معنى الآية : ” أبى وأبيكم وإلهى وإلهكم ” ( يو 17:20 ) ؟ الجـــواب:
* ارتضى السيد المسيح فى اتضاعه أن يحسب نفسه ضمن إخواته من البشر ” لأنه كان ينبغى أن يشبه إخواته فى كل شئ بلا خطية ” ( عب 17:2 ) لهذا قال لمريم المجدالية : ” اذهبى إلى إخواتى وقولى لهم إنى أصعد إلى أبى وابيكم وإلهكم ” ( يو 17:20 ) .
* ولكن من المعلوم أن أبوة الآب للسيد المسيح شئ وأبوته للبشر شئ أخر . فالسيد المسيح هو ابن الله بالطبيعة ( بحسب لاهوته ) ، أما نحن فأبناء الله بالتبنى . كذلك هناك فرق بين وضعنا كعبيد لله ، ووضع السيد المسيح الذى أخذ صورة عبد . فنحن عبيد بحكم وضعنا كمخلوقين ، أما السيد المسيح فهو الخالق الذى أخلى ذاته وتجسد أخذاً صورة عبد ، ووجد فى الهيئة كإنسان ، وصار أبناً للإنسان .
* الفرق بين كرامة السيد المسيح وكرامة إنسان مثل موسى النبى ، شرحه معلمنا بولس الرسول وقال : ” فإن هذا قد حسب أهلاً لمجد أكثر من موسى . بمقدار ما لبانى البيت من كرامة أكثر من البيت . لأن كل بيت يبنبة إنسان ما . ولكن بانى الكل هو الله ” . ( عب 3 : 3 ، 4 ) أى أن الفرق فى الكرامة بين السيد المسيح وموسى النبى ، هو الفرق بين كرتمة الخالق وكرامة المخلوق .
♪بنوة المسيح للآب :
* السيد المسيح هو ابن الله الوحيد الجنس ( مونوجينيس إيوس ) .. هو الوحيد الذى له نفس طبيعة الآب وجوهره بالولادة الأزلية من الآب ، لذلك دعى بلقب ” الوحيد ” .
- وكل ولادة أخرى من الله هى التبنى ، وليس بحسب الطبيعة والجوهر . ولادة الابن الوحيد مكن الآب قبل كل الدهور هى مثل ولادة الشعاع من النور بنفس طبيعة وجوهره .
* وكما يقول قداسة البابا شنودة الثالث : إن لقب السيد المسيح هو الكلمة ( اللوغوس ) بمعنى أن لقبه هو ( العقل الإلهى المنطوق به ) .
* فأقنوم الابن ( الكلمة ) حسب تعليم القديس كيرلس الكبير ، له ولادتان :
- الولادة الأولى : أزلية من الآب بحسب ألوهيته .
- الولادة الثانية : فى ملئ الزمان من العذراء مريم بحسب إنسانيته .
- يقول معلمنا بولس الرسول : ” يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد ” ( عب 8:13 ) . أى أنه هو نفسه فى الماضى والحاضر والمستقبل ، قبل التجسد وفى التجسد وإلى أبد الدهور . أى أن الذى ولد من الآب قبل كل الدهور ، هو هو نفسه الذى تجسد من العذراء فى ملء الزمان وولد منها بحسب الجسد ، وسيبقى هو نفسه إلى الأبد .
- وهو يبخر ما بين الخورس الأول والخورس الثانى فى الكنيسة فى دورة بخور عشية وباكر وفى دورة البولس فى القداس الإلهى إذ يقول ” ( يسوع المسيح هوهو أمساً واليوم وإلى الأبد ، بأقنوم واحد نسجد له ونمجده ) .. أبن الله الأزلى هوهو نفسه أبن الإنسان ، هو كلمة الله الذى أخذ جسداً من العذراء مريم – بفعل الروح القدس – جاعلاً إياه جسده الخاص .
* وكل ما ينسب إلى جسد الكلمة الخاص ينسب إلى الكلمة مثل الولادة والألم والموت .. مع أنه أن الكلمة بحسب طبيعته الإلهية لا يحتاج إلى ولادة جديدة ، ولا يتألم ، ولا يموت ، ولكن إذ صار له جسد ، فقد تألم ومات بحسب هذا الجسد ناسباً إلى نفسه كل ما يخص جسده الخاص .
- لهذا دعيت العذراء مريم : ( ولدة الإله = ثيئوطوكوس = Theotokos ) ، إذ أن الذى ولد منها هو الإله الحقيقى كلمة الله المتجسد . وقد ( ولدت الله الكلمة الحقيقة ) كما نقول فة المجمع فى القداس الإلهى . وكما نردد فى لحن مرد الإبركسيس أيضاً فى القداس الإلهى : ( التى ولدت لنا الله الكلمة ) .
♪ أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له :
* لقد أخذ السيد المسيح صورة عبد ، لكى نصير نحن على صورة الله ومثاله . وقبل السيد المسيح أن يصير أبناً للإنسان لكى نصير نحن أولاد الله . لهذا كان يحلو له أن يدعو الرسل إخواته ” أذهبى إلى إخواتى وقولى لهم ” ( يو 17:20 ) .
* وقد كتب عنه المزمور : ” أخبر بإسمك إخواتى فى وسط الجماعة أسبحك ” . ( مز 22:22 ) .
* ويقول معلمنا بولس الرسول : ” لأنه لاق بذاك الذى من أجله الكل . وبه الكل . وهو آت بأبناء كثيرين إلى
المجد . أن يكمل رئيس خلاصهم بالآلام . لأن المقدس والمقدسين جميعهم من واحد فلهذا السبب لا يستحى أن يدعوهم إخوة قائلاً : ” أخبر باسمك إخواتى فى وسط الكنيسة أسبحك ” ( عب 2 : 10 – 12 ) .
* أخذ السيد المسيح النبوة للإنسان ( التى تخصنا نحن ) ، وأعطانا النبوة لله ( التى تخصه هو ) لهذا قال لمريم المجدالية بعد قيامته من الأموات : ” إنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهى وإلهكم ” ( يو 17:20 ) .
* بنزوله من السماء أخذ منا النبوة للإنسان وبصعوده إلى السماء منحنا النبوة لله ، إذ أرسل الروح القدس الذى يلدنا فى المعمودية من الله ، ويصيرنا أولاداً لله بالتبنى على صورة الله ومثاله .
http://avabishoy2.maktoobblog.com/10...4%D9%87%D9%83/
__________________