اسمها سقوط الأندلس،

لأن يا عزيزي هاندي، كان في الأندلس أندلسيون مسلمون، وأندلسيون نصارى، وقشتاليون.

القشتاليون قوط، والقوط أتوا الأندلس تقريبا في نفس الوقت الذي نزلها العرب، فلا أدري لم كان القوط أولى بالجزيرة من العرب.

لو أن الذي أخذ البلد هم السلت أهل البلد الأصليين قبل العرب والقوط، لقلنا استرداد. على أن الكثير من السلت في الأندلس كانوا مسلمين، تحيرت بهم السبل حين سقطت الأندلس، فليس لهم مغرب يرجعون إليه ولا مشرق يوفدون إليه، ووقعوا بين يدي من لا يرحم من متوحشي الإشبان والقوط، الذين بعد أن زاد توحشهم على الجزيرة الأندلسية فاض على أمريكا اللاتينية، فبرهنوا هناك عن معدنهم.

على أنني لا أرى دخول العرب الأندلس إلا توريطة من جوليان، والذي ليس أندلسيا على فكرة، بل هو وال للروم البيزنطيين على سبتة. فبدل أن يعنى العرب بعدوهم اللدود الذي هو امبراطورية الروم، انصرفوا لاستعداء أوروبا، وتحشيدها خلف الكنيسة الكاثوليكية كرد فعل على نزول العرب عدوة الأندلس.
ولو أن نصف المجهودات العسكرية التي وجهت إلى الأندلس، تم توجيهها إلى الخصم الحقيقي الجالس على العرش الامبراطوري في القسطنطينية، لآتت إذا أكلها، ولبقي الأوروبيون متفرقي المذاهب والنحل، ولما وجد البابا ولا شارلمان ذريعة لإقصاء الهراطقة وجمع الأوروبيين طوعا وقسرا تحت مظلة الكثلكة، ثم رد الكرة في المشرق والمغرب.

الأندلس كان يغلب عليها الأريوسية عشية نزول العرب.