مأزق النظام السوري اعتماده على ترابطه وتماسكه وقوته الامنية للحفاظ على الحكم والبقاء فيه، ومجرد التفكير بالتخلي ولو جزئيا سيفرط عقده وتتبعثر قوته.
ومأزق المعارضة هنا انها متشرذمة وغير قابلة للتفاهم وتغلبها المصالح
ومأزق الشعب انه وبعد الشهر الخامس عشر من التضحية والصمود لم يستطع الوصول الى ساحة فرعية من ساحات حلب او دمشق، والاستمرار في هذه المازق سيولد مزيد من الفوضى ومزيد من التباعد ومزيد من القتل.
المعارضة السورية ( ليس الغليون والشقفة ولا فريد الغادري و من شابههما) عليهم بتوحيد صفهم داخل سوريا، فكما تشجع هذا الشعب للخروج الى الشوارع، فليأتي المعارضون الشرفاء من الخارج كالشجعان ليتحدوا مع من في الداخل و ليعملوا على توضيح رؤيتهم للشعب وحشده لصالحهم دون القوة او الفوضى، و البدء باستغلال الإصلاحات المعلنة وجعلها اصلاحات فعلية، و لتكون منافسة سياسية وليست كلامية فقط، وليجعلوا التظاهرات بشكل سلمي واضح للجميع دون انفعالات، و بتنظيم عالي و لتصب هذه المظاهرات في تحقيق الإصلاحات حسب ما يجب، لا حسب ما يراه النظام مناسبا و لتبدء المعارضة جميعها من داخل سوريا، بتشكيل أحزاب سياسية، ومقارعة النظام سياسيا من الداخل السوري، وانشاء وسائل إعلام محايدة و شفافة وصريحة.
ثم تسخير كل تلك النقاط للعمل على نقل سوريا إلى حلتها الجديدة سياسيا مع أقل خسائر ممكنة في الأرواح و النفوس و القلوب، و لتعمل هذه المعارضات سياسيا و بشكل واضح وفاعل و بايدي سورية، فلتعمل على التغيير وتحضير اساس قوي لدولة مدنية ديموقراطية، وليعملوا على تغيير الدستور ككل، و الوصول سياسيا و سلميا الى انتخابات رئاسية قادمة و ربما مبكرة، فالنظام بات يدرك بأنه لن يستطيع حكم هذا الشعب بذات الطريقة مدة أطول حتى و لو مات كل الشعب، و لكنه يدرك بأنه لن يتخلى تحت الضغط عن الحكم، و لن يقع تحت رحمة العالم، و بعد ما قد يتحقق مما سبق و لو القليل، فلن يبقى للنظام أي حجة بأن المعارضة رفضت الإصلاح ولم تعطيه الوقت، و أن البيئة الحالية تعيقه و أن مؤامرة خارجية تحاك و أن الإعلام متورط، حتى أن المعارضة تستطيع بناء قاعدة شعبية موحدة على رؤية شعبية وسياسية تنقل البلاد الى مرحلة مقبلة ويجب ألا ننسى، بأن النظام لا يزال يحتفظ بقاعدة موالين لا يستهان بها بغض النظر عن نقدهم او مدحهم، فعندئذ ستستطيع المعارضة الوطنية والصادقة و الشريفة من اثبات وجودها على الارض السورية ومن داخل سوريا دون أي تشكيك أو تخوين أو غيره و لو تعرضت لضغوط من النظام، و بذلك يصبح ميزان القوى داخل سوريا و دون الاستنجاد بالخارج معتدل نوع ما أو قريب للاعتدال لحمل الأطراف كافة على إدراك حجم الآخر.
و أنا كلي أمل بأن في 2014 ستكون سوريا قطعت أشواطا كبيرة باتجاه الديموقراطية، وعندها سيكون الحسم بانتخبات نزيهة و ليكن التظاهر حينها لإسقاط النظام أو تغييره أو ترحيله، إذا ما شاب تلك الإنتخبات اي خلل و لن يستطيع النظام حينذاك استعمال أي من الحجج الحالية وقد يكون للإعلام دور أوضح و أكثر شفافية، في نقل الأحداث و جعل الداخل السوري بغالبيته مطلع على الحقيقة كما هي .
هذا حل واحد وليس وحيد أطرحه بسذاجة زميل عادي، آخذا باعتباري بأن جل ما يهمني الآن هو وقف هذه الحرب و وقف سفك الدماء
ووقف زرع الكره و الحقد بين أطياف الشعب السوري، ووقف اسباب الثأر ووقف تدمير البلد و اقتصاده و هذا يحتاج تضحية أكبر ممن هم حريصون أكثر على سوريا و أنا أعتقد أن الشعب هو الحريص أكثر و قد ضحى بما يكفي من أرواح، فليضحي بالصبر و التسامح الآن
و الوصول بسوريا إلى مستقبل أفضل، فإن هذا الشعب الذي قضى 40 سنة في حالة كبت نفسي تحت ضغوط معنوية وسياسية ومادية، يملك من الحماس و الشجاعة ما يجعله ينتحر متظاهرا و متحديا سلميا أو فوضويا، ولكن ما نريد هو شعب يحيى و ليس شعب يموت إن أمكن تحقيق أهدافه دون الموت.
الانتقال التدريجي و تغيير النظام تدريجيا هو الحل الافضل برأيي .
أتمنى للجميع السلام و الأمان و ألف رحمة على كل شهيد استشهد فداء لهذا الوطن....