(04-04-2012, 09:02 AM)الزّوبعـــــهْ كتب:  إذا هيك حقك على راسي ،و دايان يكذب في السبب

جديد و أسد لم يوقفوا إطلاق النار وقت طلبه عبد الناصر و ما أوقفوه سوى بعد تمرير الصفقة الجولانية

الأمر الثاني الذي يدل على كذب دايان ..

صلاح جديد و الأتاسي و ماخوس كانوا من أنصار إغراق إسرائيل في رقعة جغرافية واسعة و شن حرب عصابات عليه تنهشه و تنهكه ..

و الواقع يقول أن الحكومة السورية و عساكرها ن الضباك انتقلت وقتها إلى حمص تحسباً لخطة "الإغراق"

عزيزي الزوبعة،
للاسف كما قال هنري كسنجر: لم يترك العرب فرصة لخسارة الحرب في العام ١٩٦٧ الا و استغلوها! و للاسف ايضا موشيه دايان لم يكذب، فلم يكن النظام في سوريا آنذاك سوى نظام ارعن لا يمتلك خططا بقدر ما يمتلك خطب نارية! و كان يسمى بحكومة المراهقين الثلاث (نسبة الى حكومة د. الاتاسي و د. صلاح جديد و كمال زعيّْن). فهم كانوا ينساقون مع استدراج العدو لاستفزازه، فكانوا مثلا لا يدخرون جهدا في قصف المستوطنات الاسرائيلية في الجليل لمجرد مشاهدة تراكتور اسرائيلي يحرث الاراضي المنزوعة السلاح و الفاصلة بين اسرائيل و سوريا! فوقعوا بالفخ و انجروا لحربٍ هم غير مستعدين لها. و لم يكن اخلائهم للمقرات الحكومية في دمشق و انتقالهم لحمص، سوى توقع بسقوط سريع للعاصمة السورية، و هو ما تجنبته بالمناسبة اسرائيل، لاسباب سياسية مثل ردة فعل العالم لاحتلال عاصمة عربية و لاسباب استراتيجية و لوجستية بحتة، حيث انها لم تكن ترغب في تحمل عبء ادارة حياة كذا مليون نسمة يعيشون في العاصمة السورية!
و بالمناسبة، سقوط القنيطرة بهذا الشكل لم تكن الحماقة الوحيدة التي ارتكبها العرب. ففي الايام الثلاث الاولى للحرب مثلا، ادرك الاردن ان الضفة الغربية ستسقط بكاملها لا محالة، فأوعز الى ممثله في الامم المتحدة لأن يطلب اجتماع فوري لمجلس الامن لاستصدار قرار فوري بوقف اطلاق للنار، لانقاذ ما يمكن انقاذه مما تبقى من اراضي الضفة الغربية. و لكن بما ان مندوب الاردن هناك كان يستمع للبروباغندة العربية ولا سيما اذاعة صوت العرب من القاهرة، و التي بقيت طوال الحرب توهم المستمع العربي بان طائرات سلاح الجو المصري لا تتوقف عن دك تل ابيب، مع ان الاسطول الحربي الجوي المصري كان في خبر كان في الدقائق الخمسة و الاربعين الاولى للحرب، قرر هذا المندوب الا يثق بحكومته و يؤخر نفسه في طلب الاجتماع، معتقدا انه يعطي الفرصة للجيوش العربية في الاجهاز على اسرائيل، فسقطت بقية الضفة!
في طريقة مشابهة أخرى لسقوط القنيطرة سقط الشريط الشرقي الملازم لقناة السويس. اذ انه كانت هناك اوامر مباشرة من وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه دايان بعدم احتلال هذا الشريط، و ذلك لئلا يتعطل العمل في الممر المائي الدولي و الحيوي قناة السويس، فيسبب ازمة دبلوماسية عالمية لاسرائيل، قد تفرض عليها الانسحاب من كل سيناء. و لكن علمت اسرائيل ان امريكا تعد قرارا لمجلس الامن يطلب من القوات المصرية و الاسرائيلية الانسحاب الى قرابة ١٠ كيلو متر بعيدا عن القناة شرقا و غربا و علمت ايضا ان عبد الناصر وافق على قف اطلاق للنار، فغيرت اسرائيل من خطتها لاحتلال كامل الشريط الشرقي للقناة، من اجل ان تقدمه كتنازل لمجلس الامن بدل الانسحاب المجاني!!!