(04-22-2012, 11:22 AM)The Holy Man كتب:  

(04-21-2012, 11:35 AM)thunder75 كتب:  أنا شخصيا مثلك لن أسامح لكن ما يريحني أنني كمؤمن بالله أؤمن بالعدالة الإلهية التي سوف تقتص في نهاية المطاف من هؤلاء الذين أجرموا بحق شعب كامل.

(04-21-2012, 01:13 PM)thunder75 كتب:  من هذا التطور التاريخي نشأت العبودية والعلاقات الاقتصادية البدائية، وكان الغزو من أسرة إلى أخرى أو عشيرة إلى أخرى أو قبيلة إلى أخرى، لتوسيع المجال الحيوي، أو للاستبدال بمجال حيوي آخر أكثر خصوبة، مما كان يستدعي قتل المهزوم لتوفير الغذاء للمنتصر، ثم انتقل القتل إلى العبودية. أي أن ظهور العبودية كان تطوراً إيجابياً من الناحية التاريخية، حلت فيه العبودية محل القتل الجماعي أو الفردي.

هل العدالة الإلهية سوف تقتص من كل الذين ساهموا في هذا "التطور الإيجابي" من الناحية التاريخية (استعباد البشر والسبي ... إلخ ) ، أم سيتم التغاضي عن الأمر كونه تطور إيجابي ؟

بصراحة لا أعرف لأن حساب الناس وإنزال الجزاء بهم ليست من اختصاصاتي "وبالمناسبة كلمة جزاء تحتمل معنى الثواب والعقاب" لكن يجب أن تعرف شيء مهم جدا عن العدالة الإلهية وهي أنها تختلف كليا عن العدالة البشرية النسبية.

ميزان هو العدالة الإلهية المطلقة يعمل خارج التشريع والقانون خلافا للعدالة البشرية النسبية ، العدالة المطلقة تأخذ بعين الاعتبار ظروف كل فرد على حده وعلاقته ببيئته ومحيطه وهي أمور لا يمكن لأي انسان أو مجتمع أن نحيط بها وبظروفها ولذلك تظل العدالة البشرية عدالة قاصرة ونسبية.

فالعدالة البشرية تحمل الشمول ويتم تطبيقها على مجموعة من الناس بواسطة تشريعات وقوانين شاملة ، ولا تحمل العدالة الفردية لكل انسان على حده. فالعدل البشري الذي ينظم علاقة الانسان مع المجتمع كلي ولا يقبل الاستثناءات وهذا هو موقف الدولة والقانون والقضاء. أما العدالة الإلهية المطلقة فتكون في الجزئيات.

تطبيق العدل الالهي مستحيل على البشر لأنه لو تم فسيؤدي لنسف كل شرائع وقوانين الدنيا، ولزالت الدولة من الوجود، ولصار لكل إنسان الحق بأن يدعي أنه يمثل العدل الإلهي فيما يفعل، ولقضى على بنية الدولة الأساسية في التشريع في الكليات، أي مساواة الناس أمام التشريع والقانون، ولسادت الظلامات تحت اسم العدل الإلهي، ولقضى على حق كل انسان بالمطالبة بحقوقه الواضحة ، أما لو طالبنا بمقاييس االعدل الإنساني أن تطبق على العدل الإلهي فلن لا يبقى ثمة معنى للثواب ولا للعقاب خصوصا عندما تعجز العدالة البشرية عن تطبيق القصاص بهذا الجانب.

المادة الملونة بالأزرق أعلاه مقتبسة من كتاب الدولة والمجتمع - د.محمد شحرور