البرامكة الجدد!
يعرف الجميع كلام جوبلز"اكذبوا..اكذبوا..اكذبوا...فلا بد من أحد أن يصدق كذبكم"...وهي قاعدة يتم تطبيقها في الدول الشمولية ذات الاعلام التعبوي الغبي الذي يخاطب "طرش" من الغنم من اتباعه.
جوبلز ليس بجديد على ثقافتنا،فقد شهد تاريخنا "البرامكة" وهم جماعة من الفرس،كان لهم شأن ابان الدولة العباسية،صار لهم مزارع ومصالح وأموال برعاية الدولة،اعترافا من العباسيين بدور هؤلاء بالقضاء على الدولة الاموية.
مع تفشي البرامكة في المجتمع،وصاروا أقوياء في أوصال الدولة العباسية،بدؤوا حرب المصالح مع الولاة والساسة والوزراء الذين لا يتماهون مع مصالحهم،فكان البرامكة يتبعون وسيلة الاغتيال المعنوي للشخصية التي تحاول الوقوف في وجه نفوذهم،فكان البرامكة يطلقون كذبة أو شائنة أو نقيصة تخص الشرف والعرض وتُنقص من مروءة الرجال ويلصقونها بالوالي او القاضي الذي يقف في وجه نفوذهم،ثم يطلقون دهماءهم ورعاعهم للحديث في الاسواق عن هذه الواقعة المشينة المزورة ومن كثرة ترديدها تتحول الى حقيقة ضد الوالي،فيصل أمره الى الخليفة العباسي،فيعزله فينتصر البرامكة عليه!
ما أشبه اليوم بالبارحة....وما أشبه برامكة الأمس ببرامكة اليوم،وصدق الرسول ص حينما قال :"العرق دساس"،فالنظر الى برامكة اليوم تجد ان اول كلمة يقولونها لمن يخالفهم سياسيا:"هذا لوطي...هذا زوجته تخونه...هذا قابض اموال من اسرائيل"،أما دهمائهم ورعاعهم،فهم يطلقون معهم الكذبات التي بلا دليل،ويبدأ الدهماء بعقلية الخراف والقطيع بترديد كلام أسيادهم البرامكة دون عقل أو وعي او ادراك،ويرددونها في كل مجلس يجلسونه محاولين تحويله الى حقيقة حتى لو كانت روايتهم لا تصدق عقلا ولا منطقا.

فعلا انهم برامكة جدد!