{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 1 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ملحمة الرمى....!!!
زحل بن شمسين غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 575
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #7
Lightbulb  الرد على: ملحمة الرمى....!!!

كنتُ أرنو إليك يومَ التجَلِّي



الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد



لستُ أرثيكَ.. لا يَجوزُ الرِّثاءُ
كيفَ يُرثى الجَلالُ والكِبرياءُ؟!
لستُ أرثيكَ يا كبيرَ المَعالي
هكذ ا وَقفة ُ المَعالي تشاءُ!
هكذ ا تصعَدُ البطولة ُ للهِ
وَفيها مِن مجد ِهِ لأ لا ءُ!
هكذ ا في مَد ارِهِ يَستقرُّ ال
نجمُ.. ترتجُّ حَولهُ الأرجاءُ
وهوَ يَعلو.. تبقى المَحاجرُ غرقى
في سناهُ وَكلها أنداءُ!
لستُ أرثيك..كيفَ يُرثى جنوحُ ال
روح ِِللخُلدِ وَهيَ ضَوءٌ وَماءُ
لا اختلاجٌ بها، وَلا كدَرٌ فيها
رَ ؤ و مٌ.. نقية ٌ.. عصماءُ
ضخمة ٌ..فرْط َ كبْرِها وَتقاها
يستوي المَوتُ عندَها والبقاءُ!
*

كنتُ أرنو إليكَ يومَ التجَلي
كنتَ شمسا ً تحيطها ظلماءُ
أ سد ا ً كنتَ طوَقته ُ قرود ٌ
وأميرا ً حفتْ به ِ دَهماءُ
وَهوَ كالفجرِ مُسفِرُ الوَجهِ، صَلتٌ
بينما الكلُّ أوجُه ٌ سود اءُ
هكذ ا وَقفة ُ المعالي تشاءُ
كيفَ أبكيكَ؟..لا يليقُ البكاءُ
أفتبْكى وأنتَ نجم ٌ تلالا؟
كيفَ يبكى إذا استقامَ الضياءُ؟!

1
أفتبْكى وأنت تشهَقُ رَمزا ً
حدَّ أنْ أشفقتْ عليكَ السماءًُ
فرْط َ ما كنتَ تدفعُ الموتَ لل
أرض ِ وَترقى.. يَفيضُ منكَ البَهاءُ؟!
لستُ أبكي عليكَ يا ألقَ الدُّنيا
أتبكى في مجدِها العلياءُ؟!
أنا أبكي العراق.. أبكي بلادي
كيفَ في لحظة ٍطواها الوَباءُ؟
كيفَ في لحظة ٍ يُطأطِيءُ ذاكَ ال
مَجدُ هاماته ِ، وَيهوي الإباءُ؟!
بينَ يوم ٍ وَليلة ٍ يا بلادي
يتداعى للأرض ِ ذاكَ البناءُ؟!
بينَ يوم ٍ وَليلةٍ تتلاشى
فيكِ تلكَ الوجوهُ والأسماءُ؟
كلُّ ذاكَ التاريخ..بابلُ..آشورُ
أريد و.. وأور.. والوَركاءُ
كلها بينَ ليلةٍ وَضحاها
وَطئتْ فوقَ هامها الأعد اءُ؟!
وَ إ ذ َنْ أيُّ حرمة ٍللذي يأتي؟..
وَماذ ا أبقى لدَ ينا الفناءُ؟
ذِمة ً؟؟.. أيُّ ذِمة ٍ يا بلادي
بقيتْ فيكِ لم تطأها الدِّماءُ؟
أيُّ نفس ٍما أ ُزهِقتْ؟..أيُّ عِرض ٍ
لم يلغ ْ في عفافه ِالأدنياءُ؟
أيُّ نكراءَ لم تمارَسْ إلى أنْ
نسيَ الناسُ أنها نكراءُ؟!
هكذ ا؟.. بعدَ كلِّ ذاكَ التعالي؟
بَعدَ عينيكَ..هكذا الناسُ ساءُوا؟!

2
أم هيَ الحكمة ُ العظيمَة ُ شاءَتْ
لبلادي أنْ يحتويها البلاءُ
ليرى أهلها إ لى أ يِّ ذ لٍّ
بعدَ ذاكَ الزَّهو ِالعظيم ِ أفاءُوا؟!
ليرَوا كيفَ لحمهم يتعاوَى
حوله ُ الأقرِباءُ والغرَباءُ
فإذا الأبعدون محْضَ أكفٍّ
والسكاكينُ كلها أقرِباءُ!
*

أيها الهائِلُ الذي كانَ سدَّ ا ً
في وجوه ِالغزاة ِمِن حيثُ جاءُوا
كانَ محضُ اسمِهِ إذ ا ذ َكرُوهُ
تتعرَّى مِن زَيْفها الأشياءُ!
وَيكادُ المُريبُ، لولا التوَقي
وَيكادُ المنيبُ، لولا الرَّجاءُ
كنتَ رَمز ا ً لفارِس ٍ عرَبيٍّ
حلمتْ عمرَها به ِ الأبناءُ
كلُّ بيتٍ مِن العروبةِ فيهِ
منكَ سترٌ، وَشمعة ٌ، وَغطاءُ
فتلاقتْ عليهِ أبوابُ أهلي
لا وِقاءا ً.. فأينَ منها الوِقاءُ؟
أغلقوها عليكَ دَهرا ً وَ لما
فتحوها اقشعرَّ حتى الهواءُ
سالَ غابٌ مِن الدَّبى والثعابين ِ
لبغداد ضاقَ عنه ُ الفضاءُ
لم تدَعْ شاخِصا ًعلى الأرض ِ إلا
لدَغته ُ، حتى الصوى الصَّمَّاءُ
ثمَّ هيضَتْ بنا مَلاسِعُها السودُ
بما هاجَ حقدَها الأ ُجراءُ

3
كلُّ د ار ٍ في عقرِها الآنَ أفعى
كلُّ طفل ٍ في مهدِهِ عقرَباءُ
وانزَوى أهلنا كأنْ لم يرَوها
أهلنا طولَ عمرهم أبرياءُ!
هكذاهكذا المُروءاتُ تقضي
هكذا هكذا يكونُ الوَفاءُ
أنْ تعضَّ اليدَ التي دَفعَتْ عنكَ
ففي قطعها يَزولُ الحياءُ
وَغدا ًحين تلتقي أعينُ الناس ِ
فكفٌّ كأ ُختِها بتراءُ!
لا..وحاشا العراق..لستَ عراقا ً
لو تمادى عليكَ هذا الوَباءُ
لستَ أرضَ الثوّار لو ظلَّ فينا
فضْلُ عِرق ٍ لم تجر ِمنهُ الدِماءُ
أنه ُ مَرَّ بالترابِ ولم يسمَعْ
وَقد ضجَّ في الترابِ النداءُ!
فسلامٌ عليكِ أرضَ الشهاداتِ
تتالى في أرضكِ الشهداءُ
وَسلامٌ عليكَ يا آخرَ الرّاياتِ
ما نالَ مِن سناكَ العفاءُ؟
لا، وحاشاكَ..أنتَ سيفٌ سيبقى
وَلهُ، وَهوَ في الخلودِ، مضاءُ
هيبة ٌوَهوَ مُغمدٌ، فإذ ا ما
سلَّ يَجري مِن شفرَتيهِ الضياءُ!
هكذ ا أنتَ غائبا ً.. فإذ ا ما
قِيلَ ميْتا ً، فلتخْجل ِالأحياءُ!
رُبَّ موتٍ عدْ لَ الحياةِ جميعا ً
هكذا جدُّ كَ الحسينُ يراءُ!

4
لا ترَعْ سيدي، وَحاشاكَ، أنتَ ال
جبلُ ال لا تهزُّه ُ الأنواءُ
نحنُ نبقى بنيكَ.. مازالَ فينا
منكَ ذاكَ الشموخُ والكبرياءُ
لم يزَلْ في عراقنا منكَ زَهوٌ
تتقيهِ الزَّعازِعُ النكباءُ
فيهِ قومٌ لو أطبقَ الكونُ ليلا ً
أوقدُوا كوكبَ الدِِّماءِ وَضاءُوا!
أنتَ أدرى بهم فهم مِنكَ عزمٌ
وإباءٌ، وَنخوَة ٌ شماءُ
وَدِماهُم..لو أ ُطفئَتْ غرَّة ُ الشمس ِ
قناديلُ ما لهنَّ انطِفاءُ
جرَيانَ النهرَين ِ تجري لتسقي
فلتسلْ زَهوَ أرضِها كربلاءُ!
*
لا ترَعْ سيدي، وَنمْ هاديءَ البال ِ
قريرَ العيون ِ.. فالأنباءُ
سوفَ تأتيكَ ذاتَ يوم ٍ بأنَّ ال
أرضَ دارَتْ، وَضَجَّ فيها الضِّياءُ!


شبكة البصرة

الاربعاء 19 محرم 1433 / 14 كانون الاول 2011

01-01-2012, 12:39 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
ملحمة الرمى....!!! - بواسطة زحل بن شمسين - 12-19-2011, 08:58 AM,
الرد على: ملحمة الرمى....!!! - بواسطة العلماني - 12-23-2011, 03:15 AM,
الرد على: ملحمة الرمى....!!! - بواسطة زحل بن شمسين - 01-01-2012, 12:39 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  بنت مسيمس.. والزبير باشـــا.. "ملحمة البطولة" الاعصار 1 680 10-01-2006, 02:03 PM
آخر رد: الاعصار

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS