معروف و مفروغ منه أن حواسنا تخدعنا و أن التكنولوجيا و الاعلام قادران على تسويق هيفاء وهبي على انها "هوشي منه" و أوباما على أنه "الأم تيريزا" و أن يحشي الأدمغة بالعداء لظاهرة هجرة الطيور التي تقف خلف الصراع الطبقي في بحيرة البجع لكن أيضا مفروغ منه أن حكم حزب واحد لبلد متنوع لمدة أربعة عقود على الأقل و يورث هذا الحكم بطعجة في الدستور و لا صوت هناك الا صوته و يخرج من سجونه رجال و نساء عاديون و كفاءات لا يجمعهم جامع الا العداء له فيكتبوا البلاوي الزرقاء عن أهوال ما لاقوه شعرا و نثرا. و حين نعلم أن جيران لهذا النظام تعرضوا للهيمنة و للمذابح لمحاولات مصادرة القرار و الدهس تحت البسطار طمعا في تمدد نفوذ و قبضة حديدية و أن هذا البلد المعروف بكثرة انقلاباته السياسية قبل هذا العهد صار مملكة خوف و صمت و أن الفارين منه الى أصقاع العالم يحكون البلاوي الزرقاء دون أن يجمعهم جامع و الكثيييير غير ذلك .. هنا و بدون التكنولوجيا و الاعلام و بالاستناد الى العقل و common sense لا مجال فيه ليوتوب و لا خلفيات خضراء و لا حمراء أن هذا النظام اضطهد البلاد و نكل بالعباد.

القضية ليست في التلاعب التكنولوجي و لا الاعلامي و تبادل الأكاذيب و التزوير من الطرفين فبغض النظر عن دقة المعلومات و الأرقام و مصادر المشاهد هناك حراك ثائر على ذلك الاستبداد و هناك ضحايا و دماء و هناك بشر يستحقون أن يعيشوا كالبشر و خارج السجن البعثي الكبير. القضية أو المصيبة هي في قيادة ذلك الحراك. برأيي هي رجعية و طائفية و اقصائية بالاضافة الى التشرذم و التخبط و الصراع على مناصب و العجز عن التوحد حتى بعد سقوط آلاف الضحايا على امتداد عشرة أشهر من الانتفاض. هذه المعارضة هل هي مؤهلة لقيادة البلد نحو تغيير جذري لصالح أغلبية الشعب السوري فيما لو أسقطوا لها النظام غدا كما تحلم و تنادي و تترجى؟؟؟؟ أم أنها ستودي البلد في ستين داهية؟؟