(03-19-2012, 03:02 PM)ابانوب كتب: .
ومع ذلك فالشرك بالله هو أن تشرك مع الله كائن آخر فى العبادة .. هذا بصفة عامة .. ثم تأتى تعريفات متفرعة عن ذلك بأن تعطى مجد الله لآخر غير الله .. وتعطى صفات الله وأسماء الله لآخر غير الله .. إلى آخره ..
لقد قدمنا لك اعلاه المعنى الشرعي , و لا نرى في الأمثلة التي تسوقها أي اشرك للنبي في الوهية او ربوبية او اسماء او صفات مع الله تعالى.
اقتباس:وكل هذا نجده فى الإسلام .. كيف تجعلون الله يصلى على محمد ؟ لمن يصلى الله ؟ وهل يصلى الله مع الملائكة ؟ وهل تختلف صلاة الله عن الملائكة ؟ أليست تلك عبادة من الله والملائكة لمحمد ؟
ليتك تعبت نفسك قليلا و بحثت عن المعنى اللغوي لكلمة ( صلاة). فالصلاة تعني الدعاء لغة , أما المعنى الاصطلاحي للصلاة و الذي يصف الصلاة الحركية المعروفة فهذه ليست صلاة الله و ملائكته و المؤمنين المطلوبة للنبي عليه السلام. و التي وردت في الآية القرآنية (( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ))التوبة: 103
فالمقصود بالصلاة هنا هو الدعاء. و لاتنس أن الصلاة بهذا المعنى ليست مقصورة على النبي فقط بل ايضا على المؤمنين ( حتى لا تقول ان الامر تاليه للنبي) فقد ورد ايضا في القرآن (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿٤٣﴾ ). و تفسير كل هذا الذي غمض عليك هو:
والصلاة من الله على العبد هي رحمته له وبركته لديه . وصلاة الملائكة : دعاؤهم للمؤمنين واستغفارهم لهم
اقتباس:ثم كيف يأخذ محمد أسماء الله ؟ كيف يكون محمد على سبيل المثال "الحاشر" .. والله هو "الحاشر" أيضاً ؟ من يحشر الناس يوم القيامة للحساب ؟ الله أم محمد ؟ أم شركة الله ورسوله ؟
واضح انك تخلط بين اسماء الله تعالى التي وصف نفسه بها و بين صفات افعاله. و هذا دليل ضعف قراءة و اطلاع لا يجوز لمن يريد ان ينصب نفسه ناقدا.
و صفات الله الفعلية لا تتضمن أسماء الله ؛ لأنها متعلقة بأفعال الله تعالى . اعطيك أمثلة ورد في القرآن ان الله تعالى(يمسك السماء أن تقع على الأرض) و لكن لا يجوز لاحد أن يسمي الله تعالى ( الممسك) و كذا ينطبق على ( الحاشر) فلا نسمي بها الله تعالى لأنه يقول( يوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل ( الفرقان : 17 )
لا يمكن أن نسمي الله اسما لم يسمي به نفسه , لأن اسماء الله تعالى توقيفية و ليست اجتهادية.
اقتباس:ومحمد هو الماحى ؟ هل يمحو أحد الذنوب غير الله ؟ هل يشترك محمد فى محو الذنوب ؟ إن لم يكن هذا شركاً فما هو الشرك ؟
انت الان تتحدث بطريقة بعيدة عن الدقة و المصداقية , فالنبي لم يقل ( أنا أمحو الذنوب) فدعنا نضع كلام النبي بامانة أولا :
( وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر )
ليس في كلامه اي اشارة للذنوب. هذه واحدة.
الثانية أن الذي يمحو هو الله كما قال عليه السلام ( يمحو الله ). و هذا مثال قولك ( الماسحة) لما تمسح به الكتابة , فالذي يمسح فعليا هو الذي يستخدم الماسحة , رغم ذلك فاننا نسميهاالماسحة , لأن فعل المسح تم بها. ايضا النبي سمي الماحي لأن الله تعالى محى به ( اي برسالته) الكفر.
اقتباس:بل أن بعضهم جعل عدد أسماء محمد كعدد أسماء الله وله أسماء كالله مثل الرؤوف والرحيم :
الرأفة و الرحمة وصف بها النبي و يمكن أن يوصف بها غيره و لكن لم تستخدم أداة التعريف ( ال) فالقرآن يقول عن النبي :
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ. [ التوبة:128].
و لم يقل عنه انه ( الرؤوف الرحيم) اذ هي اسماء من اسماء الله تعالى.