. لكن الجمع بين المتناقضات في الإطلاق لهو قمة الجنان و المسخرة و هي سمة الإله الإيجابي المطلق.
في هذا السياق يبدو الله السلبي أكثر منطقية من الله الإيجابي فهو لا يجعل من نفسه مسخرة بمراقبته للبشر و الإهتمام بتفاهاتهم التي ربما لا يهتمون بها هم شخصيا أو يجعل من نفسه مخرب لنظام هو من صنعه أساسا أو يكون خاضع لرغبات البشر و همهماتهم التي يتلونها في صلواتهم. الله السلبي مترفع عن التفاهات و هو فكرة راقية تهدف لتفسير نشوء الكون, حتى لو قلنا أن من عيوبها أنها فكرة غير علمية و أن الله السلبي هو إله لا حاجة لنا به أو لرضاه.