تحية يا عزيزي

قبل ايام كانت هناك حلقة من الاتجاه المعاكس وكان ضيفها زميلنا وصديقنا نبيل شرف الدين "مالك الحزين" واخر ، وكلنا يعرف الحرب الضروس التي كان يخوضها نبيل ضد الجماعات الاسلامية ، ونعرف بهجت وجعفر علي ومنذ دخولهم الانترنت وهم ضد الاصولية الاسلامية ، لماذا الان يؤيدون وصول الاخوان عبر الانتخابات للسلطة؟
يقول نبيل شرف الدين في بداية حواره بلسان المتنبي

ومن نكد الدنيا على الحر ان يرى ـــــــــ عدواً له ما من صداقته بد

سأوجز ما استطعت

الكل يطالب بالديموقراطية ، ما هي وسيلة ممارسة هذه الديموقراطية ؟ انها فقط صناديق الانتخاب ، هي اللغة الوحيدة التي يمكن ان تفهم بها ، غيرها من اللغات لن تسمعها ولن تحسها ولن تراها ، من يريد القفز على هذه البديهية فهو بكل تجرد شخص غير ديموقراطي وليس له مكان في هذا العصر وكل شعاراته الباقية هي مجرد فقاعات وزعبرة لا غير
ليس من الضرورة ان تاتي الديموقراطية بكل ماهو جيد ، فهي سابقاً اتت بهتلر واتت بعده بجورج بوش الابن ، كما انها اقصت تشرشل واقصت ديغول ، فهي واقعية بظروفها ولن تكون حالة مثالية طوباوية او مفصلة على قدر خصر البعض ، فهي انها اما ان تأخذها على علاتها او تتركها لنظام حكم اخر
مبدأ الشرعية الثورية ، هو مصطلح ملغوم وغير قابل للفهم ، هل الشرعية هي للمكان ام للاشخاص؟ ان كانت الاولى نحن امام ردة مضحكة ولا ينقصها الا هبل واللات والعزى في الميدان ، وان كانت للثانية اليس هؤلاء الاشخاص هم جزء صغير من مجموع هذا الشعب وينطبق عليهم ما ينطبق على الكل . وهذا يفتح السوبرماركت الثوري فكل شخص سيدعي انه صاحب الحق الحصري بهذه الشرعية .
ولا ادري كيف لذلك الشاب الذي لا تزال كلماته نبارساً في الجزيرة وهو يرغي ويزبد " حتى لو دخل الشيطان نفسه المجلس يجب ان يسمع كلامنا" ، شوه يا ابني انت طلعت بلطجي ثوري ، باي حق تفرض ذلك ؟

هي حالة ثورية بأثر رجعي
لا زلنا نتذكر ونتكلم عن احداث عشناها بكل تفاصيلها المملة ، الثورة المصرية لم تكن ثورة يوما ما ، فقط الان يريدون الباسها اللباس الثوري
عندما قامت الجماهير بالتظاهر كانت المطالب تتصاعد تلقائياً وفق الحدث اليومي ولم تكن مطالب واضحة قبل ذلك ، فبدأت عن الاجور والبطالة ثم للتوريث ثم عدم التمديد ووقع بين ايديهم ان مبارك غادر فلم يعرفوا ماذا يفعلون باليوم التالي فلا برامج جاهزة ولا اهداف واضحة ، تذكروا عندها انها اصبحت ثورة ولكنها بلا رأس وبلا لباس ، وهم لايجيدون الا التظاهر والتظاهر فقط والمطالب الكبيرة دون معرفة اليات تطبيقها فالبوسها لباس " تحقيق اهداف الثورة" هذا اللباس الفضفاض الممعن بالمثالية والطوباوية ، فهي اصلا لا ثورة ولا مايحزنون لولا التفكير باثر رجعي .
يتماهى معهم اعلام وافواه لا يعرفون عن ماذا يتكلمون ، حتى القنوات المخصصة للافلام تماهت فاحتلت الثورية هالة سرحان محطة واحتل محمد صبحي اخرى ، والمتزلفون احتلوا الباقي وصبية من الطبقات المتوسطة التي لا يهمها جوع 50% من الشعب المصري فمصر هذه بارضها وشعبها وتاريخها خلقها الله واوجدها لكي يمارسوا فيها تجاربهم وافكارهم

تحياتي