ترجع بي الذاكرة إلى عام 2006 عندما كانت أمطار صيف إسرائيل تنهر على قطاع غزة في عملية انتقامية لخطف جلعاد شاليط.
يوم وقفت الأمة العربية و الإسلامية تتفرج و على رأسها الشيخ القرضاوي.
و لم يأت الإنقاذ و النجدة لغزة إلا من حزب الله عندما شن عمليته الشهيرة التي قادت إلى حرب تموز.
صحيح أن الهدف المعلن من العملية كان تحرير سمير القنطار و لكن لم يكن خافيا على أحد أن السبب الحقيقي هو تخفيف الضغط عن غزة.
طبعا كان حزب الله مضطرا لقول أن السبب هو تحرير القنطار لأن السياسة اللبنانية لم تسمح له بأن يقول علنا أنه يذهب إلى حرب بسبب أحداث تجري في فلسطين.
لا زلت أذكر عبد الباري عطوان يكيل المدائح لحسن نصر الله الذي لم يهب أحد لنجدة غزة في العالم إلا هو.
دفع حزب الله ثمنا باهظا أكثر من ألف شهيد مدني شيعي (مادامت الموضه هالأيام الكلام بالطائفية).
و رغم ذلك هب من يقول أن الدعاء لحزب الله بالنصر ممنوع و انه مغامرون و حمقى و غير ذلك.

طبعا موقف حزب الله من "الثورة" السورية موقف إعلامي معادي ماشي الحال
و هو على أي حال لا يقدم و لا يؤخر
ماذا كان المطلوب من حزب الله
حتى لو أراد حزب الله التنكر لجميل النظام السوري
إذا كان تقييم قيادة حزب الله أن النظام السوري قوي و "الثورة" لا تهدده و هو تقييم في أقل أقل تقدير يوازي التقييم الآخر رجاحة و احتمالية.
أليس من العقل و حفظ مصلحة الحزب و القضية التي يقاتل لاجلها أن يقف إعلاميا إلى جانب النظام بدل أن يتورط إعلاميا ضد النظام و يؤدي الأمر إلى انقطاع شريان حياته.
و من يدري أليس محتملا لو خان حزب الله و إيران النظام السوري و تخليا عنه أن يرسل النظام السوري رسالة من تحت الطاولة إلى الولايات المتحدة و يقول " انا مستعد للتفاهم و التخلي عن إيران و حزب الله" و عندئذ سيبقى النظام السوري و سيكون حزب الله هو كبش الفداء
من ناحية أخرى
برأيكم لو كان تقييم حزب الله و إيران بل و حتى روسيا و الصين أن نظام الأسد في طريقه للسقوط ألم تكن هذه الدول جميعها ستحسب حساب مصلحتها مع النظام القادم؟