المجلس العسكري كمان و كمان
(1)

تحدثت كثيرا سابقا عن المجلس العسكري الحاكم و منذ تسلمه الحكم في مصر ، سواء في موضوعات طرحتها أو طرحها غيري ، و لأني لا أقود ولا أشارك في الحملات مع أو ضد أحد ، فأكتفي بنشر رأيي فقط ولا أسعى لفرضه أو الإلحاح عليه ، فلا وقت لدي لذلك . رغم ذلك يصر البعض على أن يضع على لساني ما يحب أو يعتقد ، ثم يبدأ محاضرة هزلية عن فضائل الثورة و مساوئ حكم العسكر سواء بحسن نية أو نتيجة كونه زعيم البصاصين أو كبير العضاضين أو الكوبرا زعيمة الحيات . هذا كله جعلني أحجم عن الرد على مثل تلك المداخلات الهزلية مطالبا الزملاء بالرجوع إلى مداخلاتي و ما كتبته حول المجلس العسكري ثم تحديد ما يريد استيضاحه أو نقده مما أكتب بالفعل و ليس ما يتوهمه . هنا لا أجد ردا فمن الواضح أن الزملاء يكتفون بالكتابة دون القراءة !, أن أكتب مرة أخرى عن المجلس العسكري هذا يعني إضاعة 3 ساعات تقريبا في إنتاج المنتج ، رغم هذا و بعد تردد فضلت أن أعيد كتابة رأيي مرة أخرى ، حتى أوضح للزملاء كيف أفكر في مثل تلك القضايا و ليس فقط الوصول إلى النتائج النهائية .
بداية أريد أن يكون واضحا أن ما أكتبه لا يعني سوى من يشترك معي في الإطار أو الحد الأدنى المقبول للحوار ، و هو الوطنية المصرية كمرجعية نهائية ، مصر الدولة التاريخية الفرعونية القبطية العربية الإسلامية ، مصر بتاريخها كله و قواتها المسلحة و إنتمائها العربي التاريخي . و بالتالي فما أكتبه لا يعني في شيء من تكون لديه مرجعية نهائية مختلفة مثل الدولة الدينية أو الفوضوية أو الثورة المستمرة بلا هدف ولا غاية أو الكنيسة أو أي قيمة أخرى . الوطنية المصرية فقط هي مرجعيتي العليا و النهائية . غير ذلك المنتمي للوطنية المصرية -سواء كان مصيبا أو مخطئا - لن يكون حواره معي ممكنا و ليس فقط عديم الجدوى ، لأنه سيكون حوار الطرشان .
لا أتحدث أيضا عن أولئك الذين يرفضون الثورة بداية ، ولكني أتحدث عن الذين تحمسوا لهذه الثورة و هم يشاهدون ولادتها في ميادين مصر ، كفجر جديد طال إنتظاره . أتحدث كرجل يبشر بانتفاضة الحرية العربية القادمة منذ أكثر من عشر سنوات على الشبكة ، و لكني أيضا أتحدث بلسان من أصبح يكره ابتذال الثورة بقدر ما أحبها . إني مع الثورة فلسفيا و مبدئيا ،و لكني أيضا أحب مصر أكثر كثيرا من حبي للثورة ، لهذا لا أخفي استيائي و غضبي من تلك الممارسات التي تتم باسم الثورة بينما هي تسيء للثورة بقدر ما تنشر الفوضى و الخراب في ربوع مصرنا الحبيبة .
بداية أيضا .. هناك معلومة أساسية لابد من معرفتها هي -كما شرحت سابقا مرات – أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة ليس منتخبا ولا معينا ، بل هو مجلس وظيفي يضم شاغلي المناصب الرئيسية في القوات المسلحة ، وفقا لقانون خاص بتنظيم وواجبات المجلس . نعم إن إختيار القيادات العليا في الدولة كلها يخضع لإعتبارات أمنية ،و أزيد أن هذا يحدث في كل المؤسسات العسكرية في العالم ،و لكن هذه المعايير الأمنية لا تهدف إلى استبعاد أصحاب الكفاءة و القرار و الإستقلال الفكري ، فكل تلك صفات تعزز الوصول إلى قمة الهرم العسكري في الجيش المصري الوطني ، و لكنها تهدف إلى استبعاد من توجد في مسيرته شيئا من الضعف الشخصي أو الشوائب ،أو القرابة بعناصر إرهابية أو متطرفة .
إن المجلس العسكري هو رأس المؤسسة العسكرية ، فكيف يكون هناك فرق بينهما ، هل سمع أحد بجسد لا رأس له ؟. ..........................
للحديث بقية ..