قد نجد ولو عذراً مستساغاً من بعيد في الحالة السورية على إعتبار أن النظام السوري نظام عروبي فيه ريحة قومية ويقع داخل الإطار العربي ، لكن أن تصل القهقهة إلى القضية الشيشانية والوقوف بجانب الغزو الروسي والانتقاص من قدر المقاتلين الشيشان تارة بنعتهم " بالإنفصاليين " وتارة بنعتهم ب " الوهابيين " فهذه كارثة من أفظع الكوارث الإنسانية والشرعية التي قد يرتكبها مسلم على وجه هذه البسيطة ، ولكن يبدو أن ملة الظلم واحدة أخي خالد فلا فرق بين النظام السوري وبين النظام الروسي سوى ترتيب بعض الأحراف فقط .

ودائماً أجدك تضع يدك على الجرح الأليم وتبرع في وصف المرض كبراعة الطبيب الأريب ، لقد ضعنا بين حانا ومانا وتاهت مشاريعنا وأحلامنا بين أقصى اليمين وأقصى اليسار وكلاهما يتخندق خلف مواقفه ويغلفها بصنوف شتى من البهارات القومية والإسلامية والمذهبية ، ستجد البعض من يحرم علينا مؤازرة مقاومة حزب الله " ساق الله أيام المقاومة " بحجة الدعم الرافضي الخبيث له وستجد نفس الأمر مع المقاومة العراقية والشيشانية بحجة الدعم الوهابي ، ستجد من يتحدث من أبناء المتعة ومن يتحدث عن أبناء المسيار ، ستجد من يغلف حقده على أهل السنة بمحاربة الوهابيين بينما بقية السنة حبابين وطيوبين - وهو يقصد السنة ككل - وستجد من يغلف حقده على الشيعة بمحاربة الشيعة الفرس والصفويين بينما يقول الشيعة العرب اخواننا واحبتنا ويمكن الوصول معهم لنقاط مشتركة - وهو يقصد الشيعة ككل - ، والأمر نفسه يتكرر مع بعض العلمانيين وبعض الإسلاميين والنتيجة ضياع الأهداف المشتركة والمشاريع الإسلامية الوحدوية النهضوية .

ليت علي نور يدرك بأن الحسين وآل البيت الكرام لو سلمو بشرعية الحكم الأموي لفتحت لهم أبواب الدنيا على مصارعها ، ولأصبحوا جنرالات وقيادات ورؤساء في الدولة الإسلامية الأموية ومن بعدها العباسية ، ولكن معادلة رفض الظلم والاضطهاد ومطالب العدالة والحرية والاستقلال هي مطالب مشروعة ولا فرق بين أن يكون المطالب بها جنرالاً أو مجرد رجل مغمور ، إنما العبرة بعدالة المطالب نفسها فالرجال يعرفون بالحق لا الحق يعرف بالرجال .

ولا حول ولا قوة إلا بالله ، أصبح الصادق كاذباً والكاذب صادقاً والأمين خائناً والخائن أميناً ، كما تحدث نبينا صلى الله عليه وسلم ، زمن تغير المفاهيم والمصطلحات والولاءات .