أي معارض للأسد ليس بالضرورة مع الإصلاح يادكتور إكس..أنا معارض للأسد ولكني مع الإصلاح ولست مع الثورة..أنت معارض للأسد ومع الإصلاح ومؤيد للثورة..هناك من يعارض الأسد ويؤيد الثورة ولكن الإصلاح لديه ثانوي بدلاله أفعاله وموقفه المبني علي خلفيات طائفية وعِرقية وأحيانا تشفي سياسي..

الخلفية واضحة أن الرأي الأول يبني نظريته علي الإصلاح مع الأمن والسلام..والرأي الثاني يؤمن بأن الأمن والسلام لن يكون في ظل النظام والرأي الثالث لا يؤمن بالأمن والسلام لأن الأمن في فلسفته شئ قاضي علي فكرته الأيدلوجية التي يتحرك من خلالها..فهو يوقن بأن أيدلوجيته هي القاضي والحاكم-أيا كان توجهها....دي مقدمة بسيطة علشان تعرف إني مستوعب جزء كبير من كلامك وإن فيه اتفاق في أمور كثيرة ولكن يبدو أن قلة حديثك معنا بخصوص الثورة السورية كانت سببا في جهلك بي وبأسلوبي..

لا يهم إن كنت ساذجا لديك أم لا أو أكون حاصلا علي مؤهل علمي يؤهلني لمحاورتك.. الأهم أن تتدبر فكرتي وتعايشها علي أرض الواقع بعقلك وقلبك وسيبك مني أنا شخص مجهول ممكن اكون كمبيوتر...وممكن اكون جاهل أمي لا يدري ما يكتب ولا تخطه يمينه...مسألة الكينونة العامة للثورة أنا متفق فيها معاك من حيث المبدأ أن الثوار منهم الشرفاء وإن لم يكونوا أغلبهم..ولكن أنا محكوم بضوابط وأفكار علي الأرض فبها أنشك وعن طريقها أحكم.وماليش دعوة بمين ضد مين ومين مع مين..الأهم هو الحاصل علي الأرض..والحاصل علي الأرض يحكي فتنة طائفية تجري علي قدم وساق وأن هناك تهديدا مباشرا بتوسعها لتطال أقاليم أخري من القُطر السوري..وهناك احتمالات مؤكدة أنها ستمتد إلي دول الجوار...

هذه النظرة السوداوية لم تكن موجودة يوم انطلقت الثورة..يبقي بالعقل أن سبب وجودها مرتبط بعلتها..والعلة هنا هي المتغير الطارئ علي المجتمع السوري..فأصبحت الثورة علة والفتنة معلول..يمكن تزعل من كلامي أو تحط رد فيه شتيمة زي اللي فات..مش مهم..الأهم أن تتدبر كلماتي وأنا واثق إنك لو كنت باحث عن الحق فسيهديك الله إلي الطريق الصواب..ودا مش معناه احتكار حق..ولكننا نريد أن ننطلق من خلفية واحدة وهي حقن الدماء وصيانة الأعراض والممتلكات..بعدها سننطلق للإصلاح بقواعد سليمة..

علي جانب آخر فقياسك علي الثورة الفرنسية خاطئ لأن ثوار فرنسا كان بيجاهدوا ضد النفوذ الديني والملكية السلطوية في الأصل..وهذه الحالة في سوريا غير موجودة..بل بالعكس النفوذ الديني مع المعارضة الطائفية ..الآن من حقك استطلاع عقلية أغلب الثوار الطائفية وستعلم مدي صدق كلامي.. علي جانب آخر ...الآن وبحكم الدستور الجديد أصبح هناك تداولا للسلطة وهذا ضرب لقياسك علي الثورة الفرنسية من وجه ملكية فرنسا..أما دكتاتورية بشار فهي ليست دينية بل سياسية..أيضا فالثورة الفرنسية كان ليها مراحل بدأت يوم أن سقط النظام السلطوي..يعني احتساب ال10 سنين وإسقاطهم علي الوضع السوري غلط..فالنظام السوري قائم وهو المسيطر ولا يوجد بوادر لهزيمته وجميع المعطيات علي الأرض توحي بتفوقه..


أخيرا أنا أحبك في الله والله يشهد أنني أحب الجميع هنا بلا استثناء..فمن يعرف الله حق معرفته لا يكره أحد حتي من اعتدي عليه..ولكننا نتناقش وبيننا الحدث وتحليله..وبقدرتنا علي الرصد والتمييز هانقدر نقرب المسافات..سوي ذلك فسوف يظل كل طرف متمسك برأيه وهانفضل نتحاور في النادي وغيره من المواقع واحنا بنشرب الشاي أو النسكافيه وفينا اللي حاطط رِجل علي رِجل وفينا اللي بيتفرج علي قناة الأفلام ولا يحرم نفسه من الترفيه وييجي هنا في النادي يشتم فلان وعلان علشان مخالفين ليه في الرأي بينما الشعب السوري يموت والدماء تُراق والأعراض تُنتهك..وبكده يبقي انتصر لنفسه ولذاته ولم ينتصر للحق..والحق أحق أن يتبع..وتمييزنا للحق يبدأ من إدراكنا له وإدراكنا له يبدأ من تصورنا للواقع وليس عبر النظريات الذهنية التي لم يعد لها محل من الإعراب.