(05-15-2012, 08:07 PM)نضال الأمير كتب:  الجميل .... السيد حسن يدعم النظام ويخشى سقوطه ،لأنه يدعم المقاومة
والاجمل .. اسرائيل تخشى سقوط النظام حتى لا تتحرك جبهة الجولان

والله يا نضال ثورة سوريا وضعت "السيد حسن" في موقف لا يُحسد عليه. ولكنها أيضاً قلبت الطاولة فوق رؤوس الجميع بما فيهم إسرائيل وأمريكا وشعب سوريا نفسه (الذي لم يحسم حتى الآن أمره، ويراوح مكانه).

الخوف من الآتي في المنطقة يجعل الجميع يتصرف بطريقة غير مفهومة (لدرجة أن الوضع في سوريا أحدث شرخاً بين نتنياهو وليبرمان وزير خارجيته)، لأن أحداً حتى اليوم لا يعرف بعد ما هو مآل هذه الثورة وما النظام البديل الذي سوف يأتي، إذا ما سقط نظام الأسد (للأسف، ليست هناك مؤشرات حتى اليوم تشير إلى سقوط وشيك للنظام، ويبدو أن الجرح السوري سوف يتعفن! وهذا الوضع بحد ذاته يشكل مشكلة عويصة تذكرنا بالحرب اللبنانية الطويلة الأمد ومعاناة اللبنانيين منها (حتى اليوم).

مأزق "السيد حسن" أن الموقف، منذ البداية، كان يتطلب "السكوت على الأقل" والانصراف إلى الهموم اللبنانية الداخلية والنأي عن الجرح السوري. ولكن علاقة السيد حسن بالنظام الحاكم في سوريا أجبرته على الانحياز للنظام (وطبعاً هذا باسم "المقاومة")، مما أضاع بوصلته وأفقده شعبيته في الوطن العربي، بل لعهل سلب منه أكثر من ذلك: سلب منه حالة "الأمان" التي كان يحسها بوجود هلال شيعي فعلي يضم ايران والعراق إلى نظام صديق (في سوريا) ويصل كل هذا بجنوب لبنان.

أعتقد بأن "السيد حسن" يريد حقاً أن يترك الداخل السوري وشأنه، ولكنه لا يستطيع. فلو ترك سوريا فإن الوضع في سوريا لن يتركه. فسوريا هي العمق الاستراتيجي للبنان وصلة وصل الشيعة اللبنانيين بإخوانهم في العراق وإيران. وعندما يكون النظام السوري معادياً لنصرالله فإن هذا معناه تضييق الخناق على الجنوب اللبناني. أما لو جاء "الخريف الإسلامي" بعد "الربيع العربي" في سوريا فلسوف يحمل أنباء كارثية بخصوص الوجود السياسي الشيعي في لبنان. ولسوف يتعب حزب الله في لبنان نفسه لو ساند النظام الجديد في سوريا السنة اللبنانيين ولعب اللعبة الطائفية القذرة التي ما زال اللبنانيون يلعبونها بين بعضها البعض.

بصدق، أنا لا أريد أن أكون مكان نصرالله في هذه الظروف الحرجة، بل لعل وضع نصرالله أصعب بكثير من وضع بشار الأسد نفسه، فالأسد - على الأقل - يعرف ماذا يريد ويخوض معركته "قاتل أو مقتول"، أما نصرالله فهو لا يعرف ماذا سوف يحدث وعليه أن ينتظر ويترقب ويستعد للدفع لو لم يتم له ما يريد في سوريا.

طبعاً، هذا كله مجرد محاولة تفكير "ملخبطة" في وضع "السيد حسن" ومحاولة فهم موقفه .

واسلم لي
العلماني