{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 4 صوت - 3 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
المدخل لدراسة النموذج الغربى
نظام الملك غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,265
الانضمام: Apr 2011
مشاركة: #21
الرد على: المدخل لدراسة النموذج الغربى
أصول العقل الأمريكي وتطبيقاته الاقتصادية والسياسية والعسكرية (2/5)


ثانياً: الأصل السياسي والعسكري:

كان من نتائج – الدارونية الاجتماعية وتطبيقاتها التربوية – أن صارت القوة عند الأمريكي جمالاً وزينة، وصار يسحر بجمال القوة ويعجب بالأقوياء إلى الدرجة التي تعميه عن قيم الرحمة والعدل والإنسانية وبشاعة الظلم والعدوان. ولذلك يصفق الأمريكي للمنتصر ويلوّح له بيده بإشارة الحرف (v) أي Victory – ويسخر من المهزوم ويشير إليه بالإصبع المقلوب للرقم 8- والأمريكي يفعل ذلك في كل حلبة صراع – حتى حلبات الرياضة والملاكمة والمصارعة وميادين التنافس المختلفة.

وانطلاقاً من هذا التقديس المفرط للقوة وجدت المؤسسات السياسية والعسكرية التي قادت حركة التوسع والاستعمار في فكـر دارون مبرراً لعمليات الإبادة والقتل التي رافقت هذا التوسع والذي كان من نتائجه إبادة سبعين مليون من الهنود الحمر، لم يبق منهم سوى عشرين ألف يعيشون الآن – لأغراض سياحية – في مناطق الاستيداع المعروفة باسم Resovoure. وكانت حجة المؤسسة السياسية والعسكرية الأمريكية أنه ما دام الكتاب – أصل الأنواع The Origin of Species – قد برر علمياًّ هلاك أنواع المخلوقات الضعيفة لاستمرار بقاء الأنواع القوية، فإن الشعوب الضعيفة يجب أن تزول لمصلحة الأجناس القوية وتقدم الحضارة. وكان شعار هذا الاتجاه – كما يقول البروفيسور ريتشارد هوفز تادر – : (إن أول عمل يقوم به منشئ المستعمرات هو تنظيف الأرض من الحيوانات المتوحشة، وأكثر هذه الحيوانات إفساداً هو الإنسان المتوحش).

كذلك وجد الساسة في – الدارونية الاجتماعية – سنداً لسياساتهم الاستعمارية، وممن مثّل هذا الاتجاه عدد كبير من رجال الإدارة ومجلس الشيوخ والقادة العسكريين منهم : السيناتور ألبرت بـ بفريج، وهنري كابوت لودج، وجون هاي، والرئيس ثيودور روزفلت. وما قاله السيناتور بفريج Sen.Albert. T. Beveridge التالي:
(إن الإله لم يقم بإعداد الشعوب الناطقة بالإنجليزية آلاف السنين عبثاً أو للإدارة الكسولة. لا! إنما جعلنا سادة لتنظيم العالم ولإقامة النظام في كل مكان تحكمه الفوضى. لقد جعلنا نتكيّف ونتطور في شكل دول حتى ندير الحكومات بين المتوحشين والشعوب الخرفة العجوز).

ومما قاله الرئيس ثيودور روزفلت:
(في هذا العالم إن الأمة التي تدرب نفسها على حياة لا تتسم بالطابع الحربي هي أمة محتوم عليها بالزوال قبل الأمم التي لم تفقد مزايا الرجولة والمغامرة).

ومما قاله الجنرال – هومر لي Homer lee:
(إن العنف الذي صاحب تطور الأمم واضح جلي ولا نعتذر بسببه لأن إخفاءه رفض للحقيقة، وتمجيده تقرير للواقع، وليس هناك في الحياة ما هو غير عنيف إلا المثل الخيالية. فكلما زدنا أفراد الجماعة ونشاطها زدنا نسبة عنفهم).

ومن فلاسفة الدارونية الذين استعملوها لتبرير الاستعمار – جون فسك John Fiske – الذي كتب يقول: إن العنصر الأنجلو – سكسوني هو أصلح الأجناس البشرية، وإنه في المستقبل سوف ينتشر هو ولغته وثقافته في أربعة أخماس الكرة الأرضية، وسوف يحيل أفريقيا إلى بلد متقدم مليء بالمدن الحديثة والمزارع ومظاهر التكنولوجيا. ولقد كرر هذه الآراء في عدد من المؤلفات.

ولقد كانت الآراء المقابلة في القارة الأوروبية في أمثال بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا تسير في نفس الاتجاه وتبرر حركة الاستعمار والتوسع إلى أن أفرزت حركات عنصرية متطرفة من أمثال النازية والفاشستية وأشعلت حربين عالميتين في فترة لا تتجاوز نصف القرن.

ولقد ساندت نظم التربية هذه المفاهيم الدارونية الاجتماعية في ميادين السياسة والاستعمار.

وبعد الحرب العالمية الأولى دخلت دراسة القوة القائمة على أساس – الدارونية الاجتماعية – أي بطش القوي بالضعيف – ميدان البحوث العلمية في الجامعات الأمريكية وصارت تدرس فلسفة الدارونية الاجتماعية في العلوم السياسية والعلوم العسكرية وأصول التربية والقانون. وفي هذه الدراسات برز عالم السياسة الشهير – مارجنتوا – كرائد يفصل في نظرية القوة ويرسي دعائمها. وفي مدرسته اشتهر كل من هنري كيسنجر – الذي بدأ حياته السياسية عام 1945 سكرتيراً لمجلة الشؤون الخارجية Foreign Affairs التي يصدرها مجلس العلاقات الخارجية وأحد المؤسسات التي ترسم استراتيجية السياسة الأمريكية، ومثله بريجنسكي الذي ما زال أحد مصادر نظرية القوة في أمريكا، ولقد عمل الثلاثة – وكلهم يهود – على توجيه نظرية القوة وتطبيقاتها خلال الحرب الباردة التي اشتدت بعد الحرب العالمية الثانية.

وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي في عقد التسعينات من القرن العشرين، وظهور ما أعلنه الرئيس بوش الأب – بالنظام العالمي الجديد – برز عشرات المختصين في العلوم السياسية والعسكرية والقانون وأصول التربية الذين عملوا – وما زالوا يعملون – على تطوير نظرية القوة لما يبرر هيمنة أمريكا وغطرستها في العالم كله. وفي هذا البحث نختار منها مثالين اثنين للمختصين البارزين من علماء نظرية القوة : الأول: وهو أقل تأثيراً من الثاني – وهو (صمويل هنتنجتون) صاحب كتاب: – صراع الحضارات وإعادة صنع النظام العالمي The Clash of Civilization and the Remaking of World Order , by Samuel p. Huntington.

أما الثاني وهو أعمق أثراً في صانعي الاستراتيجية السياسية – فهو: البروفيسور ألفين توفللر Alvin Toffler الذي بدأ حياته عاملاً في المناجم وهو الآن محاضراً لمجموعة المستقبليين Futurists في الكونغرس الأمريكي والإدارة الأمريكية، ويتتلمذ على يديه صانعو القرار بسماع محاضراته شهرياًّ، ويتلقف الباحثون ومدرسو الجامعات والطلبة مؤلفاته التي بلغ عدد توزيع كتاب واحد منها بعد – صدمة المستقبل Future Shock 27 مليون نسخة مقسمة على تسعة شهور كل شهر ثلاثة ملايين نسخة ابتداءً من يناير عام 1978 حتى سبتمبر من نفس العام.

لقد عمل – ألفين توفللر – على تطوير – نظرية القوة – في السنوات الأخيرة لما يخدم النظام العالمي الجديد، وأصدر العديد من المؤلفات أشهرها:
تحول القوة Power Shift
الحرب وضد الحرب War And Anti – War

والكتابان صدرا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وانتشرا انتشاراً واسعاً وتناولتهما كل الأيدي – في المكتبات العامة وفي استراحات المطارات، وما زالا يتفاعلان في عقول الذين يرسمون استراتيجات السياسة وصنع القرار الأمريكي، وتبرز تطبيقاتها مطابقة على أيدي من ينفذون هذه السياسة – خاصة في إدارة الرئيس بوش الابن-، وأبرز المفاهيم الجديدة التي تضمنها الكتابان هي الآتية:

في النظام العالمي الجديد صارت (المعرفة Knowledge) تحتل مركز المحور في ثالوث القوة التي تتكون من المعرفة، والعنف، والمال. ولذلك دعا – توفللر – إلى مضاعفة عدد الجامعات ومراكز البحوث داخل أمريكا وإقامة الآلاف منها في خارجها.

في النظام العالمي الجديد لا داعي لانفراد الجيش الأمريكي في خدمة مصالح أمريكا فيصيبه ما أصاب الرومان في الماضي والبريطاني في الحاضر حينما مزق التوسع الزائد قوة الأمتين وأدى إلى انهيار نفود كل منها، وتتجنب – الوقوع تحت هذا القانون التاريخي – دعا – توفللر – إلى تجنيد جيوش العالم كله – خاصة جيوش العالم الثالث – ليقوم كل في منطقته – أو في المناطق التي ترتفع فيها سخونة المقاومة الوطنية ضد النفوذ الأمريكي – بدور الحارس على المصالح الأمريكية تحت مظلة الأمم المتحدة حيث يقتصر دور القوات الأمريكية على الإدارة والتوجيه والتطهير وتصفية الحسابات.

في النظام العالمي الجديد لا داعي لأن يقتصر (سلام المعرفة) على الحقائق الثابتة وإنما استخدام جميع أنواع المعرفة: صادقتها وكاذبتها. بل إن أمضى الأسلحة ما اعتمد على – المتناقضات وأفكار التخلف – وتنمية ذلك في حياة الشعوب والأمم المستهدفة، لتكريس الانقسام فيها وإبقائها عاجزة مستسلمة. وفي ذلك يقول – توفللر -: (ليس من الضروري أن تقتصر المعرفة على معرفة الحقائق، وإنما المقصود بالمعرفة التي هي أسمى مراتب القوة تشمل معرفة كل شيء: معرفة الوقائع والأكاذيب والحقائق والزيف. فكلها أشكال لعتاد سلاح المعرفة. وسوف تصبح قوة المستقبل معتمدة على توزيع المعرفة بين الأمم، ومن يحتكر المعرفة أكثر فستكون له الغلبة).

مضاعفة البحث العلمي في ميادين – تطوير السلاح – واحتكار الأسرار المعقدة لصناعته. لأنه أداة العنف وقهر الخصوم والاستيلاء على مصادر الثروة في الأرض كلها. وفي ذلك يقوم – توفللر -: (القاعدة الأساسية في الحياة هي أن القوة والعنف يقودان للحصول على الثروة. وهذا قانون حياة – ابتداءً من عهد المحارب الباليوليثي الذي حطم الصخر، في حيوان صغير حتى عهد القنابل الذرية وعصابات المافيا وعهود الغزو والاستعباد والإقطاع والرق الصناعي وعهود الاستعمار والحروب العالمية. وقد يتخلل التاريخ الطويل لاستعمال القوة، فترات لم يستعمل العنف فيها للحصول على الثروة، ولكنها فترات قليلة لا عبرة بها. لذلك لا داعي للخجل من استعمال العنف للسيطرة على الآخرين. حتى الدولة المعاصرة تحتكر القوة والعنف لأنها لا تبيح حمل السلاح إلا لقوات الشرطة والجيش التابعة لها . وفي ظل الخوف من قوتها تنفذ سياساتها السلمية.

والسؤال الذي يتبادر لذهن البعض هو : كيف يمكن الاعتقاد أن العنف والقوة هما وسيلة الحصول على الثروة طالما أن الأمر تغير وصارت السيادة للقانون؟

الجواب: إن القانون نفسه هو قوة مكررة – كتكرير الزيت الخام وتحويله إلى بنزين. وهذا ما أدركه الرئيس ديجول حين قال: يجب أن يكون هناك قوة. ولذلك حينما تقيم الشركة دعوى ضد شركة أخرى فإنها في الواقع تسأل الحكومة أن تستعمل القوة لتنفيذ مرادها. فالقانون هو (بارودة خفية – Hidden Gun) لذلك يجب أن لا نستغرب اعتبار القوة والعنف جزءاً من – اقتصاد العالم – وإنما الذي يجب أن نرفع له حواجبنا استغراباً هو الأسلوب الذي تطبق به القوة.

في الماضي كان الإقطاعي أو صاحب الدكان يسخّر العمال بالقوة المباشرة. أما اليوم فإن القوة لا تستعمل بشكل مباشر لأن القانون حلّ محلها. أي أن القوة تطورت من قوة أداتها الفضل والسوط الزراعي إلى قوة أداتها النقود التي تدفع بشكل رواتب في العصر الصناعي، ثم تطورت في أيامنا إلى قوة – القانون – التي تنزل العقوبات العسكرية والاقتصادية بالأفراد العصاة والشعوب المارقة – الخارجة عن طاعة القوة العظمى).

ويمضي ألفن توفللر – ليقول:
(ولو قارنا بين أشكال القوة الثلاثة: العنف والثروة والمعرفة) لوجدنا الآتي:
(لا يشك أحد بأن – العنف – يأتي بنتائج مدهشة لأن مجرد وجود ظلال العنف – أو القانون يكسب الدولة مهابة وقوة).

ولكن – العنف – بشكل عام يعاني من سقطات، لان البدء به يشجع على الدخول في حلبة سباق التسلح ويزيد الخطر الذي يهدد كل إنسان، ويولد (مقاومة) في الطرف الضحية ويظل ينتظر فرصته للرد.
وأسوأ ما في العنف أنه يتصف بعدم المرونة والفظاظة، وأنه لا يصلح إلا للعقوبة، ولذلك فهو أدنى أنواع القوة.
وفي المقابل فإن – الثروة – أداة أفضل لممارسة – القوة – ومحفظة النقود السمينة متعددة التأثير. فهي يمكن أن تستعمل للعطاء أو المنع، ولذلك فهي أكثر مرونة لأن لها جانباً إيجابياًّ وجانباً سلبياًّ ويمكن تصنيفها في المركز الوسط بين أنواع القوة.

وأحسن أنواع القوة تأتي من إتقان تطبيق المعرفة. فالقوة العالية النوع ليست مجرد سلطة ونفوذ، ولا هي قدرة الفرد على تحقيق ما يريد وجعل الآخرين يعملون ما يريد وإن كان البعض يفضلون ذلك. وإنما القوة تتضمن الفاعلية إضافة لما سبق. والفاعلية معناها استعمال أقل موارد القوة لتحقيق الهدف، والمعرفة قد تجعل الآخرين يحبون طريقتك في العمل، أو تقنعهم بأنها من صنعهم. والمعرفة قد تحيل المواقف القذرة إلى مواقف نبيلة، وبذلك توفر القوة والثروة سواء. أضف إلى ذلك أن أسلحة النصر الحديث تحتاج إلى درجة عالية من المعرفة والثقافة التقنية).

يتبع ......
01-11-2012, 10:10 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الرد على: المدخل لدراسة النموذج الغربى - بواسطة نظام الملك - 01-11-2012, 10:10 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  المدخل لإقامة النموذج الإسلامى نظام الملك 17 3,143 06-23-2012, 06:26 AM
آخر رد: نظام الملك
  نحو فهم النموذج السعودى نظام الملك 1 674 06-17-2012, 03:27 AM
آخر رد: نظام الملك
  النموذج المرتجى neutral 24 5,495 06-25-2011, 06:21 PM
آخر رد: مسلم _سلفي
  السقوط المدوى للأعلام الغربى وتوابعه. الحكيم الرائى 22 3,495 08-15-2008, 09:34 PM
آخر رد: الحكيم الرائى
  ويا للهوووووول ...!!!!! ما هو مستقبل شعب لبنان ؟؟ هل سيصبح النموذج للعالم الجديد؟؟ نسمه عطرة 14 3,374 12-01-2006, 12:38 AM
آخر رد: salim

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS