أول شي, الله يلعنك يابشار , قولوا آمين.

الحادث سببه قذائف هاون و مخلفات القذائف رآها الكثير من أهل الحي. بالصدفة كان عندي موعد في مكان قريب جدا من الحادث مررت بمكان الحادث بعد دقائق من سقوط القنابل و كان أهل الحي متجمعين و مستنفرين و ينادون بعضهم للتبرع بالدم بزمرة O- في مشفى الزعيم القريب.
المسيرة المؤيدة كانت قبل عدة ساعات من الحادث و انفضّت بسلام, و الضحايا المدنيين هم من سكان المنطقة الذين تجمعوا حول الوفد الصحفي بالإضافة إلى اثنين من العسكريين مع الوفد.

تسلسل الحادث كما روي لي ولست متأكدا منه هو أن الوفد كان في مستوصف جميعة النهضة الخيرية لمعاينة جرحى الجيش و المدنيين و عندها سقطت قذيفتي هاون قرب ساحة الألعاب أمام محل البتول و على سطح أحد البيوت (يبعد حوالي 500 متر). ذهب الوفد لمعاينة مكان القذائف و عندما وصل إلى مكان الحادث سقطت عدة قذائف هاون إثنان منها في مدرسة ميسلون على الطرف الثاني من الطريق العريض و واحدة أو اثنتين على تجمع الصحفيين و الناس المتجمعين حولهم ثم توقف كل شيء. تتالي القذائف و توقفها بهذا الشكل مريب حقا كما قال أحد الزملاء و تترك الباب مفتوحا لاتهامات متنوعة.

بالنسبة لقصة الهاون.
في البداية كانت قذائف الأربي جي هي المستخدمة و نعرف من يطلقها, أنهم ثوار الجيش الحر على الجيش النظامي على خطوط التماس مع الحارات المؤيدة. و إذا حاولوا إطلاقها بمدى ابعد كانت تنفجر في الجو بدون أضرار غالبا . كانت تمر فوق بيوتنا قبل أن تنفجر بعد مئات الأمتار , فقط صوتها القوي يرعب الأطفال و ابنتي دائما تطلب مني عدم الخروج من المنزل خوفا من "إطلاق النار". أما الآن, فمناطقنا تتعرض لقذائف هاون كل فترة. و بالنسبة لحي عكرمة يتعرض لقذائف الهاون عندما تكون الاشتباكات محتدمة في منطقة بابا عمرو و حي الخضر. و هناك اصابات من هذه الضربات من قبل لكنها قليلة. و مناطق الزهراء و حي السبيل تتعرض لقذائف الهاون بنسبة أكبر و آخر الضحايا طفل بعمر الرابعة قتل اليوم بالإضافة الى العديد من الجرحى.
لم أجد احدا يعرف من أين تطلق قذائف الهاون, كلها إشاعات أنها من طرف المريجة أو طرف حي النازحين, الشئ المؤكد أنها لا تطلق من داخل حاراتنا. الحارات الأخرى يمسكها "الجيش السوري الحر" حسب تعريفكم للجماعات المسلحة, وهناك احتمال أنهم من يطلق الهاون باتجاه حارات المؤيدين. أو لو أردتم نفي تهمة الإجرام عن المسلحين أفضل تبرير منطقي و معقول هو أنه يمكن لأي مجموعة من عدة أشخاص أن تطلق الهاون من وراء جدار و من المستحيل كشفهم إذا لم يبلّغ جيرانهم عنهم.

ملاحظة أخرى, صحيح أن حي عكرمة يغلب عليه الطابع الموالي و لا يجرؤ أي احد أن يقوم بنشاط معارض فيه. لكن يحسب له أنه لايزال فيه الكثير من العائلات السنية يعيشون بأمان نسبي أفضل من سكان الحارات المشتعلة و تصل نسبتهم بتقديري إلى 10 بالمئة في حين تم تهجير العائلات العلوية المتفرقة الموجودة في حارات "الثوار".

آسف أن أرد على الزملاء بحدة و أقول: إن القول أن الحي لا يدخله إلا قوات الأمن و الشبيحة (اي العلويين كما تقصدون) كذب ومن يمشي في شوارع حي عكرمة سيصادف محجبات يمشون فيه باطمئنان لإنهم إما من أهل الحي أو من الآنسات العاملات في تجمع المدارس أو الذاهبات للتسوق (الآمن نسبيا) في شارع الحضارة و محل البتول. و إذا جاريتكم بالتعميم المخل لكان أقرب إلى الصحة قولي أن اخلاق شبيحة عكرمة أفضل من أخلاق عراعرة بابا عمرو و باب السباع الذين عندهم العلوي هو غنيمة يخطف لمجرد مروره هناك ولا يوجد من يعترض عليه. آسف على هذه اللغة الطائفية لكن هيك عرعرة بدها هيك تشبيح .

شيء أخير, الدم السوري (لأهل الموالاة أو المعارضة) رخيص جدا. فورا أتى محافظ حمص و السفير الفرنسي إلى مستوصف النهضة مكان جثة الصحفي الفرنسي و صار خبر المجزرة على الإعلام السوري و العالمي.
بالنسبة لحمص هذا حدث عابر و ثانوي جدا.