الممانعة و المقاومة تكون شعارات زائفة يراد بها "أكل بعقول الشعب حلاوة" طالما لم تستند بالأساس الى بناء جبهة الداخل بناء وطنيا حقيقيا يحقق للشعب مكاسب هو نفسه يمانع و يقاوم و يستميت في الدفاع عنها. يعني يحس ان هناك وطنا أعطاه و أرضاه و كرمه كانسان. لكن الأنظمة الشمولية غير مؤهلة لممانعة حقيقية لأنها تسببت في تكوين داخل و جعلت من شعوبها أعداء لها حين حرمتها الحريات السياسية و سائر الحقوق الاجتماعية لتحتكر كل شئ لجانبها. انها تقوض "بنفسها" مقومات الصمود و الممانعة و المقاومة حين تحقن الشعب بتراكم متواصل من مشاعر الظلم و التهميش و الافقار و الاحتقار و تحوله الى "قن" أو "عبد" لها. فلماذا سيحمي هذا القن عبوديته و قهره و اضطهاده؟!
و من ناحية ثانية فهذه الأنظمة وقت الزنقات السياسية يتكشف وجهها الحقيقي المختفي وراء الشعارات الرنانة و هو الوجه الذي مستعد أن يبيع الوطن بالقطعة و تباعا مقابل أن يبقى في عرش السلب و النهب. و تعبير "إن إسرائيل لن تحقق نصراً يذكر، طالما أن حكام دمشق بخير" يقول الحقيقة كلها.
و هذا ينطبق على الأنظمة الدينية و قوى الاسلام السياسي فحماس و ايران و السعودية كلها تسير على نفس النهج. و كل هذه التقوى و هذا الورع ليسا سوى شعارات كاذبة سميكة و رنانة تخفي حقيقة خيانتهم لمصالح البلاد و العباد معا من أجل مصالحهم هم.
حماس مثلا تسير من هدنة الى هدنة و بعد أن كانت تخون "فتح" لأنها قالت بدولة ضمن حدود ال 67 الا انها بعدها صارت تقول نفس الشي. و الاخوان على الدرب سائرون.
ثم انه الجولان ليس وحده من ضاع من أراضي سوريا فهناك لواء الاسكندرون أيضا الذي ضاع في اتفاق أضنة في التسعينات. فالبعض يتغاضى و يصور تركيا كفارس أبيض همام قادم لتحرير رقبة سوريا. هنا تكمن الخطورة. فلا زال يؤكل بعقولنا حلاوة.
اقتباس:ليس مهماً أن يحتل العدو دمشق أو حتى حمص وحلب فهذه أرض يمكن تعويضها وإعادتها أما إذا قضي على حزب البعث فكيف يمكن تعويضه وهو أمل الأمة العربية .
هذه العبارة تذكرني دائما ب "ان كان محمد قد مات فان الله حي لا يموت"!
المهم الله و وكيله! و بعدهما كل ما فوق التراب تراب! هذا ما يريدوننا أن نتعلم و نحفظ و نبصم عليه.