السلام عليكم .

مشكلة التفاسير التقليدية للقرآن الكريم أنها تتناسى القرآن الكريم و تتناول آية أو آيتين فقط , و من ثم فالخروج إلى مفهوم خاطئ وارد لا محالة .

تتناسى التفاسير التقليدية سنن الله في خلقه , فتنأى بالفهم إلى كل غريب عجيب .

ما نفهمه نحن المسلمون الأحمديون من قصة المائدة :


حواريو المسيح عليه السلام, كانوا أناسا مؤمنين .اتبعوا المسيح الناصري و آمنوا به , و اتضحت قيمة الدنيا عندهم .فالدنيا ليست هي الغاية من خلق الله الناس .فلا يظن عاقل أن هؤلاء المؤمنين يطلبون وجبة ساعة من نهار .

{فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (52) سورة آل عمران.

نحن أنصار الله .

فهل أنصار الله هم من تغلبهم شهوة الطعام فيطلبون وجبة سريعة من السماء؟.


ثم : هل كانت المائدة عيدا لأول المؤمنين و لآخرهم؟.
هل هي موجودة اليوم و يأكلون منها ؟.

ثم ما قيمة , أن تنزل مائدة فيها أنواع الطعام , فيجتمع عليها نفر من الناس ثم تنتهي و إلى الأبد؟.

لقد قضى رسول الله محمد-ص- و هو أفضل الرسل على الإطلاق 03 سنوات في شعب أبي طالب , و كان يربط حجرين على بطنه من شدة الجوع .
و لم تنزل مائدة من السماء .بل أكل المسلمون أوراق الأشجار و جلود الحيوانات التي كانوا يفترشونها من شدة الجوع .

فالقضية أن مائدة عيسى لم تكن قط مائدة مادية فيها اصناف الطعام .


القضية , أن هؤلاء الحواريين الذين هبوا لنصرة الله و نبيه عيسى عليه السلام, هم بشر , يحتاجون للرزق و لطلب الرزق .فلو أنهم تفرغوا للدعوة بكل أوقاتهم , فهم سيموتون جوعا .

لذا كان طلبهم من عيسى أن يدعو لهم الله أن يوسع في رزقهم .و هذا كل ما في الأمر .

فالمائدة لا تزال عيدا لكل المؤمنين .
فعلى المؤمن أن يدعو لله تعالى , و أن يكرس شيئا من وقته للدعوة إلى الله , و أن يجتهد أيضا في طلب الرزق سعيا ماديا و سعيا روحيا بدعاء الله تعالى .

{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (77) سورة القصص.


و شكرا .