المشكلة التي أراها هنا ليست أين توجد الشرعية فنحن لن نخترع عالما جديدا
.. الشرعية مستمدة من الشعب وحده ،وهو يعبر عن نفسه في صناديق الإنتخاب الشفافة ، و لدينا بالفعل إنتخابات سليمة – بمقدار ما يمكن ان تكون إنتخابات مصر سليمة – أتت بأغلبية إسلامية متوقعة ممن لديه أدنى حس سياسي سليم . إذا أين المشكلة ؟.
المشكلة هي أن هناك من يجادل في أن تكون الشرعية مستمدة من صناديق الإنتخاب و ليس من بلطجة الشوارع . من يتحدث عن الشارع المصري الان و ثوريته و ... كاذب و منافق . فحوادث الإجرام لم تتوقف منذ فبراير و حتى اليوم . و بمجرد خروج الإسلاميين في عيد 25 يناير بدأ الشارع ينفلت و هناك فتيات تم تعريتهن تماما وسط الجموع الثورية لولا عودة بعض الإسلاميين و انقاذهن من الإغتصاب . هذا التلفيق و الخلط و إنكار البديهيات هو ما يخلق المشكلة . النتيجة هي ما تنبات به تماما . المجلس العسكري ليس مشروعا للمستقبل حتى القريب منه ،و مصر سقطت في حجر الإسلاميين كثمرة ناضجة ،والإنتخابات الأخيرة هي آخر انتخابات سيحصل فيها غير الإسلاميين على 23% ، فالقادم سيكون فضيحة ،ولن يقل الإسلاميون عن 80-85% و الباقي 10% أقباط و 5-10% غير إسلاميين .
لو أردنا الديمقراطية هذه هي الديمقراطية التي يمكن ان يصنعها المصري المعاصر ،وهذا ما خشيته دائما لأني مصري أعرف جيدا كل مصر و أقراها كما أقرأ كفي . ولو أردنا فرض الراي بالعنف فهذه هي أيضا مصر ، فالقوة الوحيدة التي كان يمكن أن تواجه جموح الإسلاميين وهي القوات المسلحة لن يكون لديها ادنى تعاطف مع الليبراليين ( تعبير متجاوز ) ، فاستهداف القوات المسلحة بواسطة شباب التحرير و التناطح معها كان نوعا من الحول السياسي لشباب بلا أي فكر يقودهم امثال البرادعي المنسحب دائما .
بالمناسبة المجلس النيابي المصري هو إنتاج مصري سليم 100% ، فمن يسير في شوارع القاهرة و عشوائياتها لن يشعر انه في سويسرا فلم تتوقعون مجلسا سويسريا !.