ما قلتلك يا حكيم، أشك أنهم سيستفيدوا من الفرصة الأخيرة، وما أمر إخوانهم من حماس ببعيد.

كان لديهم فرص ذهبية لإثبات عدم حموريتهم، والحمورية هنا كناية عن أنهم مطية جاهزة لمن يريد للوصول حيث يريد، عليه فقط أن يحسن سياستهم حتى لا يرفسوا أو يحرنوا.

يعني، فينا نقول الوقت يمضي بسرعة، والإخوان لن يستفيدوا من الفرصة، تم استعمالهم لإجهاض حركة الشعب بكل وقاحة، قبل وبعد تنازل مبارك. من ينسى اجتماع عمر سليمان بهم بشكل وقح أثناء الثورة.

هم يثبتون قدر الإمكان أنهم حمير سياسة، فإما أن يبدؤوا بتثقيف جماعتهم سياسيا وتفعيل حل لإبطال الميوعة السياسية الفكرية التي هم فيها منذ عهد طويل.
أو أن ينصرفوا للعمل الخيري والتربوي ويحصروا أنفسهم فيه، ففيه مندوحة عن الحمرنة السياسية.

رفقا بهؤلاء الذين أرادوا ببلدهم خيرا، فقمتم بامتصاص طاقتهم لإعادة توليد النظام، بئس الناصحين لقومكم كنتم، فارجعوا وتوبوا وأصلحوا قبل أن تدق ساعتكم، ولن يبكيكم حينذاك أحد.

سقطتم في الحفرة لأول مرة، فقلنا معذورين بسطاء مبتدئين لا تعلمون، ففيم ترجعون إلى جحر نفس الضبع لتؤكلوا نفس الإكلة؟

لستم معذورين أيها الإخوان، وحمقى فوق الحمورية إن ظننتم أن العسكر سيسلم لكم مصر على طبق من ذهب، فضلا عن قلة دينكم الذي تزعمون. وأنتم تعلّمون أن الملك لله وأن السلطان للأمة. فأتيتم غير الباب وطلبتم من غير صاحب الحق.