عزيزي حائر حر،

أنا لم يسبق لي أن كنت مسلما سنيا، لا اليوم ولا حين الولادة..

بقدر ما أحترم خياراتك، لكنني أعرف أسبابها، وأعرف أيضا أين ستذهب.. من أجل ذلك أقول لك الله يهديك..

عزيزي،
كثرة المغالطات التي يقوم بها فلاسفة الحضارة الغربية، ومن يهوى هواهم من الاستغرابويين من جماعتنا لا تعني أبدا أنهم قد وصلوا لشيء.. قد يكون الشيء الذي تراهم قد وصلوا إليه قد دفع غيرهم ثمنه، وقد يكون شيئا لا علاقة له بواقعنا نحن، إلا من باب كلنا حماميز الله فلم أدر أي حمزة أردت.

على كلّ،

أنا ما عندي مانع، بالعكس أشعر بالسعادة حين أرى فريقا من الناس يسعى لنهضة الأمة سعيا جديا مرتكزا على الأفكار العالمانية الديمقراطية. وحين أرى ذلك لن أقف في طريق من سيصنع هذا... لكن عزيزي ما أراه لا علاقة له بالنهضة ولا يشبهها، ولا من نفس فصيلة الدمّ حتى.. ما أراه هو استغراب وإلحاق وتبعية فكرية من جانب، واستبداد وإقصاء ونخبوية من جانب آخر.

همسة في أذنك،
هل تعلم نسبة المتدينين في الآباء الأوائل المؤسسين للولايات المتحدة؟ وكم منهم كان محافظا؟

هذه الهمسة لا تدفع إلى جعلك أو غيرك متدينا، هذا شأن شخصي، لكن هل كان هذا الجانب الشخصي له علاقة بنجاح هؤلاء في تحريك المجتمع الأمريكي تجاه فكرتهم ومشروعهم؟