عليّ أن أتأدب بحضرة الموت وبقيمة الشهادة، وعليّ أن أعي أنني مثل كل عربي تهمه كل قطرة دم فلا أزاود بها على أحد.

من ذا الذي يرتضي الدم حلا إلا الخالي من أي قيمة.
علينا أن نبحث عما يقربنا وليس عما يفرقنا، وليس بذر الأفكار جزافا وبغزارة تشتت الجميع وتأخذنا بعيدا عن هدف أردناه.
الحق هو غايتنا، ومن يخاف الحق ينظر بعين واحدة بعيدة عن العدل والإنصاف ... يقرأ من الواقع ما يعجبه ويدع ما لا يعجبه وهذا ظالم حتى لنفسه.

اخشى ما اخشاه ان يؤول بنا الحال كالعراق فنتلبنن و نتعرقن ... الكل يدين القتل و نترحم على الشهداء و لكن بالمقابل نتساءل الى اين سيأخذنا النقاش ؟، التكفير و التخوين و المستقبل الاسود امامنا ... تخوين و ثارات و لجان اجتثاث .... و من الخطأ المراهنة على الوعي الذي يتكلم عنه التنسيقيات لأن الواضح أنها لا تملك زمام السيطرة سوى على بعض الاشخاص ....هذه الدماء التي تراق كل يوم أغلى بكثير مما نتصور ...لأنها للسوريين و لكن ...علينا ان نفسح المجال للعقل و الحكمة لأنها مناط النجاة و السلامة ...فلننظر الى جيراننا و لنفكر بضحايا الاغتصاب في بلاد الغول و الاردوغان قلعة الاسلام و محرر الثوار.

ليس هناك فرق بين الشهادة أمام مطلب حق من متظاهرين، وبين الشهادة أمام واجب..إدانة هدر الدم وإدانة من يعتبره حلا، إدانة تسويق الأحداث واستغلالها بطرق رخيصة، إدانة لمن يشعل نار الفتنة بناء على حقائق ناقصة وبناء على افتراضات.

لن أقول إن الأمر عادي وبسيط ويحل بجرة قلم، على العكس تماما إن الأمر أكثر من أن تحتمله العقول، حالة تجعل الحليم حيران، حالة قمع ليس من جهة واحدة من كل الجهات تجعل حتى من يطالب بالحرية يطيح بحرية الآخرين، ومن يقدم رأيا يستلب آراء الآخرين، ومن أجل أن ترضي من حولك عليك أن تنقسم نصفين - مع كل الغموض وعدم الوضوح- .. يطلب منك إذا أن تكون بحالة نفاق دائمة.

لن نأتي بشواهد وأماثل من القنوات ومن الشوارع، بل من هنا في هذا المنتدى، بوادر الحرية تلمع أنيابها بين ثنايا كل حديث، ولهجة التهديد والوعيد تظهر حتى عند المعتدلين، حتى يتوجب عليك أن تتوقع سكينا أو ساطورا يعمل تقطيعا بك حتى بمشاركتك، فتقبل لئن يطالك ساطورا يقطع أوصالك خير من أن ترى تقطيع أوصال الوطن، وتجلس صامتا لأن أحدهم لوح لك بما تحت العباءة مهددا... لك حق في طرح رأيك ومع ذلك هناك من يمنعه عليك ويتكرس عدوا، بهذا "الانفصام" إن حسنت النوايا وبهذا "النفاق" إن ساءت النوايا.
تطابق الواقع في سورية تماما كما هو حال الواقع في هذا المنتدى، لا أحد يعطي المجال لطرف ثالث أو أن يتقبل طرفا ثالثا، طرف لا يقبل بـ هدر الدم والفساد والتسلط، ولا بالتكفير وحريات غير واضحة المعالم وغير واضحة التوجه، والمطالبة بالتغيير دون هدف ودون هدى حتى لو تقطعت أوصال الوطن، وحين يضيع الوطن ماذا نفعل بالحرية ... أسأل أين تفكير الناس؟؟ أين ثقافتهم ما الذي ابتلعها ؟؟

نأخذ الكل بجريرة الواحد.... لافرق اذا من يحمل شعلة او من يطفئها
وكان الكل قد اتفق على مرحلة جديدة من تاريخنا ..مرحلة الوجود او اللاوجود، اما ان انتصر او اموت لهذا يبدو ان العقل الان مغيب تماما

اسمحا لي ان اسير خلفكما واتعلم ان في الحياة ياسمين يمكن ان يعربش بالقرب من الصبار

تحياتي و تقديري للجميع.