(01-24-2012, 10:11 PM)forat كتب:  ..................
والله يا استاذ بهجت لي عتب عليك كأخ أكبر وكشقيق مصري يرى اخوته يموتون في سوريا وكأن شيء لا يحدث،وكأن من يموت هؤلاء هم في الموزمبيق.
.......................

الزميل المحترم فرات
أنت محق تماما في عتابك هذا .
لقد افتقدنا جميعا الشعور القومي أو العروبي ، نعم هناك التعاطف الطبيعي بين العرب و لكنه لا يترجم نفسه إلى واقع ، ولو نظرنا أعمق في العالم العربي لوجدنا أن هناك مراكز سياسية كبيرة في مصر و العراق و الجزائر و المغرب و السودان و تونس (بحكم الإنتفاضة) وسوريا بالطبع . هذه المراكز كلها منكفئة على ذاتها و مشغولة (أو تتشاغل) بهمومها الداخلية ، على الأقل أتحدث عن مصر التي أرى أنها منكفأة على مشاكلها المستعصية ،و أنها مرهقة إلى حد الإعياء في صراعات داخلية مريرة بلا أي sense ، مصر الآن في مرحلة انتقالية مثل الولادة المتعثرة ،و الأزمة الإقتصادية خانقة و يمكن أن تدمر ليس فقط الدولة بل المجتمع المصري كله ، المصريون متعاطفون بالطبع مع الشعب السوري للغاية ،و أعتقد انه بمجرد أن تتعافى مصر و تتحرر سوريا فلن تكون هناك عوائق في اتصال الشعبين بشكل صحي و طبيعي بعيدا عن رقابة الحكام الطغاة .
أما عن بهجت فأعتقد أنك بعيد عن نادي الفكر و بالتالي لا يمكنك الحكم على أدائنا أو أفكارنا . مبدئيا أرى أن هناك مكان ما يجب أن يقف عنده كل منا عندما يتعامل مع الشأن الداخلي في البلاد العربية الأخرى فلا يجتازه ، أيضا كذلك لا يبتعد عنه كثيرا و يغرق في العزلة . إنني لا أعرف الكثير عن الشأن السوري الداخلي ولا أحب أن أفعل مثل البعض الذين يدخلون حيز الغير كالثيران في معرض الخزف ، كل حركة تدمر تحفة نادرة !. أما على مستوى الشأن العربي العام ، أزعم اني توقعت الربيع العربي منذ أكثر من عشر سنوات في كل منتدى دخلته ،و على مستوى سوريا العزيزة ، فمنذ شهر يناير توقعت أن سوريا سوف تنتفض في حوارات موجودة هنا في النادي ، و دائما استخدمت تعبير قديم لي أن رياح الحرية في كل الأشرعة و أن سوريا مرشحة دائما للثورة و للحرية ،و لن تكون استثناء طويلآ ،و قد عارضني كل الزملاء تقريا ، ثم أصبحوا يرددون ما كنت أقوله حرفيا و هذا حسبي . منذ سنوات طويلة كنت لا اكف عن انتقاد الحكم الأسري في سوريا ، و لم أكن مقتنعا بحكاية الممانعة ولا الصمود و التصدي ولا بأي من السياسات السورية ، أيضا كنت أرى العلاقات السورية الإيرانية خاطئة و تسئ للعلاقات العربية الإيرانية على المدى الطويل ، فلم أفهم أبدا كيف يقود حاكم علوي أغلبية سنية للإصطفاف في مشروع شيعي سياسي !، في ذلك الوقت لم يكن أحد من الأخوة السوريين يقبلون آرائنا تلك وهي التي يرددونها الان حرفيا !. و لكن المهم أن الصورة واضحة للجميع الان .
سوريا الان في ثورة و لكنها ثورة مختلف حولها ، هنا تحديدا على السوريين أن يتحاوروا و يحسموا أمرهم بعيدا عن تطفلنا و متجارة البعض الطفولية بمواقف لا ندفع نحن ثمنها بل يدفعها السوريون ، نوادي الحوار يا صديقي – من وجهة نظري – لا تصلح للتعبئة السياسية ولا للنضال الجماهيري ، هي فقط لتبادل الاراء . إني أدرك كغيري أن الشأن السوري مثل حقل الألغام ينفجر في الجميع بلا تمييز ،و لهذا أفضل أن أراقب و أن أعرف المزيد خلال حوار الزملاء . موقفي من الزملاء في النادي مختلف عن رؤيتك ، فلا اتخذ موقف العداء من أحد بما في ذلك المتناقض معي سياسيا ،و بالتالي فلا أصنف أحدا ولا أحكم على أحد حكمآ نهائيا من عينة زحفطون و عميل و فارسي و ... الخ , فهذه ممارسة أراها خاطئة رغم اني كنت دائما ضحية لها . سبيقى أني أميل إلى ترطيب جو الصراعات المحتدمة كل فترة ، فالتشاحن المبالغ فيه يفجر المنتديات .
أعتقد أن هناك خطوة أولى نغفلها عندما نتحدث عن دعم عربي أو دولي هي أن يتحرك السوريون أنفسهم لدعم إنتفاضتهم ، لابد من تثوير التجمعات السورية الأهم في دمشق و حلب . لن نطالب القاهرة بالتظاهر من أجل سوريا دون أن نطالب دمشق بالشيء ذاته !.
لا شيء خارج سوريا .. النجاح و الفشل – لا قدر الله – عندكم في دمشق و حلب . و عندما تتحرك حلب و تتحرك دمشق فلن تكون هناك حاجة لأي دعم خارجي عربي أو دولي .