الهدف من هذا الشريط هو تشريح موقف حماس هذا الذي تراه جيد نسبيا، و توضيح العهر السياسي الذي تمارسه الحركة بغض النظر عن طبيعة النظام السوري. وعلى ما يبدو هنا، ان الكثيرين يعتقدون ان السياسة عبارة عن فن البغاء والارتماء باحضان من يقدم اكثر للحركة، و من لا يتقن هذا الفن، فلا يعرف الف باء السياسة!!! بينما السياسة هي فن الممكن!!! الممكن تحقيقه باقل الخسائر المادية و الاخلاقية و باسرع الطرق الممكنة!!!
فالنظام السوري ومنذ اليوم الاول لاعتلائه سدة الحكم، اعلن عدائه الواضح و المطلق للقرار الفلسطيني المستقل، و سعى سعيا دؤوبا لاحتوائه. لا بل يمكن القول ان سبب انقلابه على السلطة، كان بسبب تركه لمنظمة التحرير الفلسطينية لقمة سائغة للجيش العربي بالاردن. و لا يخفى على احد محاولاته المستميتة في شق الصف الفلسطيني، عن طريق دعم حركات فلسطينية كانت تغرد خارج السرب الفلسطيني كالجبهة الشعبية القيادة العامة و فتح المجلس الثوري و غيرها، و بل وصلت به الوقاحة لتشكيل بديل لمنظمة التحرير في بدية الثمانينيات، عرف انذاك ''بجبهة الانقاذ الوطني''. يعني بالمختصر المفيد تاريخ النظام السوري مع القضية الفلسطينية حافل بالسواد. و هذا لا يخفى على حركة حماس، التي اختارت الى الارتهان الى هذا النظام بسبب مصالحها الضيقة و التي تتمثل بالحاجة الى الدعم بعد انقلابها المشؤوم في غزة، غير آبهة بضرورة بقاء القرار الفلسطيني مستقلا!!! فمن اجل هذه المصالح الضيقة، باعت الوحدة الفلسطينية الى حكومة دمشق، و ارتضت الحركة لان تكون حمار طروادة، الذي دخل النظام السوري فيه البيت الفلسطيني، ليتحكم في مصير وحدته!!!
و في الوقت الذي علا فيه نجم الاخوان في مصر و مع استلام المجلس العسكري ، ذو العقيدة الاسلامية السياسية، مصر، و مع اندلاع اعمال العنف في سوريا، والتي اتت بمباركة و تحريض من اشقاء حركة حماس من الاخوان المسلمين السوريين و العرعوريين، اختارت هذه الحركة لان تدعم هؤلاء في السر متنكرة للنظام، و ان تعلن الحياد الكاذب بالعلن!!! و لو كانت قوى التغيير في سوريا غير اسلامية، يسارية مثلا نوعا ما على نمط الثوار المصريين في ساحة التحرير، عند البداية الاولى للثورة المصرية، لتخلت حماس عن حيادها المزعوم و اعلنت وقوفها المطلق الى جانب النظام، تماما كما تفعل الان ربيبة سوريا الجبهة الشعبية القيادة العامة و بقية الفصائل الفلسطينية العلمانية و الدائرة في الفلك السوري!!!