عزيزى نيو فريند

هذه ليست إجابة على سؤالك ولكنها مجرد خواطر طافت بعقلى عندما قرأت موضوعك.

من الممكن النظر من زاوية أخرى للأمر من خلال الاتفاق والاختلاف ، ففى الأديان الاختلاف ليس كبير لأن المصدر واحد ويجتهد فيه البشر ولكن فى الإلحاد المصادر متغيرة من آن لأخر. وعند المقارنة بين الإسلام أو المسيحية من جهة مع الإلحاد من جهة آخرى مثلا فلا تأخذ أخر عشر أو عشرون سنة ولكن خذ عمر الدين كله أمام الإلحاد.

فنحن بعد مائة عام – على سبيل المثال - سندرك واقعا غير ما نحن فيه الآن وقد نكتشف وقتها بالتجربة أن ما كنا نعتقد انه هو الأخلاق بعينه كان قمة الضلال أو التباس نتيجة نقص معرفة.

ويقول د. مصطفى الشكعة فى كتابه – إسلام بلا مذاهب ص 66

فأفلاطون صاحب (الجمهورية) يحرم العبيد فى جمهوريته من حق المواطنة ويشرع لهم نظاماً يجبرهم على إطاعة سادتهم والخضوع لهم خضوعاً كليا بشكل مهين، حتى أن العبد إذا تطاول على سيد غير سيده أسلمته الدولة إلى هذا السيد الغريب لكى يقتص منه.

وأرسطو – المعلم الأول – لا يذهب بعيداً عن أفلاطون ، بل هو يرى بمنتهى البساطة أن هناك فريقاً من الناس قد خُلقوا ليكونوا عبيداً، كأنما المسألة بديهية من البديهيات، ولا ينبغى أن ننسى أن أرسطو هو صاحب علم الأخلاق.

وإذا انتقلنا من الفلسفة اليونانية إلى الفلسفة الهندية وجدناها بدورها تبيح الرق، ولكنها تطلق عليه اسما آخر، فهى تستعبد فئات معينة من الناس وتحرمهم من حقوقهم وتطلق عليهم أسم (المنبوذين).
----

وهكذا يا صديقى تجد أن مفاهيم الأخلاق تتغير مع الزمن فى ظل الإلحاد بدرجة كبيرة جدا أما فى ظل الكتب السماوية فالتغير طفيف ولا يُصيب الأصول.

ويختلف الإلحاد عن الدين فى أن النظرة تكون فى الإلحاد وقتية ترتبط بعصرها أما فى الأديان فهى ثابتة لا تتغير ولهذا ناتج مفهوم الأخلاق يتغير تغير جذريا فى ظل الإلحاد عن الأديان.

وفى الإسلام ما يسمى (بالمسيخ الدجال) ولو دققنا فى القصة سنجد انه سيخدع الأمم وفقا لمفهوم الإيمان وليس وفقا لمفهوم الإلحاد.

ومن الواضح أن الأحداث الدولية تتجه نحو هذا الاتجاه – جزئيا على الأقل – حيث انه منذ أيام قليلة دافع "ميت رومنى" المنافس المرجح لـ "باراك اوباما" في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، عن القيم المسيحية امام حشد كبير في جامعة ليبرتي معقل المسيحيين الانجيليين قائلا: " أن الإرث اليهودي والمسيحي هما في صلب زعامة الولايات المتحدة للعالم".

فالدين سيفرض نفسه على ظاهرة الإلحاد الوقتية ، فنحن ما نأكل ، والأيام ستطعمنا اضطهاد وعنف دينى حتى لو كان البعض منا ملحدين.

وتقبل تحياتى