النظام السوري،قبل 15-اذار هو نظام فاسد،ومعروف انه نظام قاتل ولا شرعي وسرق الحكم عن طريق التوريث والعبث بالعقد الاجتماعي الذي قامت عليه الدولة السورية.
بحسب الارقام الصادرة عن المنظمات الدولية تتربع الدولة السورية على مراكز متقدمة في الفساد وتنعدم فيها السفافية،ويرتفع فيها خط الفقر الى معدلات مهولة،وبحسب احصاءات حكومية سورية فانه في 2009 ثلث الشعب السوري عاطل عن العمل،كما ان وجود 17 جهاز امني في البلاد حولها الى "سيرك" بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
بعد 15 اذار،قام أطفال في درعا بكتابة عبارات على الجدران متأثرين بالجو العربي العام،فقام كلب اسمه عاطف نجيب بخلع أظافرهم وتعذيبهم تعذيبا شديدا واهان أهلهم،فما كان من الناس الا ان أنفجروا،وولدت الثورة السورية.
افرزت الثورة السورية اربع نماذج،ثائر وهو المطالب باسقاط النظام ومحاكمته ومحاكمة القتلة،وتم مواجهته بالقتل والرصاص والتنكيل والحبس والاجرام،ومحايد،وهو على الاغلب شخص "حربوق" ويعتقد ان انصاف المواقف "حربقة" كأن يقول لك "النظام فاسد ويلعن ابوه....ولكن المعارضة أيضا فاسدة" ...ولا أعرف كيف حكم على المعارضة ان كان النظام الحالي يحكم منذ 40 عاما وانك كطالب جامعة ممنوع ان تدخل اليها الا بعد ان تكون "بعثي"!!!...طبعا لا ادافع على المعارضة...لكن هو سؤال محق....شخص يصف طعم التفاح ويقول :"يع مو طيب"....وهو لم يتذوقه أصلا....هل نأخذ بكلامه؟!...انا اتكلم منطق ولا اتكلم سياسة..!...من وين لوين ليحكم على فلان انه فاسد؟..واين رأى فساده؟..وكيف؟!..الا اذا كان يمارس الاستهبال.
النوع الثالث من الاصناف البشرية السورية بعد 15 اذار هو المنحبكجي،وهم مجموعات من اصحاب المصالح على بعض الطائفيين على بعض الخائفين من النظام -وهذه الفئة الغالبة بالمناسبة-،ويغلب عليهم الطابع اللا منطقي بالتعاطي مع الاحداث،والنقاش معهم عبارة عن تفصيل المفصل وتوضيح الموضّح والعودة الى نقطة الصفر دون ان تستفيد شيء.
منهم من يطرح رؤى علمانية وتارة تجده يساري وتارة تجده ضد الاسلاميين،وبنفس الوقت يمدح ايران والنظام الايراني،او يضع صورة حسن نصرالله وهو علماني!!...او يقول لك انتم تريدون جلب التدخل الاجنبي الى سورية،وبعدها بسطر يكتب لك:"بعد امداد القاعدة العسكرية الروسية في طرطوس بحاملة طائرات روسية فان النظام سيستمر"....يعني يحكم كلامه اللا منطق واحيانا التغابي!
ما يستفز في هذه النوعية انه يرى القتل والتنكيل بعيونه،ومع ذلك مصر بشكل غريب على الانكار!!..وجميع القنوات بالنسبة له هي مغرضة ومشتركة بمؤامرة كونية ضد النظام الممانع،والأدهى والاشد مرارة انه صار يؤمن الان بالاعلام السوري المضحك والكذاب.
أكثر ما يجلط ربي في المنحبكجي انه بعد ان تحاوره ويحدث ان تصرخ عليه،يتكلم معك وبراءة الطفل في عينيه قائلا:"انا بطالب بحقي الديمقراطي بالكلام والتعبير"،وطبعا لسخرية الأقدار انه يدافع عن نظام قتل ويقتل وسيتقل كل من يعارضه!...بما فيهم المنحبكجي لو اخطأ بطريقة الدفاع عن النظام!!!!
النوع الرابع من الاصناف البشرية في سورية،هو الشبيح،وهو "منحبكجي" سابقا،لذلك قيل ان كل "شبيح" هو "منحبكجي" وليس كل "منحبكجي" "شبيح"،والشبيحة يختلفون بالرتب منهم من هو متخص بالتشبيح الاعلامي كالمجاهد طالب ابراهيم،ومنهم من هو متخصص بالتشبيح الالكتروني مثل ولد خول اسمه عمار ابراهيم،كان في وقت سابق يفتخر انه مؤسس جيش الشحاطات الالكتروني وهو عبارة عن محموعة من الصبية والمراهقين الذي يغلقون المواقع ويسرقون كلمات المرور،والمضحك في امرهم ان بشار شخصيا شكرهم على تشبيحهم،وهناك الشبيح العادي،وهو غالبا مرتزق وجبان ومتلطّي خلف سلاحه،يأخذ يوميا الفين ليرة مقابل قتل السوريين،والشبيحة برأيي المتواضع لا مجال للحديث معهم،فالقتل هو افضل طريقة للتعامل معهم،لأنه من ارتضى لنفسه ان يتورط بقتل غيره،قد تنازل ضمنا عن حقه في الحياة.