(01-26-2012, 02:24 AM)فارس اللواء كتب:  من حقك طبعا وأنا من حقي أن أعيش في دولة مدنية ديمقراطية يحكمها الحاكم العادل الذي لا يبغي ولا يطغي..ولكن ألا تلاحظ يازميلي العزيز بأن هناك حلقة مفقودة بين النظام والمعارضة..ما هي؟

الحلقة المفقودة تكمن في الأمن والسلام..عمليا وبعد قيام الثورة تعززت الروح الطائفية وتم تهجير عائلات بأكملها من قراها بمجرد الخلاف المذهبي..ناهيك عن أعمال القتل والترويع للآمنين والتي تحدث ليل نهار ودون انقطاع..أنت الآن أمام مشهد علي الأرض يحكي أزمة وكل طرف يلقي بالمسئولية علي الآخر..

لو اختار الشعب بشار الأسد فهل ستوافقه أم ترفضه؟..لو وافقته فأنت علي الطريق السليم ولو رفضته فليس بينك وبينه فارق في الفكر والطغيان..بإمكانك أن تحصل علي ذلك بمجرد تنظيم انتخابات حرة وطلب إشراف عربي ودولي..فإذا كنت قلقا من سيطرة النظام واحتمالية التزوير فما الذي جعل النظام يستقبل بعثة مراقبي الجامعة العربية؟..وهل بعثة المراقبة في مضمونها أكبر وأعظم صلاحيات من لجنة المراقبة علي الإنتخابات أم العكس أم أن هناك تساوي؟؟

للأسف أخي العزيز لا أحد يفكر بهذه الطريقة.من الثوار..هم مخدوعين في ذواتهم للرمق الذي يجعلهم ينكرون المسلمات ويتجاوزون الأديان والتقاليد والأعراف في سبيل تحصيل أهدافهم...بالمصري السكينة سارقاهم حينما يستفيق أحد منهم يصحو علي نكبة وكارثة حقيقية يشهدها المواطن السوري عبر ضميره الذي باعه من أجل مصالحه الخاصة دون أدني مراعاة للمصالح العامة..

الثورة عمليا فشلت في إسقاط النظام وهذا ما لا يريد اتباعها الإعتراف به ...الآن الذي يدور ليس له علاقة بمظاهرات إصلاحية أو قمع للمظاهرات السلمية بل تشفي وطني صِرف..كل طرف يعمل هذه الأيام علي التخلص من خصومه بحجة الثورة وقائمة الإغتيالات تشهد علي بشاعة الضمير السوري في عدم مواجهة الأزمة...فالجميع يركن لنفسه ويقول نفسي نفسي..فأين بربك الإصلاح..ومن أين لك بشخصيات إصلاحية وسط هذا الضمير الذي سقط سقوطا مدويا في برح الفتنة..

لو تتذكر مشروعي القديم الخاص بتقويم وترشيد الثورة السورية كنت قد أشرت فيه إلي نقاط هامة علي الثوار الإلتزام بها في حال إرادتهم الجادة للإصلاح كنت يوقتها مؤيدا للثورة السورية..ولكن بعد انهيار الضمير عبر طلبات الغزو الأجنبي المتكررة رفعت يدي عنها وتبرأت من أفعالها وأفعال القائمين عليها..وها هي الأيام تثبت لي أن قراري كان صائبا..فالشعب السوري لم يعد يسعي للإصلاح بل للإنتصار علي الخصوم...

الخلاصة أنني أري الحل الوحيد في الحوار بين السوريين وأن يعمل الجميع علي تجاوز الأزمة عبر إنكار وذاتهم وعدم المكابرة والإعتراف بالواقع..وهذا شئ سهل جدا فقط تخلص النوايا وكل شئ هايرجع لوضعه الطبيعي..ومن هذا الوضع تستطيع البناء لأنك الآن في زمن لم يعد مقبولا فيه أي تسلط فكري أو قمع سياسي..

لماذا تصر على المعارضة؟؟ وماذا عن الثوار؟ هل كل من يكره الاسد معارض خائن أمريكي صهيوني قطري؟؟
هناك العديد من الحلقات المفقودة بين النظام والمعارضة، لكن who gives a ##### ؟؟
الثورة هي ثورة مركبة من ثائرين وثائرات شهداء ومصابين، مفكرين وأميين وفقراء وأدباء وحدادين وفلاحين، منهم من يفهم في السياسة أو كما تحب تسميتهم معارضة.
هؤلاء المعارضة من الثورة وليسوا الثورة.
المعارضين هم الناس الذين يعرفون أصحاب القنوات الفضائية لذا يظهرون في التلفاز، لكن بالطبع ليسوا هم من يستشهد ويصاب ويعتقل يومياً، لذا ان ذكرت كلمة معارضة أو اي كلمة من مشتقاتها فسأعتبر ذلك شتيمة شخصية ولي حق الرد بشتيمة..

كتبت في ردي السابق هذه الجملة "ولم يكن هناك مانع من اختيار بشار الأسد رئيساً قبل عشرة أشهر لو رضخ لمطالب الثوار وتنازل عن الحكم لصالح انتخابات ديموقراطية له الحق الكامل بالترشح فيها"، ثم مسحتها لأني رأيت فيها جملة زائدة لن تغير في سير الحديث، لكن يبدو أني أخطأت.
حالياً بشار الأسد له الحق الكامل في نيل محاكمة شعبية عادلة، يقدم فيها لائحة اتهام ضده بكل جريمة ارتكبت على أيدي النظام خلال فترة الاعلان الرسمي عن الثورة.

فارس اللواء، لا أعلم مؤهلاتك العلمية ولا ما حصّلته من الثقافة الخارجية، لكن يمكنني استشفاف سذاجة عارمة تصرخ من بين كلماتك #########
الواقع يقول أن جملتك هذه:

اقتباس:حينما يستفيق أحد منهم يصحو علي نكبة وكارثة حقيقية يشهدها المواطن السوري عبر ضميره الذي باعه من أجل مصالحه الخاصة دون أدني مراعاة للمصالح العامة..

هي جملة بدائية متخلفة لا تلتقي مع الواقع الا في الأحلام، فان كانت الحرية هي مصلحة خاصة والثورة كارثة، وما يحدث في سوريا لا يراعي المصالح العامة، فيبدو أن كلانا يبحث في شأن مختلف، فحينما يستفيق أحد منهم يصحو على نكبة وكارثة حقيقية يشهدها المواطن السورة عبر دمه الذي استحله النظام الموكل بحمايته، بذرائع شتى اختلقها ليقتل المطلب السامي الذي تطمح له روحه دون أدنى مراعاة لقيم وأخلاق دينية أو بشرية هي جملة أصح.

ثم كيف قررت أن الثورة فشلت في اسقاط النظام طالما لم تنته؟ فالثورة الفرنسية دامت عشر سنوات، في حين اقتصرت التونسية على أربع أشهر، وبالتالي فلا يوجد وقت محدد تنتهي به الثورة رسمياً الا عندما يسكت آخر ثائر طوعاً وليس غصباً أو برصاصة، لذا فسأتجاهل باقي الفقرة (مع أني قرأتها الا أني سأكتفي بهذا العذر ولن أتوسع في الذم).
أما موضوعك حول تقويم وترشيد والحكي الفاضي فلم أقرأه، يعني عذراً زميل، مين أنت؟؟؟!!
جاي تقترح على شعب كامل وتحاول تقوّم وترشد وتتخذ قرارات وتراجعها، وبتلوم في العالم ليش ما سمعت لاقتراحاتك؟؟
#########