هواية الاقتناء هى طبيعة بشرية وأحيانا تضفى قيمة على اشياء لا قيمة لها لولا السلوك الجمعى الذى يجعل لها قيمة. او تجعلنا نجمع الأشياء ظنا منا أننا سنستخدمها فى وقت ما وعندها تفقد قيمتها بالنسبة لنا ولا نستخدمها. او تحول الغرض الحقيقى للمال من منفعة بشرية الى إستئثار بشرى يتسبب على المدى الطويل والنطاق الواسع الى تعاسة الآخرين. وهذا سبب توعد الله لمن يكنز الذهب والفضة بأن يكوى بها جنوبهم وظهورهم.

إن الجمع هو سلوك بشرى دنيوى... وهناك حكاية فلسفية صوفية قرأتها تقول انه كان هناك رجلا مجذوبا يسير فى الشوارع يردد عبارات الندم عن فقد شئ ما ....

وكانت حكايته انه صعد الى مأذنة مسجد السلطان حسن وكان هناك حبلا يظهر للموعود فيتعلق به ليدخل منه الى الجنة وكان شرط الجنة أن لا تجمع شيئا ....

وهناك تزوج من حورية جميلة وظل اياما وشهور فى نعيم الجنة وبين انهارها وثمارها وهو ملتزم بالشرط حتى جاء الى زوجته وقت الغداء وهو يحمل طعام الغداء وطعام العشاء .. فقالت له زوجته ضاعت جنتك .... وعاد الى الارض مرة اخرى

هذه القصة مر على قرائتها اكثر من ثلاثون عاما ولا اذكر تفصايلها جيدا وما رويته لكم هو ما أذكره منها.

ويعجبنى جدا فيلم "الريس عمر حرب" حيث كان خالد صالح يرمز الى (الله) وقال لـ (هانى سلامة) حين دعاه الى منزله وكان يكاد يكون خاليا من الأثاث إلا أقل القليل ... لا تتعجب فالبشر هم الذين يخافون من غدا فيجمعون الاشياء ولكن أنا احب العيش فى الفراغ.

لهذا يعجبنى النمط (الهندى والصينى) من الأثاث والذى يهيئ النفس للسكينة والتأمل .. احب الفراغ والهواء واحب ان لا يكون معى الا ما احتاج له فقط ... ولكن طبعا لا استطيع ان أفعلها دائما وأحاول ان ادرب نفسى على أن لا احتفظ بالكثير حتى استفيد اقصى استفادة من المتاح.