(06-01-2012, 10:28 AM)forat كتب:  وردة لهولي مان....انا اعرف انه علوي...ارجو ان لا يكون موقفه مجرد موقف اخلاقي بل يكون نابع من مراجعة فكرية مفادها ان التغيير قادم..واستقباله افضل من محاربته لمصلحة البلاد كلها...اتمنى ان تتغير عقلية العلويين ويعرفون ان النظام السوري يحفر قبورهم ويأخذهم الى حتفهم...ليس من اجل مصالحهم...أي مصالح يا حسرة....ما كلنا بالهوا سوا اكلين روح الخل....انما يضعهم النظام في مرجل النار لكي يحموا مصالح بيت الاسد المحتلين...

بعيداً عن المماحكات التي تدور حول يزيد والحسين من قبل بعض الزملاء . وبعيداً عن دماء أطفالنا سبب هذا الموضوع .
فليسمح لي الجميع أن أتطرق لموضوع شائك عن طريق مداخلة زميلنا فرات لأن الشيء بالشيء يذكر ، وكي يفهم الجميع حقيقة موقفي ولمرة واحدة ، ومن يعلم؟ .. قد يساعدنا ما سأقوله جميعاً على فهم بعضنا البعض أياً يكن انتماؤنا الديني أو المذهبي أو العرقي .
بداية لا مشكلة عندي في أن أقول ما هو الدين أو المذهب الذي أنتمي إليه ، لكن وللأسف أنا أرفض جملة وتفصيلاً أن تقيم مواقفي -وبشكل مسبق- بناء على الدين أو المذهب الذي أنتمي له لعدة أسباب :

أولاً - لأني في المواضيع السياسية علماني بكل معنى الكلمة -وإن لم يصدق البعض هذه مشكلته- ولا أقيم المواقف السياسية للآخرين بناء على خلفياتهم الدينية أو المذهبية إلا في حالة واحدة عندما يستحضرون هم هذه الخلفية وبشكل صريح ، وبالتالي يجبروني على أن آخذ هذا الأمر في عين الاعتبار من باب العلم بالشيء لا أكثر أما على المستوى الشخصي فلا قيمة كبيرة للموضوع حتى ولو استحضره الآخر . وبالتالي في الشأن السوري لن يستطيع أحد أن يفرض علي قالب محدد أخاطبه من خلاله إلا القالب الوطني ، ومهما دأب بعض الزملاء على استحضار مصطلحات الأقلوية والمذهبية وما شابه فهذا لن يجد نفعاً معي . باختصار في الشأن الوطني السوري أنا ككل السوريين الوطنيين العقلاء سوري وبس .

ثانياً - بفرض أن البعض يراني كشخص طائفي -وهو بالقطع حر في هذا- يجب عليه أن يعلم إني إنسان عادي وبسيط ، لا أمثل أي اتجاه أو تيار أو حتى رأي عام ضمن المجتمع الذي أنتمي له . بل وأحرص جداً على فرادتي في مقاربتي للمواضيع . وبالتالي قد أشرح في مكان ما بعض المقاربات والواقع ولكنني في النهاية أنقل وجهة نظري التي لا تلزم أحد غيري ولا تلزمني حتى لأنني كإنسان قابل للتطور والتبدل والفهم أكثر . وأياً يكن الموقف الذي أتخذه فأنا قادر على الدفاع عنه بشراسة إلى النهاية ما دمت مقتنع به ، وقادر على التراجع عنه والاعتذار عندما أشعر بعدم صوابيته .

ثالثاً - أنا أنظر على الصعيد الشخصي لمعظم الزملاء السوريين إن لم أقل كلهم رغم كل الحوارات التي دارت على مدى العام والتي سمح لي وقتي أن أتابعها ورغم كل المماحكات التي دارت بينهم على أنهم لا طائفيين -وهذه ليست مجاملة- وما يدعوني للاستغراب هو اصرارهم على قراءة رأيي السياسي من خلال مذهب معين .

رابعاً - أنا موقفي قبل الانتفاضة وخلالها وبعدها لم يتغير وليس هناك إرهاصات على أنه في طريقه للتبدل في النسق العام ، وإن كانت بعض جزئياته أعيد تشكيلها إن لجهة تأكيد الواقع لبعض القناعات أو تغيير بعضها ، وحتى يفهم الجميع . أنا مع التغيير الجذري للنظام السوري -كما أسلفت هو ليس وليد اليوم أو العام الماضي أو حدث أو مجزرة بعينها- وهذا التغيير يجب أن يترافق مع أكبر قدر ممكن من الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية -رغم إدراكي ومعرفتي بمدى التعقيد البالغ الذي يكتنف العملية - لتجنب سيناريو الحرب الأهلية . ولأن البعض يعتقد باستحالة تفكيك النظام بدون تفكيك الدولة معه ، أو يختلط عليه مفهوم النظام السياسي بمفهوم الدولة كون النظام حاول وخلال العقود الماضية عمل مماهة شديدة التعقيد بين المفهومين من الناحية النظرية والعملية ، فإن هذا الخلط هو ما ينتج الاختلاف الرئيسي بيني وبين بعض الأعزاء والزملاء في مقاربة الأزمة . وليس خلفيتي المذهبية التي يتوهمها البعض في فكره .

خامساً - هذا الخطاب "التاريخي" ليس موجه لزميلنا فرات بشكل شخصي وإنما موجه للجميع .


كلمتي الأخيرة كي يفهم البعض الذي تلتبس عليه الأمور ، وأعتذر سلفاً من الجميع عن استخدامي للمصطلحات المذهبية في السياسة تتلخص في ما يلي : " أنا لا أخشى من السنّة ، ولست حاقداً على العلويين ولكنه حان الوقت ونحتاج إلى التغيير كسوريين" .



ملاحظة على الهامش :
من لا زال منكم يعتقد أنه بحاجة أن يعرف الدين أوالمذهب الذي أنتمي له ، يستطيع سؤال العزيز ابن سوريا كونه يعرف وأنا أصرح له بالاجابة . ولكني قطعاً لن أجيبه أنا طالما الموضوع تتم مقاربته بطريقة غير صحيحة .

تحياتي للجميع